طمأن السيد (دراي) مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز لولاية بجاية أثناء تنظيمه لندوة صحفية بفندق (براهامي الكائن وسط مدينة بجاية، سكان الولاية على توفير الطاقة الكهربائية اللازمة طيلة موسم الصيف _ الاصطياف -، شريطة أن يهتم كل مواطن بالترشيد في الاستهلاك، معطيا بعض النصائح التي تخدم المستهلك في هذا المجال. كريم تقلميمت أشار ذات المتحدث، إلى أن الدولة قد أولت اهتماما بالغا في السنوات الأخيرة من خلال الاستثمارات الضخمة الموظفة في هذا الشأن، والهدف منها تغطية حاجيات المواطنين على مستوى التراب الوطني من الطاقة الكهربائية، في البداية أوضح السيد (دراي) أن مؤسسته تتسم بتوزيع الكهرباء والغاز على المواطنين _ المشتركين _ وهي تشتري هذه الطاقة من مؤسسات الإنتاج ذات الصلة بشركة سوناطراك المنتج لهذه المورد الحيوي. وهنا أشار إلى أن مؤسسته تشتري ما سيقدر ب 1469 جيقا واط ساعي من الكهرباء وتبيع ما يقارب 1245 جيقا واط ساعي، مشيرا إلى أن هناك ارتفاع الطلب في السنوات، مما دفع بالمؤسسة إلى مضاعفة جهودها قصد تلبيتها وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين والشركاء، خاصة في موسم الاصطياف، لكنه لم يخف وجود ضياع في الطاقة لأسباب موضوعية وأحيانا لها علاقة بالوظيفة العامة للشبكة، وقد ساهمت المؤسسة في تقليص نسبة الضياع في سنة(2013) ب 17.56 بالمائة إلى 15.26 سنة 2014، أي بتحسن نسبي بلغ 13 بالمائة وقدّر قيمتها المالية ب 725.82 مليار دينار، المسؤول الأول على المؤسسة اعتبر هذا إنجازا كبيرا موازيا للجهود المبذولة على أرض الواقع. تغطية كبيرة وفي سياق الحديث عن وضعية قطاعه، أشار المتحدث إلى وجود ما يقارب 300 ألف مشترك لدى المؤسسة، وأوضح أنه ورغم هذا العدد الكبير والطلب المتزايد من سنة لأخرى، فإن المؤسسة استطاعت أن تستجيب لما هو مطلوب على أرض الواقع وأيضا لتحسين الخدمة العمومية التي تقدمها المؤسسة لزبائنها، من خلال شبكة كهربائية تمتد على 6505 كلم وهي مجهزة ب 09 محولات ذات قدرة ب 520 ميغافولط أمبير، وهي موزعة على المواقع الاستراتيجية وهي بجاية، أقبو، سيدي عيش، القصر، خراطة وأخيرا محوّل (تاقوبة) الكائن ببلدية بوخليفة الذي أنجز مؤخرا، ودعمت هذه الشبكة ب 2320 محول للتوزيع العمومي و1393 محوّل للنقل، وهذه التجهيزات ساهمت في تقليص ساعات القطع الكهربائي من 12.17 ساعة خلال سنة 2012 إلى 6.49 ساعة سنة 2013 إلى 6.34 ساعة خلال سنة 2014، ولعل المجهودات الجديدة المبذولة قد تساعد في تخفيض هذه النسبة إلى أقل، خلال موسم 2015، وكشف المدير عن وجود عدة عراقيل ما يزال وجودها يبطئ عملية الاستثمار وتوسيع الشبكة وتحسينها ومن بينها وبالدرجة الأولى مشكل العقار. حيث أكد أنه يشكل الهاجس الأكبر لمؤسسته، مشيرا إلى مشروع إنجاز مركز (ألاغن) الذي بقي مجمدا بسبب التنازع على العقار حيث أن المشكل يعود إلى أن القطعة الترابية ذات طبيعة فلاحية، والتعليمات الرسمية تمنع تحويل العقار الفلاحي، كما أشار بوضوح إلى الشبكة الممتدة بين بجاية ودرقينة والتي تعاني هي إشكالا في الترميم، مما دفع بالمؤسسة إلى إنجاز مركز جديد للتوزيع بمنطقة تاقوبة التابعة لدائرة تيشي والذي من المنتظر أن يعوضها لتدعيم شبكة عاصمة الولاية، والمشكل الثاني الذي يعيق عملية الاستثمار والتجديد هو ما يتعلق بديون الإدارات والبلديات ومن مجموع 543مليار دينار هناك 385مليار دينار خاص بالبلديات وتبلغ هذه الديون المستحقة للمؤسة 1599 مليار دينار وبزيادة تقدر ب 10.54 مقارنة بسنة 2013، وفي هذا الشأن أكد السيد دراي مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز لولاية بجاية، أنه بصدد اتخاذ الإجراءات الفعلية تجاه الدائنين وذلك بقطع الكهرباء في حدود ما ينص عليه القانون، وذلك لإجبار الخواص والإدارات وغيرها من تسوية مستحقاتها المالية في أقرب وقت ممكن، كون أن هذه الوضعية الحالية ،لا تساعد المؤسسة في عملها، معتبرا أن الأموال الضخمة الموجودة خارج خزينة المؤسسة يمكن استثمارها لتحسين الخدمة العمومية والاستجابة للطلب المتزايد في مجال الكهرباء. وقد أوضح مدير المؤسسة، أنه أعطى تعليمات قصد تسهيل عملية التسوية بالتقسيط أو بالدفع على فترات وذلك لتمكين المعنيين بدفع المستحقات اللازمة عليهم لفائدة المؤسسة التي تتميز بالطابع الاقتصادي، وأما ما يخص المشاريع المستقبلية، فإنه قد أشار إلى تخصيص ما يقارب 1475.030 مليار دينار لتحسين الشبكة الكهربائية منها ما يتعلق بالإنارة العمومية على الطرق الوطنية بمبلغ يساوي 253.33 مليار دينار، و1156.92 مليار دينار للمشاريع ذات الصلة بالمؤسسة، و34.78 مليار دينار للمشاريع العمومية المتعلقة بمشاريع الأحياء والسكنات الاجتماعية. وفي الختام أوضح السيد (دراي) أنه يسهر شخصيا على متابعة كل المشاريع المبرمجة حاليا أو مستقبليا بهدف تحسين الخدمة العمومية، وذلك بالاستجابة للطلب المتزايد في قطاع الكهرباء، مشيرا إلى إدخال نظام (سكادا) الجديد والحديث تكنولوجيا وعالميا وذلك في خدمة المراقبة الدقيقة البعدية للشبكة الكهربائية، معتبرا أن هذا النظام دقيق للغاية ويساهم بشكل كبير في مراقبة الشبكة الرئيسية ووصف ذلك بالقفزة النوعية التي حققتها الدولة الجزائرية في هذا المجال، وأخيرا طمأن زبائن المؤسسة بأن موسم الصيف سيكون أحسن، دون إحراج أو تذبذب في التزويد بالكهرباء بفضل الإمكانيات المعتبرة والمادية والبشرية التي سخرتها المؤسسة في خدمة الولاية.
