اختتمت فعاليات الملتقى الوطني حول (الدراسة الاستراتيجية لمسرح العمليات) الذي احتضنته المدرسة العليا الحربية يومي 01 و02 جوان 2015 تحت إشراف السيّد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي حذّر من المخاطر المحدقة بالجزائر، وقال إن الأمن الوطني قضية الجميع. شهد اليوم الثاني من هذا الملتقى تنظيم مائدة مستديرة نوقش خلالها موضوع (دراسة الحزام الأمني للجزائر)، تبعتها محاضرة حول (تصوّر استخدام القوات حسب مسارح العمليات العسكرية). ليفسح المجال بعد ذلك لمناقشة وإثراء توصيات الملتقى، والتي تصبّ في ضرورة تكثيف الدراسات الاستراتيجية ذات الصلة بموضوع مسرح العمليات العسكرية. هذا الملتقى الأول من نوعه، والذي احتضنته المدرسة العليا الحربية وضم عددا كبيرا من إطارات الجيش الوطني الشعبي، سمح ببحث ودراسة مختلف الجوانب المرتبطة بدراسة العمليات من خلال الوضع الجيوستراتيجي للجزائر وكان فرصة لإثراء المعارف وتنمية المهارات لدى الضباط المشاركين لتحضيرهم للتعامل مع كافة المسائل ذات الصلة بهذا الموضوع بالفعالية والنجاعة المطلوبتين. واختتم الملتقى بكلمة للسيّد الفريق الذي أكّد أن الأمن الوطني هو قضية الجميع، ممّا يتطلّب تنسيق الجهود للتصدي لكافة التهديدات المحتملة: (لقد قلتها وأعيدها أمامكم مرة أخرى أن الأمن الوطني هو قضية الجميع، ولا سبيل لنا إلا تكثيف الجهود وتنسيقها للتصدي لكافة التهديدات والمخاطر المحدقة بنا، مهما كان نوعها ومصدرها، والتكيف المستمر مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم عموما ومنطقتنا خصوصا بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي الحيوي، وعليه بات لزاما علينا تعميق الدراسات واستشراف المستقبل ومن ثم وضع خطط ناجعة لمواجهة أيّ طارئ). وذكّر السيد الفريق بالجهود المبذولة بغية الارتقاء بأداء الجيش الوطني الشعبي والرفع من قدراته القتالية: (أودّ أن أذكّر بأن الجهود التي نبذلها جميعا على كافة الأصعدة تعبّر فعلا عن رغبتنا المُلحّة والمتواصلة في الارتقاء بأداء الجيش الوطني الشعبي استراتيجيا وعملياتيا وتكتيكيا والرفع المطّرد من قدراته القتالية، مع الحرص على مواصلة تحسين منظومة التكوين لدينا، وفق متطلبات الجيوش الحديثة، وذلك عن طريق التحكّم في مناهج وبرامج التكوين، لا سيّما منها تلك المتناولة للفنون الحربية والاستراتيجية العسكرية، وكذا الدراسات الأخرى ذات الصلة بالدفاع والأمن). واختتم الفريق فايد صالح كلمته بتوجيه تهانيه إلى أفراد الجيش الوطني الشعبي أياما قبل حلول شهر رمضان المعظم: (ولا يسعني قبل اختتام أشغال هذا الملتقى إلا أن أتوجّه إليكم جميعا ومن خلالكم إلى كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي بأطيب التمنّيات وأزكى التبريكات ونحن نتأهّب، على غرار الأمّة الإسلامية جمعاء، لاستقبال الشهر الفضيل، شهر رمضان المعظّم، متضرّعا إلى اللّه العليّ القدير أن يعيده علينا باليُمن والبركات وعلى وطننا المفدّى بالأمن والاستقرار والازدهار والتآخي).