(داعش) و(السلفية) يحرّكان وزارة عيسى- تدرس وزارة الشؤون الدينية جملة من الشروط المنظّمة للاعتكاف والتهجّد خلال رمضان 2015، ويبدو من خلال التسريبات التي حصلت عليها (أخبار اليوم) أنها ستكون (تعجيزية) ومخالفة للستّ سنوات الأخيرة، والتي تخلّت فيها عن (التضييقات) لدواع أمنية وأخرى إيديولوجية، وهو ما يُنتظر أن يجعل مساجدنا تحت رقابة مشدّدة خلال الشهر الفضيل. علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة بأن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تعكف على وضع شروط وضوابط للاعتكاف في شهر رمضان المقبل، من بينها منع غير المقيمين بالقرب من المسجد من الاعتكاف فيه. ويمنع هذا الشرط الذي تدرسه الوزارة غالبية المصلّين من الاعتكاف في المساجد المعروفة التي اعتاد المصلّون على الاعتكاف فيها مثل (لابروفال) و(السُنّة) و(المؤمنون) بالعاصمة ومساجد أخرى معروفة في المدن الكبرى. وأكّدت المصادر ذاتها إلزامية أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيا المعروفين لإدارة المسجد، وأن يكون عددهم مناسبا للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللاّزمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل، كما يجب أن تكون مديرية الشؤون الدينية التابع لها المسجد مسؤولة مسؤولية كاملة عن إدارة شؤون الاعتكاف وعن أيّ خلل يحدث فيه ولها الحقّ في متابعته من خلال التنسيق مع المشرف على الاعتكاف، على أن يعتمد المسجد من قِبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرّح له بالاعتكاف، وستنشر أسماء المساجد المصرّح لها بالاعتكاف على موقع الوزارة فور اعتمادها ولن يسمح بمخالفة الضوابط السابقة. وتشترط الوزارة أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع لا في الزوايا ولا في المصلّيات، حيث أن الزوايا والمصلّيات لأداء الصلوات الراتبة فقط ولا مجال فيها لإقامة شعائر الاعتكاف، كما يجب أن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الوزارة، وأن يكون المكان مناسبا من الناحية الصحّية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين بناء على تقرير يرفع من اللّجان المسجدية للأمانة العامّة للوزارة. وتتّجه وزارة عيسى أيضا -حسب مصادرنا- إلى إقرار إجراءات تخلّت عنها خلال السنوات الأخيرة من قبيل عدم السماح بإقامة صلاة التهجّد في جوف اللّيل في المساجد إلاّ بتصريح من المديرية يتمّ منحها بعد طلب يتقدّم به الإمام، كما تشترط في الإمام الذي يقام الاعتكاف في مسجده أن يقدّم قائمة بأسماء المعتكفين إلى السلطة الأمنية الواقع المسجد بإقليمها مرفقة بصور بطاقات هوية كلّ شخص يرغب في الاعتكاف بالمسجد. (داعش) و(السلفية) يحرّكان وزارة عيسى تتجنّب وزارة الشؤون الدينية منذ ستّ سنوات فرض مثل هذه التدابير المشدّدة على المساجد، حيث حمّلت (المسؤولية الأمنية) لإمام المسجد، وهو ما أرجعه أئمة من قبل إلى (تحسّن الأوضاع الأمنية في البلاد). لكن هاجس تسرّب الأفكار المتشدّدة والتكفيرية إلى مساجدنا يبدو أنه حرّك السلطات، خصوصا في ظلّ الاستراتيجية الجديدة للتنظيمات الإرهابية، على غرار (داعش)، والتي تنشر أفكارها الخبيثة انطلاقا من بيوت العبادة، مثلما يؤكّد عديد المختصّين في الشأن الأمني. وبعيدا عن الدواعي الأمنية يؤكّد مراقبون أن الوزير عيسى المعروف بتصريحاته النّارية ضد التيّار السلفي، سيستغلّ الفرصة لمراقبة المساجد ومجابهة (الخطر) الذي بات يشكّله بعض شيوخ هذا التيّار الذين يحاولون (السيطرة) على المساجد وتمرير فكرهم، والذي يهدّد المرجعية الدينية للجزائريين، مثلما صرّح به الوزير في عديد المرّات مؤخّرا. وقد تدفع هذه الإجراءات كثيرا من المصلّين إلى الاعتكاف في مساجد بعيدة عن العاصمة والمدن الكبرى أو هجران المساجد والاكتفاء بالاعتكاف والتهجّد في بيوتهم.