ينظر الناس للعمل التطوعي بالمفهوم المتعارف عليه أنه العطاء بدون مقابل مادي لمنفعة أناس بحاجة للمساعدة، ولكن عند البحث الحقيقي المعنوي لعائد العمل التطوعي، نجد أن المتطوع يحصل على عائد هام وكبير مقابل العمل التطوعي الذي يقوم به، وهو عائد يفوق العائد المادي بكثير في أهميته وفائدته. لذا ينصح به كثير من الأطباء النفسيين، والمتخصصين في التنمية البشرية لعلاج الاكتئاب، والإحساس بالوحدة، كما يكتسب المتطوع خبرات كثيرة، ومدارك واسعة، وهذه قائمة بأفضل فوائد للعمل التطوعي التي ستشجع الكثيرين للقيام به. فوائد العمل التطوعي: 1- اكتساب خبرات جديدة: الخوض في العمل التطوعي يدفع الأشخاص للعمل والبذل بشكل تلقائي حسبما يتطلب المجال الذي يشترك به، وبالطبع يتفانى المتطوع لأداء العمل بنجاح وإتقان، مما يكسبه خبرات متعددة في مجالات مختلفة، وهي خبرات عملية لم تدرس بالكتب والجامعات مما يزيد من أهميتها في الحياة العملية بشكل عام. 2- علم مهارات جديدة: طموح الناجحين، وهي مهارات يكتسبها في الدخول في الحياة العملية لإنجاز المهام التطوعية، والتي تتطلب تنظيم الوقت جيدا، والتخطيط الجيد، وكيفية إدارة العمل، والتصرف بالميزانية المتاحة، وتحديد الأهداف والعمل للوصول إليه، وغيرها، وكلها مهارات هامة يكتسبها المتطوع وتعود عليه بالنفع بعد ذلك في باقي المجالات العملية. 3- التعرف على اهتمامات جديدة: فكرة التطوع في حد ذاتها فكرة لاستغلال أوقات الفراغ، أو للتخلص من الروتين، أو لملء الفراغ النفسي والعاطفي، وهي اهتمامات جديدة لم يمارسها المتطوع من قبل، كما يتطلب العمل التطوعي القراءة، والاطلاع على التخصصات المفيدة في هذا المجال، مما يفتح مدارك واهتمامات غاية في الأهمية. 4- الحفاظ على الصحة: للعمل التطوعي أهمية مادية وأهمية معنوية، الأهمية المعنوية أو الجسدية التي تتطلب بذل كثير من الجهد، والحركة لإنجاز المهام، وهي بديل رياضي مفيد للجسم، واكتساب القوة، أما الأهمية المعنوية وتتمثل في أن التطوع يعد علاجا فعالا للاكتئاب، والوحدة، والملل، إذ يجد المتطوع ما يملأ فراغه، ويدرك أن همومه ضئيلة مقارنة بهموم واحتياجات أناس آخرين. 5- تعلم العمل ضمن فريق: العمل التطوعي عادة ينفذ ضمن خطة جماعية توزع المهام على أفرادها لتحقيق أكبر فائدة للمجتمع، ولكل منهم دوره وعمله المكمل لعمل الفريق، وهذ الفكرة هامة جدا في مجال العمل، إذ أن العمل في شركات أو مؤسسات وتحقيق النجاح والمكاسب دائما ما يكون مرتبطا ومكملا لعمل الزملاء، والمهارة في العمل ضمن فريق مهارة يجهلها كثيرون. 6- خدمة المجتمع: إن العمل التطوعي بخدمته للأفراد تقوم بخدمة مجتمعية كبيرة، إذ توفر عن المجتمعات والحكومات عبء ومسؤوليات هؤلاء الناس، واحتياجاتهم التي قد يصعب حلها في كثير من الأحيان، كما يساهم العمل التطوعي في حل مشكلات الأحياء، والمحليات مثل توصيل مياه الشرب للقرى المحرومة، توفير مساكن للمتضررين جراء الكوارث الطبيعية، تعليم ومحو أمية الناس، كلها أعمال تعود بالنفع المباشر على المجتمع ككل. 7- التعرف على أشخاص جدد: بحكم ما يحتاجه تنفيذ العمل التطوعي من اتصالات بأناس كثيرين، أشخاص مختلفين في الثقافة، والشخصية، والتعامل معهم، تتسع دائرة العلاقات التي يتصل بها المتطوع، ويكتسب منهم الخبرات، ويفتح له بذلك أبواب جديدة للعمل والنجاح. 8- الإحساس بالفخر: حيث أن العمل التطوعي عمل فردي ليس تنفيذا لأوامر المدراء، ومضطرا لبذل الجهد والقيام بالعمل، بل هو عمل وراءه دافع وقرار شخصي بحت، كما أن أداءه بالشكل المتقن قرار اتخذته إرضاء لذاتك، مما يدعوك للفخر والحماس عند كل نجاح لتقديم المزيد من الجهد والعطاء.