تظاهر عشرات المسلمين بعد ظهر الجمعة لمدة ساعتين أمام مقر وزارة الخارجية الألمانية في العاصمة برلين، مندّدين باستمرار أعمال الملاحقة والتهجير والقتل ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، وطالبوا ألمانيا باستخدام نفوذها لإيقاف الانتهاكات المتواصلة ضد المسلمين هناك. وأقيمت المظاهرة بمبادرة من بعض المساجد في العاصمة الألمانية، وحمل المشاركون فيها لافتات تطالب بإيقاف «المذبحة المتعمدة ضد المسلمين في ميانمار»، كما رفعوا صورا لضحايا أطفال ونساء من الروهينجا قتلتهم العصابات البوذية في الأسابيع الأخيرة. وقال عصام عبد الكريم، وهو أحد منظمي المظاهرة، إن فكرة تنظيمها جاءت مبادرة من إمام أحد مساجد برلين، فخلال مشاركته في تشييع جنازة في المقبرة الإسلامية ببرلين صباح الجمعة تحدث عن أن هناك عشرات القتلى المسلمين من الروهينغا الذين لا تشيع لهم جنازات. واعتبر الإمام فريد حيدر التابع لمنظمة الشبيبة الألمانية المسلمة أن تهجير وقتل الأقلية المسلمة في ميانمار وغض العالم طرفه عن هذه المذبحة يمثل «فضيحة للإنسانية» على اختلاف أديانها. وقال إن قتل الروهينغا لمجرد كونهم أتباع دين وعرق مختلفين يطرح على المتحدثين عن المساواة تساؤلات حول مبادئ حقوق الإنسان التي يدعون إليها، وما إذا كانوا يعتبرون دماء المسلمين أقل قيمة من دماء أتباع الديانات الأخرى. واستنكر الإمام حيدر ما أسماه صمت المؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي تجاه ما يجري للمسلمين في ميانمار، وقال إن «الأزهر الشريف لم يصدر حتى الآن بيانا يندّد بجرائم تجري في رمضان لإخوان في الدين وصفتهم منظمات حقوقية والأمم المتحدة بأنهم أكثر الأقليات عرضة للتمييز والاضطهاد في العالم»، وخلص إلى أن أعمال الملاحقة والتهجير والقتل في ميانمار تنفي حدوث تحول ديمقراطي هناك. ومن جانبه، أثنى إمام مسجد «النور» في برلين عبد العظيم أخموس على إصدار وزارة الخارجية الألمانية بيانا نددت فيه بأعمال التطهير العرقي والعنف المتعمدة ضد الروهينغا المسلمين، وحثّ الوزارة على مواصلة المساعي لإيقاف تلك المذابح. وأشار الإمام أخموس إلى أن تعداد مسلمي الروهينغا تراجع من عشرة ملايين إلى 1.8 مليون فقط نتيجة ما تعرضوا له من جرائم تطهير عرقي وتهجير متعمدة طوال السنوات الماضية، وأضاف أن حرص هذه الأقلية على التعايش السلمي تقابله سلطات ميانمار بتصنيف أفرادها كأجانب غرباء، ووضعهم في مخيمات تمهيدا لترحيلهم.