* الجيش الوطني يُواصل تضييق الخناق على الدمويين* كشفت تقارير حديثة للمصالح الأمنية أن الجزائر تحصي 292 إرهابي خطير ينشطون مع مختلف الكتائب المسلحة الموالية لعدد من التنظيمات الدموية، يتقدمها التنظيم المسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ونجح الجيش الوطني الشعبي في توجيه العديد من الضربات الموجعة للدمويين، وهو ما أدى إلى انحسار الإرهاب في بلادنا وتحسن الوضع الأمني بشكل لا يمكن إنكاره. وبحسب المصادر الأمنية فإن الرقم يعرف تراجعا من يوم إلى آخر بفعل القبضة الحديدية التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي منذ عدة أشهر، وأيضا بفعل النشاط المكثف للفرق الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، التي أطاحت بعديد الخلايا والإرهابيين فيما تراجعت نسبة وعمليات التجنيد بشكل كبير. ويرى خبراء أمنيون، أن الرقم المذكور، مقارنة بما كان عليه الوضع في الجزائر يعتبر ضئيلا، ويمكن السيطرة عليه خاصة بعد كشف الخريطة الأمنية والتعرف على مواقع تمركز هؤلاء الإرهابيين، في الجبال أين تقوم قوات الجيش بعمليات يومية مكثفة، ضد معاقل الإرهابيين، وأن التنسيق الأمني المستمر بين بلدان الجوار خاصة مع تونس كفيل بإحباط المخططات الإجرامية التي يسعى لها التنظيم الإرهابي داعش علاوة على الثقة المتبادلة بين الطرفين. يذكر أن قوات الجيش الوطني بعد عملية باردو في تونس قامت بتأمين وتشديد المراقبة على الحدود الشرقية مع تونس لمنع تسلل إرهابيين فارين من الملاحقة من طرف الأمن التونسي، حيث نشرت المزيد من القوات على امتداد الحدود الشرقية خاصة تلك المحاذية لجبل الشعانبي. ويواصل الجيش الوطني الشعبي تضييق الخناق على الدمويين، حيث أفلح في القيام بعدد من العمليات النوعية التي سمحت بالقضاء على عدد غير قليل من الإرهابيين في الشهور الأخيرة. وبهذا الصدد، تمكن الجيش الوطني خلال عام 2014 من القضاء على 105 إرهابيين في أنحاء البلاد، في مقدمتهم عبد المالك قوري أمير تنظيم جند الخلافة الموالي ل داعش ، وفق إحصاء تم إعداده استنادا إلى بيانات منفصلة صدرت عن وزارة الدفاع منذ مطلع العام. هؤلاء الإرهابيون قتلوا خلال عمليات تمشيط وكمائن ومطاردات، أغلبها نفذها الجيش الوطني في ثلاثة من ولايات وسط البلاد وهي: تيزي وزو، بومرداس والبويرة، وهي معروفة بنشاط عناصر ما يسمى ب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . كما تركزت عمليات الجيش على الشريط الحدودي الجنوبي مع مالي، النيجر، ليبيا وتونس، حيث دفعت السلطات الجزائرية منذ أشهر بآلاف الجنود لمواجهة عمليات التسلل من الجماعات الإرهابية في هذه الدول التي تعرف حالة عدم استقرار أمني. وخلال هذه العمليات، تمكن الجيش الشعبي، أيضا، من احتجاز كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها. وكانت أكبر عملية للجيش الجزائري مطلع شهر ماي من السنة الفارطة بمنطقة تين زاواتين الحدودية مع مالي حيث تم القضاء على 12 إرهابيا واسترجاع كمية كبيرة من الأسلحة خلال اشتباك مع مجموعة متسللة نحو التراب الجزائري. أما أهم صيد سقط خلال هذه العمليات، وفق بيانات الجيش، فكان يوم 22 ديسمبر 2014 عندما قضت فرقة من القوات الخاصة للجيش على عبد المالك قوري، أمير تنظيم جند الخلافة في أرض الجزائر ، رفقة اثنين من مرافقيه، وذلك في كمين بمحافظة بومرداس (80 كلم شرق العاصمة). وكانت عملية القضاء على قوري ضمن عمليات تمشيط شارك فيها 3 آلاف عسكري بجبال تقع شرق العاصمة الجزائر لتعقب خاطفي وقاتلي الرهينة الفرنسية هيرفي غوردال. وأعلنت جماعة جند الخلافة في شريط فيديو نشر على مواقع ارهابية يوم 24 سبتمبر إعدام الرهينة الفرنسي غوردال بعد ثلاثة أيام من اختطافه بولاية تيزي وزو . وفي شهر أكتوبر الماضي، أعلن الفريق أحمد قايد صالح نائب، وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، في رسالة تهنئة لأفراد الجيش بمناسبة عيد الأضحى، التحضير لعملية واسعة للقضاء على الجماعات الإرهابية في البلاد. وقال قايد صالح في رسالته: (أحثكم على المزيد من اليقظة والتحلي بالمزيد من الشجاعة والتضحية والتفاني، بغية إحباط كل محاولة لبعث الإرهاب بالجزائر والتحضير للشروع في عملية القضاء النهائي على هذه الظاهرة). ويخوض الجيش الجزائري منذ عقد التسعينيات مواجهات مع تنظيمات إرهابية أسفرت، حسب حصيلة سابقة لخلية متابعة تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية عن مقتل أكثر من 17 ألف إرهابي ، وتقول السلطات إن مكافحة الإرهاب متواصلة إلى غاية القضاء النهائي عليه. وكان مروان عزي، رئيس خلية متابعة تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية قال في مؤتمر صحفي، نهاية شهر سبتمبر الماضي، إن (قوات الجيش قضت خلال العام 2013 على 192 إرهابيا في عمليات متفرقة).