الخبير علي الزاوي: أكذوبة داعش ستتوقف عند أسوار الجزائر في آخر تطورات قضية اختطاف الرعية الفرنسي بتيزي وزو، خلصت مصادر متطابقة أمس، أن حظوظ الإفراج عن الرهينة الفرنسي بيير أرفي غوردال ، الموجود حاليا بين يدي تنظيم جند الخلافة لزعيمه الإرهابي قوري عبد المالك ضئيلة جدا لاعتبارات أهمها إصرار الإرهابيين على تقديمه قربانا لزعيم داعش من جهة، وعقيدة السلطات الجزائرية بعدم التفاوض مع الإرهابيين من جهة أخرى. وتتزامن عملية اختطاف الرعية الفرنسي بيير أرفي غوردال مع تداول أخبار عن عودة مقاتلين في صفوف (داعش) ينحدرون من منطقة المغرب العربي، إلى بلدانهم الأصلية، في إطار إستراتيجية توسيع دولة (الخلافة) التي أعلن عنها التنظيم بزرع خلايا تابعة له في المنطقة على غرار جماعة جند الخلافة الإرهابية. و هو ما يزيد من مخاوف السلطات الأمنية والعسكرية الجزائرية التي أعلنت حالة الاستنفار القصوى بعد العملية، وقامت بإطلاق 1200 إلى 1500 عسكريا في الجهات الأربعة المحيطة بمكان اختطاف الرعية الفرنسية غوردال للبحث عنه ومطاردة المجموعة الإرهابية التي نفذت الإختطاف الأحد 21 سبتمبر الجاري، وذلك حسبما نشره موقع الحدث الجزائري أمس نقلا عن مصادر امنية مقربة. وفي سياق متصل أكد الخبير الأمني المختص في شؤون الجماعات الإرهابية علي الزاوي في تصريح صحفي تداولته عدة مواقع إخبارية أن فرص تحرير الرهينة الفرنسي المختطف ضئيلة لعدة اعتبارات أهمها أن عملية اختطافه من قبل مجموعة إرهابية تنسب نفسها لتنظيم داعش، الهدف منها تحقيق صدى إعلامي، فضلاً عن أنهم يريدون تقديمه قرباناً لزعيم التنظيم المسمى أبو بكر البغدادي لتزكية انضمامهم لداعش . فضلا عن أن السلطات الجزائرية لها عقيدة في التعامل مع هذه الجماعات هي عدم التفاوض حتى ولو كان الثمن باهظاً . ويرى الزاوي الذي قاد خلال التسعينات من القرن الماضي فرقاً أمنية لمكافحة الإرهاب في الجزائر، أن الإعلان عن تأسيس هذا التنظيم (جند الخلافة) الذي يضم عدداً قليلاً من الإرهابيين هدفه تجنيد الشباب باسم داعش، وكسب صدى إعلامي عالمي، وفك العزلة كون هذه التنظيمات في الجزائر والتي تلقت ضربات قوية من الجيش الجزائري الذي أصبحت له خبرة في مواجهة الجماعات الجهادية . وأشار ذات المصدر إلى أن هناك أيضاً تساؤلات حول رحلة هذا المواطن الفرنسي نحو منطقة معروفة بالنشاط الإرهابي ، قائلاً في هذا الصدد: حسب علمي هو (الرهينة الفرنسي) لم يحترم شروط السفر الخاصة بالأجانب في الجزائر بإبلاغ مصالح الأمن الجزائرية بتنقلاته، فضلاً عن أنه قام بتأجير شاليه (بناء جاهز) بمنطقة جبلية باسم أحد الجزائريين بشكل صعب من معرفة تنقلاته، ومكان تواجده . وهو السلوك الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام. بالمقابل ذكر الخبير الأمني أن ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي ، الذي وصفه بالأكذوبة الغربية لن يكون له أثر في الجزائر، لأن الشعب الجزائري اكتسب وعيا من تجربة التسعينيات، بدليل التراجع الهائل (للجهاديين الجزائريين)، مضيفا أن وعي الجزائريين الذين يحاول ويعول (داعش) على تجنيدهم، مستمد أيضا من كون الجزائري يساند فلسطين، ويعرف موقف _داعش_ من هذه القضية النبيلة، وبالتالي فإن الجزائريين يعرفون حقيقة أن (داعش) جاء لتنفيذ أجندة أجنبية وأوروبية في منطقة الشرق الأوسط، وبعدها في المغرب العربي، كما أن يقظة واحترافية الجيش الجزائري وخبرته المكتسبة في التصدي للجماعات الإرهابية، ستجعله يلاقي نفس مصير سابقيه. وتعد الجزائر أقل دولة عربية ومغاربية، يشارك منها مقاتلون في تنظيم الدولة، حيث لا يتجاوز الرقم الذي أعلنت عنه داعش نفسها 500 مقاتل، في حين تفيد التقارير الجزائرية أن الرقم أقل بكثير ولا يتعدى 300 جزائري، أغلبهم التحق من أوروبا، وقليل جدا منهم من التحق مباشرة من الجزائر ممن كانوا في شمال مالي أو في ليبيا، أو متواجد في العراق منذ الغزو الأمريكي، لهذا البلد سنة 2003 والإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين. ويعتبر جند الخلافة في أرض الجزائر هو الفصيل الثاني المزعوم الذي ينشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد انشقاق جماعة الموقعون بالدم بزعامة مختار بلمختار التي يقول مراقبون إنها تتمركز حاليا على الأرجح في جنوب ليبيا. وتشكل الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا للقضاء على التنظيم الذي سيطر على مساحات من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن الخلافة في قلب الشرق الأوسط.