هكذا يسعى الاحتلال إلى طمس المعالم الإسلامية والعربية للمدينة* رصد الكيان الصهيوني ملايين الدولارات هذا العام لتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها، كما أعد قوانين جديدة تضيق في مقتضياتها من حرية الشعب الفلسطيني، حيث سيتم تقديمها للتصويت عليها في الكنيست (البرلمان). اتهم الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، حنا عيسى، دولة الكيان برصدها 17 مليون دولار لتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها بتقسيم المسجد الأقصى، كما أعدت قوانين ظالمة ومجحفة في حق الشعب الفلسطيني كحظر دخول المرابطين للمسجد الأقصى. وقال عيسى في مؤتمر صحفي عقده إلى جانب مفتي القدس محمد حسين بمقر جامعة القدس في مدينة رام اللّه الاثنين إن (دولة الاحتلال تسعى من خلال مخططاتها إلى طمس المعالم الإسلامية العربية في المدينة). * 35 سنة سجنا لأطفال الحجارة من بين تلك القوانين تشديد العقوبات على ملقي الحجارة، حيث ستصل العقوبة إلى السجن مدة 35 عاما ومشروع تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وحظر دخول المرابطين للمسجد الأقصى وسياسة اليد الحديدية في التعامل مع المقدسيين واستحداث الطابع اليهودي بهدف إقامة القدس الكبرى والأبدية). ومضى عيسى قائلا: (هناك 28 نفقا أسفل البلدة القديمة تربط المستوطنات والأحياء اليهودية حول وداخل القدس بحائط البراق [المبكى حسب الوصف الإسرائيلي]، ويحيط الاحتلال القدس بثلاثة أطواق استيطانية، بالإضافة إلى وجود 29 مستوطنة في حدود مدينة القدس و104 كنس يهودية). ويرى الصحفي الفلسطيني حسني مهنا أن (رصد الاحتلال الإسرائيلي لهذه الموازنة يأتي في سياق الحرب الشرسة التي تخوضها المؤسسة الصهيونية ضد المدينة المقدسة ومعالمها الإسلامية ومقدساتها المختلفة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لحملة اقتحامات واسعة يوميا ضمن مساعي تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا). وأوضح مهنا، وهو أحد المطلعين على شؤون القدس والأسرى، أن (الأوضاع في القدسالمحتلة صعبة للغاية جراء تصاعد وتيرة الاعتداءات الصهيونية اليومية في حق المواطنين المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى). وأشار حسني إلى أن (هذه الممارسات التهويدية في حق المقدسات والآثار الإسلامية تعد اعتداء صارخا على تاريخ وحضارة المدينة المقدسة ومعالمها واعتداء على الإرث الإنساني وتزويرا لحقائق الآثار والحضارة)، وأكد أن (الاحتلال دائما يدعي أن هذه الميزانيات تخصص لمشاريع تطويرية في المدينة، لكن هذه الميزانية تنفق على تهويد المدينة المقدسة وزيادة الحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، ما ينذر بوقوع كارثة في حال حدوث أي هزة أرضية، خاصة مع ظهور الكثير من التشققات في محيط الأقصى المبارك)، ودعا إلى (تحرك عربي ودولي للتدخل العاجلا لوقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدينة، مع تهيئة الرأي العام العالمي اتجاه ممارسات الجماعات الصهيونية ضد هذا المعلم الإسلامي الشامخ، خاصة في ظل انشغال الدول العربية بشؤونها الداخلية وعدم التفاتها إلى ما يحدث في القدس من عمليات تهويد متسارعة في المدينة)، منبها إلى أنه (في حال عدم تحرك العالم لإنقاذ المدينة ومقدساتها فإن الاحتلال سيستغل هذا التقاعس في زيادة هجماته ضد المدينة وسكانها الأصليين). من جانبه، حذر محمد حسين، مفتى القدس، من (تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على القدس والمسجد الأقصى والتنكيل بالمرابطين والمرابطات وتدنيس الأماكن المقدسة خاصة في فترات الأعياد اليهودية)، وقال في تصريح لوكالات رسمية إن (الأقصى مسجد إسلامي بكل ما يشتمل عليه وما يقوم به الاحتلال هو حرب حضارية تستهدف طمس معالم المدينة المقدسة وهويتها العربية والإسلامية). وكانت (الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات) قد قالت في بيان أصدرته إن 969 صهيوني اقتحموا المسجد الأقصى في مدينة القدس خلال شهر ماي الماضي، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية أبعدت 17 فلسطينيا عن المسجد في نفس الفترة لاتهامهم بمحاولة عرقلة هذه الاقتحامات.