من 2003 إلى 2014.. برشلونة العظيم والبايرن الجريج بوصولنا إلى الحلقة الرابعة، نكون قد أسدلنا الستار على جميع المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا، أو كاس أوروبا للأندية البطلة كما كانت تسمى قبل منتصف عشرية التسعينيات من القرن الماضي. سنتحدث في حلقة اليوم عن المباريات النهائية من دورة 2003 التي توج بها ميلان اسي على حساب اليوفي بضربات الجزاء، إلى آخر دورة التي توج بها العام الماضي فريق ريال مدريد على حساب جاره الاتليتيكو برباعية لهدف، ولنبدأ من دورة 2003. النهائي ال48 : 2003-5-23 ميلان آسي 0 جوفنتوس 0 كعادة النهائيات بل وكل المباريات التي تجمع فرق الدوري الإيطالي محليا ودوليا انتهى الشوطين الأول والثاني بحذر مبالغ فيه وقليل من الفنيات ولذا انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وكذا الوقت الإضافي. لكن الأوكراني اندريه شيفشينكو "شيفا" حسم الأمر في ركلات الترجيح لصالح الروزانييري بعدما سجل ركلة حاسمه، ولحق باولو مالديني بوالده تشيزاري ليفوز بلقب عزيز حمله ابوه قبله. وبعد كل العناء تمكن الحارس البرازيلي ديدا من التصدي لركلة الفرنسي ديفيد تريزيجييه، فيما سجل بعد ذلك البرازيلي سيرجينيو وبرينديللي وقام جان لويجي بوفون بالتصدي لكلارسن سيدوف وحذا حذوه ديدا وهذه المرة مع الارغوياني زالايتا وجاء الدور على نيستا وديل بيرو ليسجلان ومن ثم حسم الامر نهائيا عن طريق شيفشينكو. النهائي ال49: 2004-5-26 بورتو 3 موناكو 0 لم يكن بورتو البرتغالي مرشحا للكثير لكن وجود مدرب من طراز خوسيه مورينيو الذي لم يكن معروفا على الساحة الأوروبية وقتها خاصة انه كان مساعدا للتدريب في برشلونة جعل المستحيل ممكنا، بل ان الفريق الازرق والأبيض الغى تقريبا ضيفه الفرنسي الذي تالق منه لودفيك الذي اشتراه برشلونة لاحقا وروثين الذي انتقل بعدها لباريس سان جيرمان. وفي شوط امتلى بالإنذارات حصل كل من نونو فالينتي وصاحب الهدف كارلوس البيرتو لاعبي بورتو على انذارين، ورغم كل ذلك تمكن البرازيلي كارلوس البيرتو في الدقيقة ال 39 من افتتاح باب التسجيل لفريقه ليدخل المدرب ديديه ديشامب والذي كان يدرب ويلعب ايضا مع موناكو الى غرفة التغير قلقا. لكن الشوط الثاني وتحديدا في الدقائق الخمس بعد السبعين شهد تسجيل هدفين انغرسا كالسهمين في ظهر فريقه الذي كان منتشيا بابعاد ريال مدريد وتشيلسي من طريق الأحمر والأبيض لكن البرازيلي كارلوس البيرتو مهد الطريق لديكو ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة ال 71 وتبعه بعد اربع دقائق ديمتري الينتشيف في الدقيقة ال 75 ليمضي بعدها بورتو مستعرضا مهاراته ومقدما لمورينيو الذي بات "سبيشال وان" في اوروبا والعالم بعدها حيث درب تشيلسي وانتر ميلان وريال قبل ان يعود للبلوز وأحرز لقب الدوري المحلي لكل فريق دربه. النهائي ال50: 2005-5-24 ليفربول 3 ميلان 3 (فوز ليفربول بضربات الجزاء) أثمر التبديل الذي قام به مدربه الاسباني رافايل بينيتيز "مدرب نابولي حاليا" باشراك لاعب الوسط هامان مكان الايرلندي ستيف فينان، في نجاح الفريق الاحمر بتسجيل 3 أهداف أدرك بها التعادل وحافظ على النتيجة حتى الاحتكام إلى ركلات الترجيح التي لم تبتسم لميلان. وهي المرة الاولى التي تشهد تسجيل هذا العدد من الاهداف بالنهائي منذ العام 1960 عندما فاز ريال مدريد على بنفيكا البرتغالي 7-3، وقد منح القائد مالديني التقدم لميلان في الدقيقة الاولى اثر ركلة حرة جانبية نفذها بيرلو "نجم جوفنتوس حاليا" داخل المنطقة فتابعها مالديني على الطائر بيمناه داخل مرمى الحارس دوديك "راح لريال مدريد واختفى هناك". وأضاف الأرجنيني هيرنان كريسبو الهدف الثاني في الدقيقة ال 39من هجمة مرتدة قادها البرازيل كاكا فمرر كرة الى شفتشنكو المتوغل داخل المنطقة والذي مررها بدوره عرضية الى كريسبو غير المراقب فتابعها بيمناه داخل المرمى،وأضاف كريسبو الهدف الثالث في الدقيقة ال44. وتغير الحال تمام في الشوط الثاني بعد أن سجل جيرارد هدفا مهما في الدقيقة 54 وأضاف سميتشر الهدف الثاني في الدقيقة ال56 من تسديدة قوية من خارج المنطقة في الزاوية اليمنى للحارس ديدا، وحصل ليفربول على ركلة جزاء في الدقيقة ال60 بعد عرقلة جيرارد من قبل غاتوزو فانبرى لها الونسو فارتدت من ديدا ومنه عادت الى الونسو فتابعها داخل المرمى، وخلال ضربات الجزاء ابتسم الحظ لفريق ليفربول. النهائي ال51: 2006-5-27 برشلونة 2 آرسنال 1 توج برشلونة بطلا لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه وذلك بعدما حول تأخره في الشوط الاول الي فوز ثمين بهدفين مقابل هدف واحد. وتقدم أرسنال بهدف أحرزه المدافع سول كامبل من ضربة رأس لكرة أرسلها تييري هنري من ركلة حرة في الدقيقة ال 37 بعد ان لعب الفريق الانجليزي بعشرة لاعبين إثر طرد حارس مرماه الالماني ينس ليمان في الدقيقة 18. لكن المهاجم الكاميروني صامويل ايتو ادرك التعادل لبرشلونة في الدقيقة ال76 وبعد اربع دقائق احرز المدافع البديل جوليانو هدف الفوز لبرشلونة. النهائي ال52: 2007-5-23 ميلان آسي 2 ليفربول 1 اثر ضربة حرة لعبها أندريا بيرلوا وحولها إنزاغي داخل شباك ليفربول حيث خدعت الكرة الحارس بيبي ريينا تقدم الميلان في الزفير الأخير من الشوط الأول وتحديدا في الدقيقة 44. وعاد إنزاغي ليسجل أخر عشر دقائق 80 اثر تمريرة متقنة من كاكا كسر بها مصيدة التسلل وسددها من زاوية صعبة للغاية في شباك ريينا. وسجل كويت هدف ليفربول اثر ضربة ركنية أخر دقيقتين88 لكنه لم يكن كافيا. النهائي ال53: 2008-5-21 مانشستر يونايتد 1 تشيلسي 1 تقدم البرتغالي كريستيانو رونالدو لمانشستر يونايتد بهدف في الدقيقة 26 ثم تعادل فرانك لامبارد لتشيلسي في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول وفشل الفريقان بعدها في هز الشباك. وشهد الشوط الإضافي الثاني طرد اللاعب العاجي الدولي ديدي دروغبا نجم هجوم تشيلسي اثر احتكاك مع لاعبي مانشستر وسط توتر الأعصاب قرب انتهاء المباراة. وفي ضربات الجزاء أهدر البرتغالي كريستيانو رونالدو الضربة الثالثة وأهدر جون تيري والفرنسي نيكولا أنيلكا الضربتين الخامسة والسابعة. النهائي ال54: 2009-5-27 برشلونة 2 مانشستر يونايتد 0 افتتح برشلونة باب التسجيل في الدقيقة ال10، من اول فرصة له في افتتاح التسجيل عندما استلم ايتو تمريرة بينية متقنة من انييستا على الجهة اليمنى فتلاعب بالمدافع فيديتيش داخل المنطقة قبل ان يسدد كرة قوية من زاوية ضيقة مرت تحت جسد الحارس الهولندي ادوين فان در سار وسكنت شباك الشياطين الحمر. وانتظر مانشستر حتى الدقيقة 56 ليسجل اول فرصة له وذلك عندما لعب روني كرة عرضية من الجهة اليمنى الى داخل المنطقة تطاول لها بارك جي سونغ الذي كان وحيدا في مواجهة فالديز، لكنه لم ينجح في الوصول الى الكرة ليفوت على فريقه فرصة معادلة النتيجة التي تغيرت عندما سجل ليونيل ميسي الهدف الثاني في الدقيقة 70 بضربة رأس مذهلة. النهائي ال55: 2010-5-23 إنتر ميلان 2 بايرن ميونيخ 0 قاد المهاجم الارجنتيني دييغو ميليتو انتر ميلان للفوز بالبطولة بعد تسجيله الهدفين في الدقيقتين 35 و70. وبات مورينيو ثالث مدرب في تاريخ هذا البطولة يتوج باللقب مع فريقين مختلفين بعد النمساوي ارنست هابل مع فيينورد روتردام الهولندي العام 1970 وهامبورغ الالماني العام 1983، والالماني اوتمار هيستفيلد مع بوروسيا دوترموند الالماني العام 1997، وجاره بايرن ميونيخ العام 2001. وكان مورينيو قاد بورتو الى احراز اللقب العام 2004. نجح انتر ميلان في اطلاق الرصاصة الاولى في الدقيقة ال35، بواسطة ميليتو على الكرة وسط حصار من ثلاثة مدافعين قبل ان يسجل في شباك بايرن ميونيخ هدف الافتتاح، واستغل انترميلان هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة على مشارف المنطقة باتجاه ميليتو فراوغ فان بويتن بسهولة قبل ان يسدد بعيدا عن متناول الحارس الالماني هانز يورغ مسجلا الهدف الثاني لانتر ميلان 70. النهائي ال56: 2011-6-4 برشلونة 3 المان يونايتد 1 تقدم بيدرو للبرسا في الدقيقة ال27 من كرة وصلته داخل منطقة الجزاء لم يتوان من تسجيلها بمرمى فان دير سار، لكن واين روني اسكت جهور البرسا بهدف سجله بعدما تأخر من الخلف قبل أن يستلم كرة بينية ويسددها بمرمى فيكتور فالديس في الدقيقة ال 34. هذا الهدف استدعى تدخل ميسى وتطاوله لكرة مرفوعة من داني الفيش والقفز أعلى من فان در سار جعله يخطف التقدم في الدقيقة ال 54، تقدم ثبته ديفيد فيا لاعب فالنسيا السابق بكرة سجلها من خارج منطقة الجزاء 69. النهائي ال57: 2012-5-19 إنتر ميلان 1 تشيلسي 1 (فوز تشيلسي بضربات الجزاء) قبل انتهاء المباراة وتحديدا في الدقيقة ال 82، أرسل توني كروس"مع ريال حاليا" عرضية بيمناه من الجهة اليسرى، انقض عليها المتقدم للأمام مولر برأسه في شباك الحارس تشيك، ليوقع على أولى أهداف المباراة وينفجر بعدها ملعب آليانز آرينا من شدة فرحة الجماهير المحلية. وكما حدث في نهائي 1999 عندما أدرك مانشستر يونايتد هدف التعديل في الدقيقة الأخيرة في نهائي كامب نو، كرر الفيل الايفواري ديدي دروغبا نفس السيناريو وتمكن من إخماد فرحة جماهير البايرن بتوقيعه على هدف التعادل القاتل برأسية في المقص الأيمن للحارس نوير، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر وينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ويحتكم الفريقان لوقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين. وفي ركلات الترجيح، أهدر خوان ماتا الركلة الأول لتشيلسي، وللبايرن كل من أوليتش وشفاينيشتايغر. النهائي ال58: 2013-5-25 بايرن ميونيخ 1 بوروسيا دورتموند 0 في نهائي ألماني خالص، بدا ان نحلات دورتموند قادرين على إحراج بايرن ميونخ خاصة انهم فازوا عليه في كاس الماني قبلها بخمسة أهداف مقابل هدفين. وكان محزنا ان يعجز فايدينفيلر عن صد كرة سهله من روبن في الزفير الأخير استغل بها خطئا نادرا من ماتياس وهو الذي اضاع كثيرا من الفرص السهلة قبلها، وعلى العموم ظفر البافاري باللقب للمرة الخامسة في تاريخه بعد فوزه الصعب والمثير على مواطنه بوروسيا دورتموند. قدم الطرفان مباراة مفتوحة تميزت بالأداء السريع كما جرت العادة بينهما مع أفضلية نسبية لبايرن ميونخ خصوصاً في الشوط الثاني، وتناوب اللاعبون من كلا الفريقين على إهدار الفرص. تقدم البافاري بطل البوندسليغا بهدفٍ للكرواتي المتألق ماريو ماندزوكيتش في الدقيقة ال 60 حينما أكمل كرة عرضيةً من زميله الهولندي آريين روبين داخل الشباك بسهولة.. الهجمة بدأها الفرنسي فرانك ريبيري بحرفنة. ورد الفريق الأصفر والأسود بعد ذلك بثمان دقائق من ركلة جزاءٍ احتسبها الحكم الإيطالي نيكولا ريتزولي إثر اعتداء البرازيلي دانتي على نظيره ماركو رويس داخل منطقة الجزاء، ليترجمها النجم إيلكاي غوندوغان على يسار الحارس مانويل نوير أحد نجوم اللقاء. وفي الثواني الأخيرة من المباراة، سجل روبين الذي أهدر فرصتين محققتين سابقاً هدف الفوز التاريخي حينما استقبل تمريرة ذكيةً من ريبيري داخل منطقة الجزاء ليمر بها الدولي الهولندي بمهارة ويضعها بذكاءٍ على يسار الحارس المتألق رومان فايدينفيلر ويمنح بايرن انتصاراً طال انتظاره بعد خسارة نهائيين خلال الأعوام الأربعة الأخيرة. وبهذا الفوز، أنهى المدرب يوب هاينكيس مسيرته مع بايرن ميونخ بأفضل الطرقق بل أن يسلم مقاليد الإشراف على الفريق للإسباني بيب غوارديولا. النهائي ال59: 2014-5-26 ريال مدريد 4 آتليتيكو مدريد 1 (بعد الوقت الاضافي) بعد أكثر من 12 عاما من الانتظار وتغير سلسلة من المدربين منهم مورينيو المتخصص بهذه البطولة، ظفر ريال مدريد بالكاس العاشرة بقيادة متخصص أخر هو كارلو انشيليوتي الذي بات ثاني مدرب يفوز بدوري الأبطال ثلاث مرات بعد مدرب ليفربول السابق بوب بيسلي في سنوات 1977 و1978 و1981، آخرها أمام ريال مدريد بالذات. وكان أنتشيلوتي فاز باللقب في 2003 و2007 مع ميلان، وانتهى اللقاء في وقته الرسمي بالتعادل (1-1) قبل أن يسحق النادي الملكي منافسه خلال الوقت الإضافي ويسجل ثلاثة أهداف كاملة ليحسم المواجهة 4-1 لصالحه. وثار أتلتيكو بقيادة ديغو سيميوني ضد جاره "في أول نهائي يقع بين ناديين من مدينة واحدة" وغريمه مدة 93 دقيقة، وتقدم عليه في النتيجة بفضل هدف سجله دييغو غودين في الدقيقة 36 مستغلا خطأ في دفاع ريال مدريد وخروجا غير موفق للحارس إيكر كاسياس. وسارت ثورة "الكولنتشونيروس" حتى وقت متأخر جدا، وكان الجميع ينتظر صافرة النهاية إلى أن جاءت ضربة رأسية خرافية تكفل بها المدافع سيرجيو راموس وأسكن بها الكرة شباك الحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا (1.93 م). واختلطت أوراق المدرب دييغو سيميوني ولاعبيه، ونال منهم التعب لينهاروا كليا في الوقت الإضافي، فيما رجال المدرب كارلو أنتشيلوتي انتابهم شعور بأن الكأس العاشرة قد اقتربت بخطى سريعة بعد أن جافتهم وقتا طويلا. سجل الويلزي غاريث بايل هدفا ثانيا في الدقيقة ال 110، ثم عمق البرازيلي مارسيلو جراح أتلتيكو مدريد، قبل أن يختم ابن لشبونة كريستيانو رونالدو المهرجان بهدف رابع بركلة جزاء في اخر دقيقة من المباراة لينتهي العرس بفوز ساحق يبدو سهلا ولكنه صعبا للغاية.