على رأسهم قائد (جند الخلافة) الموالي ل (داعش) تمكّن الجيش الشعبي من القضاء على 44 إرهابيا خلال الستّة أشهر الأخيرة، وهي الأرقام التي تعكس خسارة الجماعات الدموية للمعركة الأمنية لصالح جيشنا، فيما أدّت الضربات المتتالية إلى (تراجع قدرة هذه الجماعات على المبادرة)، حسب ما اتّفق عليه خبراء أمنيون. حسب بيانات منفصلة نشرتها وزارة الدفاع الوطني فإنه (في غضون الأشهر الستّة الأخيرة قتلت وحدات عسكرية متخصّصة في مكافحة الإرهاب 44 إرهابيا ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم جند الخلافة الموالي لداعش، بينهم عبدالمالك قوري أمير التنظيم) الذي قتل في ديسمبر 2014 بعد أسابيع فقط من إعلانه (مبايعة داعش). وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في 20 ماي أن عملية عسكرية شاركت فيها قوّات من ثلاث ولايات هي البليدة والبويرة وبومرداس خلّفت مقتل 25 (إرهابيا) واسترجاع أسلحة وذخيرة في منطقة جبلية بالبويرة، ومن بين القتلى عثمان العاصمي (41 سنة) القائد الجديد ل (جند الخلافة) بعد عبد الملك قوري. خبراء أمنيون: (المعركة الأمنية حسمت لصالح جيشنا) اعتبر خبراء أمنيون في تصريحات نقلتها وكالة (الأناضول) أمس أن هذه الأنباء تمثّل (نجاحات للجيش الجزائري في مواجهة التنظيمات الإرهابية في البلاد)، مرجعين إيّاها إلى (خبرة جيشنا في مثل هذه المواجهات مقارنة بغيره من جيوش المنطقة). قال الدكتور عمّار غانم، المتخصّص في العلوم السياسية والخبير الأمني، إن (الجزائر تتعرّض للتهديد من قِبل 4 منظّمات إرهابية مختلفة هي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتمركز برفقة تنظيم جند الخلافة الموالي لداعش في الولايات القريبة من العاصمة، إلى جانب جماعة المرابطين [تكوّنت بعد تحالف حركتي التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وتنظيم الملثمون] وتتمركز قرب الحدود الجنوبية للجزائر في شمال دولة مالي، إضافة إلى جماعة أنصار الدين، وهي جماعة دموية أخرى تتكون من سكان شمال دولة مالي المجاورة). وأشار غانم إلى أن (عملية البويرة تؤكّد أمرين، أوّلهما هو أن الجماعات الإرهابية تتعرّض لعملية اختراق أمني سمحت للجيش الجزائري بتنفيذ 6 عمليات أمنية منذ شهر ديسمبر 2014 أدّت إلى قتل عشرات الدمويين، أغلبهم من جماعة جند الخلافة الموالية لداعش، بينهم أمير التنظيم). أمّا الأمر الثاني -حسب غانم- (فهو امتلاك جيشنا لوسائل تقنية مثل طائرات استطلاع ووسائل التصنّت على الاتّصالات وخبرة قتالية سمحت له بحسم كلّ المواجهات في مناطق جبلية وعرة تقع جنوب وشرق الجزائر العاصمة، إلى جانب عمليات على الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر وليبيا). من جهته، اعتبر الخبير الأمني أحمد تاوتي أن (قدرة الجماعات الإرهابية على تهديد الأمن الداخلي في الجزائر تراجعت بشكل كبير في الفترة بين عامي 2013 و2015، ومنذ عميلة احتجاز الرهائن الغربيين في مصنع الغاز في تيفنتورين في جانفي 2013 لم تتمكّن هذه الجماعات من تنفيذ عملية كبيرة أخرى بالجزائر). وأرجع تاوتي السبب إلى أن (الجيش بات يدير المواجهة مع الجماعات الإرهابية بطريقة أمنية أكثر منها عسكرية، أي باستغلال المعلومات، وهو ما أثّر على مسار المواجهة)، وتابع: (ورغم الصعوبات التي تواجه الجيش لتأمين حدود يزيد طولها عن 6 آلاف كلم ودولة شاسعة تتعدّى مساحتها مليوني كلم مربّع إلاّ أنه اكتسب خبرة كبيرة في محاربة الإرهاب بدأت في عام 1992). أمّا العقيد المتقاعد سقروني لحسن فقال: (يوجد الآن في الجزائر ضبّاط برتبة عميد أي جنرال عملوا طيلة أغلب سنوات الخدمة في مكافحة الإرهاب، كما أن كلّ الضبّاط بدءا من رتبة عقيد اِلتحقوا بالجيش أثناء الحرب الطويلة بين الجيش والجماعات الإرهابية، لهذا فإن الجيش الجزائري يملك خبرة طويلة في مواجهة هذه الجماعات، لذا أصبح عمل مكافحة الإرهاب في أجهزة الأمن والجيش الجزائري عملا روتينيا لا يستدعي الخوف).