4 آلاف شخص من آسيا الوسطى انضمّوا إلى التنظيم يتزايد عدد المنضمّين إلى تنظيم (داعش) يوما بعد يوم، لكن السؤال المتجدّد الذي يطرح نفسه حول العالم هو: ما هو سبب انخراط الشباب والشابّات في التنظيم؟ فبجانب الأعداد المتزايدة للأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف المتطرّفين أصبحت الدول الواقعة في آسيا الوسطى ككازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان من أهم المصدّرين للمقاتلين. وصدر أخيرا تقرير نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية أكّد أن ما بين 2000 إلى أربعة آلاف مقاتل من آسيا الوسطى انضمّوا إلى (داعش). وتم تجنيد غالبية هؤلاء من قِبل عصابات شيشانية في موسكو، حيث تستغل عصابات التجنيد ظروف العمال في روسيا، وتحديدا الذين ينحدرون من أصول مسلمة لغسل أدمغتهم وإغرائهم بالمال. ومن المنضمّين أقارب عائلة طاجكستانية أكدوا ل (الغارديان) أن عائلتهم حصلت على 30 ألف دولار إلى جانب منزل بأربع غرف للانتقال للعيش في سوريا، كما لفتوا إلى أن (داعش) يمنحهم أكثر من 30 دولارا شهريا كاستحقاق لكل طفل من أطفالهم، بينما يحصل أعضاء عصابات التجنيد على مبالغ مالية تتراوح بين الخمسة وال 10 آلاف دولار. ولا تقف الإغواءات التي يتبعها (داعش) عند حدود المال، فالتنظيم يمطر المنضمّين الجدد بالوعود الكاذبة التي يفاجأون بزيفها، لكن عند فوات الأوان. وباتت ظاهرة تجنيد مقاتلين من آسيا الوسطى تشكل قلقا متفاقما وتهديدا على دول عدة، خاصة روسيا. وفي حادثة أخيرة أثارت استنفار العالم كشف رئيس القوات الخاصة بطاجيكستان المعروفة باسم أومون عن انضمامه إلى التنظيم، وكان غول موروف خاليموف قد تلقى تدريبات مكثفة لمكافحة الإرهاب في أميركا، ما زاد من المخاوف العالمية إزاء (داعش). * استغلال مسلمي الروهينغا الفارين من ميانمار حذر خبراء من احتمال قيام تنظيم (داعش) في الوقت الراهن بتجنيد مقاتلين، بل أسر بأكملها من مسلمي الروهينغا الفارين من ميانمار، في خطوة توسّعية للتنظيم بآسيا. وقد فر قرابة 100.000 من مسلمي الروهينغا من ميانمار جراء الاضطهاد العرقي على مدار السنوات الماضية، الأمر الذي تتنامى معه المخاوف من اتجاه التنظيم المسلح لهذه الخطوة، لا سيّما إذا كان هؤلاء الفارون من طالبي اللجوء في ماليزيا وإندونيسيا -البلدين المعروفين بنشاطهما في تجنيد العناصر المسلحة- حسب ما جاء في صحيفة (نيوزويك). ويقاتل حاليا في صفوف (داعش) بسورياوالعراق نحو 700 إندونيسي و200 ماليزي، الأمر الذي دعا رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج للتعليق الأسبوع الماضي على أهمية منطقة جنوب شرق آسيا للتنظيم، قائلا: (جنوب شرق آسيا هو مركز التجنيد الرئيسي لداعش). الاشتباكات العنيفة بين الجماعات العرقية المختلفة، خاصة الروهينغا المسلمين والراخين البوذية استمرت في ميانمار لعدة سنوات، مما دفع عشرات الآلاف من الروهينغا لمحاولة مغادرة البلاد، على حد قول فيل روبرتسون، نائب المدير التنفيذي لقسم (هيومان رايتس ووتش) في آسيا، والذي أشار أيضا إلى أن هذه الفترة الطويلة من العنف أدت إلى (زيادة التشدد) بين الأقلية المضطهدة. ومع إبداء العديد من الدول استعدادها لإيواء الروهينغا الذين يفتقرون للمال لإعالة أسرهم، يحذر المحللون من أن انضمامهم لتنظيم (داعش) قد يصبح بسرعة خياراً جذاباً بالنسبة لهم. ومن جانبه، قال جاسميندر سينغ، وهو محلل أبحاث في جامعة سنغافورة للدراسات الدولية، لصحيفة (سنغافورة ستريتس تايمز) إن عناصر من المسلحين والمتعاطفين مع (داعش) قاموا بنشر رسائل على الأنترنت لحث مسلمي الروهينغا على السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال. ورغم رفضه التعليق على قضية الروهينغا، قال روهان غوناراتنا، رئيس مركز سنغافورة الدولي للعنف السياسي والإرهاب، إن التنظيم (الإرهابي) أصبح قريبا جدا من استقطاب وتجنيد المسلمين المستضعفين أينما كانوا، وأضاف: (يعمل داعش على تنمية قدراته للوصول إلى المجتمعات الإسلامية وتجنيد عائلات بأكملها، وذلك بتقديم المأوى لمن لا ملاذ لهم، في خطوة لما يسمونه بناء الدولة الإسلامية). وتواجه الحكومة المدعومة من الجيش في ميانمار، والتي تعمل في خدمة السكان الذين يبلغ عددهم نحو 53 مليون نسمة، ويتراوحون بين أكثر من 135 مجموعة عرقية، منذ فترة طويلة، اتهامات بعدم الاعتراف بالروهينغا المسلمين الذين يبلغ عددهم 1.3 مليون نسمة. يذكر أن بنغلاديش من الدول التي تعارض سياسة ميانمار رغم أنها ترفض أيضا الاعتراف بالروهينغا كمواطنين. * المبعوث الأمريكي يحذر قال مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم (داعش)، الأربعاء، إن نمو التنظيم له تبعات عالمية وإذا لم يتم تحجيمه فقد (يفسد تقدم البشرية). وقال الجنرال المتقاعد جون ألين في مؤتمر صحافي في قطر إن التنظيم لم يعد مشكلة عراقية أو سورية فحسب، لكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية، وأضاف أن من المهم أن تصبح كل القوى المناهضة لتنظيم (داعش) في العراق تحت سلطة الحكومة العراقية، وتابع أن مهمة التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب ليست مهمة تركيا وحدها، وأضاف أن حدود تركيا مع سورياوالعراق هي (خط الدفاع الأخير). وفي الشأن السوري أعاد التشديد على ضرورة ألا يكون الأسد جزءا من الحل في سوريا.