من 1990 إلى 2002 .. النهائي الغريب والريال العتيد حديثنا عن تاريخ دوري أبطال أوروبا سيتواصل، حيث سنتحدث في حلقة اليوم عن المباريات النهائية التي جمعت في الفترة مابين 1990 إلى 2002، وخلالها استطاعت بعض الأندية المصنفة بالصغيرة من تدوين اسمها ضمن قائمة المتوجين، وفي مقدمتها فرق ستيوا بوخاريست الروماني وايندهوفين الهولندي، كما نسجل خلال هاته الفترة عودة فريق الريال إلى منصة التتويج، دون أن ننسى النهائي (الغريب) الذي قاد المان يونايتد إلى معانقة الكأس الغالية عام 1999، ونبدأ من نهائي 19990 التي توج بها ميلان اسي الإيطالي على حساب بنفيكا البرتغالي. النهائي الخامس والثلاثون: 1990-5-23 ميلان اسي 1 بنفيكا 0 في سنة 1990 استضافت إيطاليا كأس العالم ال14 وكانت أنديتها الثلاثة ميلان وسامبدوريا وجوفنتوس تشارك في البطولات الأوروبية الثلاث، ورغم الضعف الذي أصاب ميلان في الشوط الأول لأنه لم يسجل إلا أن ريكارد حمل له السعادة عندما سجل هدفاً بمرمى سيليفانو في الدقيقة 67 بتمريرة من فان باستن.. النهائي ال36 :1991-5-29 النجم الأحمر اليوغسلافي 0 مرسيليا 0 (فوز النجم الأحمر بضربات الجزاء) من النهائيات السيئة التي لم تحفل بلعب جميل ولهذا انتهت سلبية واضطر الطرفان لخوض معركة ركلات الترجيح التي كان الجانب اليوغسلافي (صربي حاليا) أكثر نشاطاً بها وقد أهداهم الحارس ستويانكوفتش اللقب وكانت آخر ذكرى ممتازة للبلاد التي اختفت عن الخارطة بعدما تقسمت لدويلات ولم تعد موجودة بعد ذلك. النهائي ال37 :1992-5-20 برشلونة 1 سامبدوريا 0 لم يسبق للنادي الكتالوني رغم تاريخه العريق أن فاز بهذه البطولة من قبل، وكانت صخور وحواجز ريال مدريد تضع له العراقيل لتعيق مسيرته للنهائيات لكنه نجح وبقيادة يوهان كرويف وبوجود نخبة من المميزين، وبلون برتقالي قريب للون هولندا بلد المدرب، في تخطيها جميعا. كان نهائياً ممتازاً حظي بلعب جميل من كلا الطرفين ولم يستطع أي منهما التغلب على الآخر إلا في الوقت الإضافي عندما أتيحت ضربة حرة مباشرة سددها الهولندي الخارق رونالد كومان بمرمى جان لوكا باليوكا الذي لعب معه زميلاه أيضاً فيالي ولمباردو لكنهما عجزا عن هز شباك بوسكيتس والد نجمهم الحالي سيرجيو. النهائي ال38: 1993-5-26 مرسيليا 1 ميلان اسي 0 بعدما يأس الفرنسيون من إيجاد فريق قادر على خطف اللقب إثر فشل أندية (ريميس وسانت ايتيان ومرسيليا من قبل) في خطف اللقب كان على نادي الشواطئ الزرقاء أن يفعل شيئاً وهذا ما حصل حينما تمت عملية الاختطاف. استدارت كاميرات الحدث نحو هذا النادي ليس لنيل اللقب فحسب بل لفضيحة الرشاوى التي طالت الرئيس برنار تابي، والتي كلفت الفريق التجرد من كل الألقاب التي حصل عليها طوال ذلك العام. ميلان بنجومه الهولنديين حاول كثيراً أن يصيب المرمى لكن ضربة ركنية رفعها الغاني عبيدي بيليه لرأس باسيل بولي كانت كافية بتحطيم كل شيء. بطاقة النهائي ال39: 1994-5-18 ميلان اسي 4 برشلونة 0 كان روماريو وستويشكوف وكويمن وباكيرو ونادال في أحسن مواسم عطاءاتهم واعتقد كثر أن ميلان المريض سيخسر بقسوة، لكن العكس حصل، حين عرف أبناء المدرب فابيو كابيللو، وتعني كنية العائلة (الكاب أو القبعة)، كيف يأكلون كتف برشلونة. بل إن الأمر لم يحتج لأكثر من 22 دقيقة حين سجل دانيال ماسارو أول الأهداف وبتمريرة من دونادوني ثم سجل الثاني وترك للصربي سافسيفتش والفرنسي ديسللي أن يسجلا باقي الرباعية. النهائي ال40: 1995-5-24 أجاكس 1 ميلان اسي 0 في فيينا كان ميلان يأمل بالحصول على اللقب السادس ليعادل رقم ريال مدريد لكن الهولنديين كان لهم رأي آخر في النهائي الذي كان محبطاً من جانب الأهداف لكنه كان غنياً (من الداخل) وهناك تم اغتيال ميلان من قبل نجمه السابق فرانكو ريكارد الذي مرر كرة خبيثة لزميله كلويفرت ليسجل الهدف اليتيم بمرمى روسي. ذلك كان كافيا ليتم شراء الهداف من قبل خصم الأمس الذي بات صديق اليوم حينها. النهائي ال41: 1996-5-22 جوفنتوس 1 أجاكس 0 للمرة الثانية على التوالي يتواجد أجاكس في النهائي، أما جوفنتوس فقد كان متحمساً لإعادة الأضواء إليه من جديد ليضمن تواجداً إيطالياً في آخر 9 نهائيات أظهرت إدمان الطليان على التواجد فيها. وبدا جوفنتوس ومدربه مارتشيللو ليبي أكثر قوة وعزماً وفريقه كان فيه الثنائي المخيف فيالي الذي رحل لتشيلسي ورافانيللي الشايب الذي رحل لميدلزبرو، إلى جانب النجم الكبير القادم من فيورنتينا روبيرتو باجيو وفيريرا والحارس (المحايد) بيروتزي. ومن زاوية ضيقة تمكن رافانيللي من التسجيل بمرمى فان دير سار الذي أعاد زميله الفنلندي ياري ليتمانن فريقه للتكافؤ عندما سدد كرة صاروخية ليحقق التعادل فكان لا بد من ركلات الترجيح التي تصدى فيها بيروتزي لركلتي أدجار ديفيدز (أول من ارتدى نظارة وهو يلعب في العالم) وليتمانن، فيما سجل الصربي يوغوفتش الضربة الحاسمة ليتربع اليوفي على القمة. النهائي ال42 :1997-5-28 بروسيا دورتموند 3 جوفنتوس 1 بعد موسم استثنائي حاول جوفنتوس الممتلئ بالنجوم الذين يتقدمهم ديل بيرو أن يخطف اللقب لكن الخصم لدغهم من الخلف ثلاث مرات خاصة وأنه بدا كحمل وديع أمامهم بل مجرد نحلات تحوم حول الزهور دون أن تؤذيها. بدا اليوفي قويا حين هاجم الألمان الذين استفاد نجومهم مولر وكوهلر وريدل من تواجدهم بإيطاليا، فضربوه بقسوة وخصوصاً ريدل الذي سجل هدفين أحدهما من ضربة رأس نموذجية. كلمات قاسية ولغة بذيئة وجهها مارشيللو ليبي لفريقه في الاستراحة فامتلكوا الشوط الثاني بجدارة وسجل ديل بيرو بعد نزوله هدفاً خيالياً في الدقيقة 64 بعد ذلك أشرك المدرب اوتمار هيتسفيلد المهاجم ريكين وفي أول لمسة له للكرة سدد قوسية (لوب) بطريقة مخادعة لمرمى بيروتزي الذي كان خارجاً عن مرماه لتتحقق الكارثة الثلاثية. النهائي ال43 :1998-5-20 ريال مدريد 1 جوفنتوس 0 اعتقد جوفنتوس أن خسارته أمام دورتموند كانت خطأ فنيا ورغم وجوده في النهائي الثالث على التوالي إلا أنه لم يقدم المؤمل منه، أما ريال مدريد الذي كان يدربه الألماني يوب هانكس فقد كان يريد إعادة الوهج لنفسه وهذا ما كان. بعدما قدم الملكي بقيادة المدافع فرناندو هييرو مديره الحالي والأرجنتيني الساحر فرناندو روديندو مباراة دفاعية بامتياز، وفي الوسط لعب راؤول غونزاليس دورا مميزا وأتاح رحيل الشيلي ايفانو (الرهيب) زامورانو إلى انتر ميلان للكرواتي دافور سوكر التواجد في الأمام جنبا لجنب مع اليوغسلافي بردراغ ميياتوفيتش الذي أهدى الريال اللقب بالهدف الذي سجله وأهداه لابنته المصابة بالشلل لينال شفقة وإعجاب العالم. النهائي ال44 :1999-5-26 مانشستر يونايتد 2 بايرن ميونخ 1 التقى الطرفان بدور الثمانية وسجل البرازيلي جيوفاني ايلبرهدفا لميونخ بالدقيقة90 وفي النهائي انعكس الأمر تماما لتحدث المعجزة. الفريق البافاري يستعد للتويج بعدما تقدم بهدف زيكلر الذي وضع فريقه بالمقدمة عندما سجل بمرمى شمايكل الهدف الوحيد في الدقيقة الخامسة، وظل أبناء المدرب اليكس فيرغسون بيكهام واندي كول والتورندادي داويت يورك يحومون حول مرمى الحارس أوليفر كان، الذي قدم مستوى مميزا في البطولة، لكن دون أن يتمكنوا من طرق الشباك. ولما كان الحكم يهم بإنهاء اللقاء إذا بالمهاجم تيدي شيرنهام الذي نزل متأخرا يخطف التعادل في الدقيقة 90، وبعدها بدقيقة يخطف زميله النرويجي أولي سولسكيار الهدف الثاني لتتحول الإثارة والرعب (التي حاول المخرج العالمي الفرد هيتشكوك خلقها في السينما) إلى حقيقة في الملعب. وخطف الشياطين الحمر الكأس ذات الأذنين وتوج اليكس فيرغسون بلقب سير من الملكة اليزابيث بعدما نجح الشياطين الحمر بخطف الثلاثية بطولة الدوري والكأس وأبطال الأندية الأوروبية. النهائي ال45 :2000-5-24 ريال مدريد 3 فالنسيا 0 أحرز ريال مدريد الإسباني اللقب للمرة الثامنة (رقم قياسي) وعادلت إسبانيا الرقم القياسي المسجل باسم إيطاليا في عدد الألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا برصيد 9 ألقاب (8 ألقاب لريال مدريد وواحد لبرشلونة) وقد أنقذ ريال مدريد موسمه بعد خروجه خالي الوفاض من الدوري (حل خامسا) والكأس (خرج من نصف النهائي). واستحق ريال مدريد اللقب للأفضلية التي فرضها طيلة المباراة سواء في خط الدفاع الذي استمات في المحافظة على نظافة شباكه بقيادة الحارس ايكر كاسياس، أصغر حارس مرمى يخوض نهائي المسابقة (بلغ التاسعة عشرة قبل النهائي بأربعة أيام) أو في خط الوسط بقيادة الفنان الإسباني البرازيلي ريفالدو وبورتو البرتغالي البرازيلي ماريو غارديل. وهو النهائي الثالث الذي يخسره مدرب فالنسيا الأرجنتيني هكتور كوبر بعد فشله في إحراز كأس إسبانيا وكأس الكؤوس الأوروبية مع مايوركا. ومن أول ضربة حرة لريال مدريد من 35 مترا انبرى لها الاختصاصي روبرتو كارلوس بقوة وأبعدها بيليغرينو فتهيأت أمام سالغادو ومنه إلى انيلكا الذي توغل وحاول التمرير لكن كرته ارتطمت بقدم فارينوس الذي فشل في إبعادها فتهيأت أمام سالفادو مجدداً فرفعها باتجاه رأس موريانتيس وأودعها الأخير من دون صعوبة داخل الشباك في الدقيقة ال39. وسجل مكمانمان الهدف الثاني عندما استغل خطأ الدفاع الذي قاده انغولما ودوكيتش والحارس كانيزاريس أول حارس مرمى يصبخ شعره بالأبيض الحليبي والذي كان يلعب لريال مدريد أصلا قبل أن يرحل لفالنسيا بعدما اعتزل زوبيزاريتا اللعبة. وصار مكمانمان بذلك أول لاعب إنجليزي يسجل هدفا في النهائيات لفريق من خارج انجلترا وهو الذي عانى في بداية رحيله هو والفرنسي انيلكا وكلاهما أثيرت حوله ضجة بعدما قدما أداء عاديا في بداية انتقالهما وكلاهما ساهم في وجود الكأس بخزائن النادي المدريدي. وانكشف دفاع فالنسيا وتسلل راؤول خلف الجميع ليراوغ كانيزاريس ويطلق على شباكه رصاصة الرحمة. النهائي ال46: 2001-5-23 بايرن ميونيخ 1 فالنسيا 1 احتسب الحكم الهولندي ديك يول سيدير ثلاث ركلات جزاء في أول 50 دقيقة من المباراة التي حفلت بالعنف والخشونة، وكان لاوليفر حارس مرمى بايرن ميونيخ الفضل في فوز الفريق الألماني بالمباراة بعد نجاحه في صد ثلاث ركلات ترجيحية من سبع ركلات سددها لاعبو فالنسيا. أحرز منديتا قائد فريق فالنسيا الهدف الأول في المباراة من ضربة جزاء في الدقيقة الثالثة بعد أن لمست الكرة يد باتريك اندرسون داخل منطقة الجزاء. وأهدر بايرن فرصة ذهبية للتعادل بعد ست دقائق فقط عندما عرقل انجلوما شتيفان ايفنبرغ قائد البايرن داخل منطقة الجزاء، وتصدى التركي الأصل محمد شول لتنفيذ ضربة الجزاء لكن تسديدته افتقدت الدقة والسرعة ما مكن سانتياجو كانيزاريس من إبعادها. وكانت بداية الشوط الثاني مفعمة بالحماس مثل الشوط الأول، وبعد أربع دقائق انطلق البرازيلي الأسمر جيوفاني ألبر باتجاه منطقة الجزاء ورفع كرة عرضية من ناحية اليسار، لكن اميدو كاربوني لاعب فالنسيا لمس الكرة بيده بشكل واضح. واحتسب يول ضربة الجزاء الثالثة في المباراة والتي تصدى لتنفيذها ايفنبرج وأحرز منها هدف التعادل لبايرن في الدقيقة 51. وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1 لعب الفريقان 30 دقيقة إضافية على شوطين انتهت أيضا بنفس النتيجة، ولجأ الحكم بعدها لركلات الجزاء الترجيحية التي ابتسمت لبايرن ميونيخ ومنحته لقبه الرابع. النهائي ال47: 2002-5-15 ريال مدريد 2 باير ليفركوزن الألماني 1 بدا ريال مدريد المباراة بقوة ونجح في تسجيل هدف مبكر عندما لعب البرازيلي روبرتو كارلوس رمية تماس بسرعة باتجاه راوول الذي انسل وراء المدافعين وسدد كرة ضعيفة نسبيا بيسراه فشل حارس ليفركوزن هانس يورغ بوت في تقديرها فتهادت داخل مرماه. بيد أن ليفركوزن الذي خاض المبارة في غياب اثنين من أفضل لاعبيه وهما قائده ينز نوفوتني المصاب، والبرازيلي زي روبرتو الموقوف (لعب لبايرن ميونخ لاحقا) سرعان ما أدرك التعادل بواسطة مدافعه الذي رحل للانتر لاحقا البرازيلي العملاق لوسيو بكرة رأسية قوية خدعت الحارس سيزار (يلعب لبنفيكا حاليا) إثر ضربة حرة رفعها شنايدر داخل المنطقة. وقبل أن يلفظ الشوط الأول نفسه الأخير مرر الأرجنتيني سانتياغو سولاري كرة باتجاه البرازيلي روبرتو كارلوس ومنه إلى داخل المنطقة نحو زيدان الذي أطلقها بيسراه رائعة على الطائر سكنت الزاوية العليا لمرمى بوت. واختار الاتحاد الأوروبي زيدان أفضل لاعب وهدفه ظل حيا في ذاكرة الملايين حول العالم، وهو اللقب الأول لزيدان في المسابقة بعدما فشل في تحقيقه مرتين مع جوفنتوس الإيطالي العامين 1997 و1998 عندما خسر الأول أمام بوروسيا دورتموند الألماني 1-3 والثاني أمام ريال مدريد بالذات صفر-1. يتبع...