لاضفاء الشرعية على تهويدها الاحتلال ينظم زيارات لوفود إسلامية إلى القدس حذرت مؤسسات مقدسية وفلسطينية تنشط بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى من تنظيم الوفود السياحية الإسلامية للقدس التي تخططها الأيادي الصهيونية، لطمس المعالم الإسلامية والتركيز على البعد الديني اليهودي التلمودي، ومحاولة تهويد المسجد الأقصى الشريف. وتقوم مكاتب سياحية يهودية بدعم وتمويل من وزارة السياحة الإسرائيلية والجمعيات اليهودية بتشجيع ومرافقة وفود سياحية إسلامية من شرق آسيا وإفريقيا وباكستان والهند بزيارة القدس ومعالمها، لتكون نقطة الانطلاق من ساحة البراق التي تعتبر منبرا للحركة الصهيونية للترويج للحق المزعوم لليهود في الأقصى وساحاته والمدينة المقدسة. بحسب الجزيرة. نت. وتندرج الوفود السياحية ضمن المخططات التهويدية الشاملة لساحة البراق، وتصوير ساحات الأقصى على أنها ساحات وحدائق عامة للزوار وجميع السياح العرب والأجانب بغية فرض أمر واقع في الساحات لتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود. وشملت زيارة هذه الوفود اقتحام المسجد الأقصى وجولات إرشادية من منظور إسرائيلي تهويدي لساحة البراق والقصور الأموية وتل باب المغاربة وسلوان والبلدة القديمة. وذكرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقريرها التوثيقي المتعلق بالوفود السياحية الأجنبية واليهودية التي نظمتها المؤسسة الإسرائيلية للقدس المحتلة، بأنه تم استقدام أكثر من عشرة ملايين إسرائيلي وسائح أجنبي خلال العام 2012، مقابل ثمانية ملايين سائح في العام الذي سبقه. وسبق تنظيم هذه الوفود السياحية إقدام سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية المدعومة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تغيير الطابع العمراني الإسلامي لساحة البراق وتخومها لتستوعب بحلول عام 2015 ما معدله خمسة عشر مليون سائح سنويا. وتتواصل عمليات الهدم وطمس المعالم والآثار العربية والإسلامية وتزوير التاريخ الحضاري للمكان بزرع معالم تلمودية وعبرية، ومواصلة الزج بالجماعات اليهودية لتستوطن في البلدة القديمة. من جانب آخر، نددت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث المعنية بالمقدسات الإسلامية باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية للمسجد الأقصى في مدينة القدسالمحتلة. وفي بيان صحفي لها ذكرت مؤسسة الأقصى أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي للأقصى "اعتداءٌ غرضه ترهيب المصلين والمدافعين عن المسجد لتقليل أعدادهم" بحسب وكالة الأناضول للأنباء. وردا على ذلك أكدت المؤسسة أن الاحتلال لن ينجح في تفريغ الأقصى من إعمار المتعبدين. ومن جهته أدان الأزهر في القاهرة اقتحام القوات الإسرائيلية لصحن المسجد الأقصى، حيث وصف أحمد الطيب، شيخ الأزهر في تصريحات صحفية، هذا السلوك ب"المشين"، وقال: "إن هذا يؤسس لوضع خطير يجرُّ المنطقة بكاملها إلى حالة من الصراع الديني وينذر بإشعال حروب جديدة يتحمل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عنها". وطالب العالمَ الإسلامي والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات، باعتبار القدس تراثًا إنسانيًا حضاريًا إسلاميًا - مسيحيًا على السواء.