على ما يبدو أن ظاهرة التحرش الجنسي بالجنس اللطيف عبر مختلف وسائل النقل ما زالت متواصلة إلى يومنا هذا، رغم الكثير من الكلام الذي قيل في هذا الشأن ومناداة العديد من أئمة المساجد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى اجتهاد الإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام الوطنية في كتابة مقالات لمحاربة الظاهرة، إلا أن أصحاب الأنفس الضعيفة يختارون خصيصا الركوب في هذه الوسائل واختيار أوقات الزحمة من أجل إشباع نزواتهم الحيوانية. عتيقة مغوفل استنجدت مؤخرا بعض المواطنات بيومية (أخبار اليوم)، وذلك من أجل إيصال رسالة واضحة وصريحة لكبار المسؤولين في الدولة من أجل الوقوف على المهزلة التي تقع يوميا عبر القطار الرابط بين خط الثنية والعاصمة، خصوصا مابين الساعة الثالثة والسادسة مساءا، وهو الوقت الذي يكون فيه القطار ممتلئ على آخره بالمواطنين الذين ينزلون في العديد من المحطات الموجودة في هذه الخطوط. "متجلببة" تتعرض للتحرش وسط القطار من بين المواطنات اللائي قابلناهنَّ واللائي وقعنَ ضحية تحرش جنسي من طرف أحد الأنذال المرضى نفسيا والذي قام بالتحرش بها، هي متجلببة تبلغ من العمر 27 ربيعا تعمل بإحدى الإدارات العمومية بالجزائر العاصمة، روت لنا تفاصيل ما وقع معها فقالت: كانت الساعة تشير إلى حدود الخامسة إلا الربع مساءا، عندما توجهت إلى محطة آغا من أجل الركوب في القطار المتوجه من الجزائر العاصمة باتجاه الثنية، وقد كان القطار مكتظا على غير عادته وذلك لأن قطار الثالثة ونصف لم يمر بسبب عطب ، لذلك كان قطار الخامسة مكتظا على آخره فقد ركبنا فيه رجالا ونساءا كما لو أننا داخل علبة سردين)، سكتت السيدة قليلا لتحمر عيناها ثم بدأت بالبكاء ولم تتوقف دموعها التي كانت تنزل من عيناها بطريقة يُندى لها الجبين من شدة حرقتها على ما وقع لها داخل القطار، فقد استغل أحد الركاب المريض نفسيا -حسبما- وصفته هي، فرصة امتلاء القطار بالركاب والتصاقهم ببعضهم البعض من أجل تمرير نزواتهم الجنسية وقام بالتحرش بها بعد أن حاصرها في أحد زوايا القطار مع أن الكثير من الركاب الذين كانوا أمامه لاحظوا ما كان يقوم به من تحرش بالمتجلببة، وما زاد الطينة بلة أنه كان يستغل دخول القطار في الأنفاق ليقترب منها أكثر فأكثر، ولكنها حين وصلت إلى المحطة نزلت من القطار باكية ومصابة بإنهيار عصبي حاد وأغمي عليها وسط المحطة، حتى تدخّل بعض ناس الخير من أجل إسعافها، حيث قاموا بتقديم بعض المياه الباردة لها، ليتطوع بعدها رجل وزوجته بإسعافها ونقلها لبيتها في حالة يرثى لها. الآفة تلحق بالعجائز وعلى ما يبدو أن حتى الكبيرات في السن لم يسلمن من أصحاب الأنفس المريضة داخل القطار الرابط بين محطة آغا ومحطة الثنية، فقد تعرضت عجوز تبلغ من العمر 64 ربيعا كانت مرفوقة بحفيدتها إلى تحرش جنسي من طرف بعض الرجال الذين لا ضمائر لهم، بعد أن روت لنا المتجلببة ما حدث لها داخل القطار وسكتت، وإذا بعجوز كانت أمامها روت لنا ما وقع لها هي الأخرى داخل نفس مقطورة القطار الذي كان يقل المئات من الركاب من الجزائر العاصمة نحو محطة الثنية، قالت السيدة: (قدمت إلى الجزائر العاصمة من ولاية بومرداس برفقة حفيدتي وذلك من أجل التبضع وشراء بعض مستلزمات الشهر الفضيل من أسواق العاصمة، غير أنني تأخرت قليلا عن القطار المتوجه نحو ولاية بومرداس والذي من المفروض أن يمر في حدود الساعة الرابعة، لذلك طلبت من حفيدتي أن ننتظر قطار الثنية و الذهاب فيه، ويا ليتني ما ذهبت فيه وقضيت الليلة هناك في بيت أخي عوض مرافقة أشخاص لا يتقون الله في النساء، فقد ركبنا في تلك المقطورة التي كانت ممتلئة عن آخرها بالركاب وقد اضطر الكثير من الناس على الركوب ملتصقين بغرض الوصول إلى البيت، ولكني ما فكرت أبدا أن كل أولئك الرجال الذين كانوا واقفين في تلك المقطورة أشخاص مرضى نفسانيين، فقد أحسست في بداية الأمر أن أحدهم تقرب مني ولكن ما فكرت سوءا فقد ظننت أنه وعن غير قصد إرتطم بي، ولكنه أعاد الكرة مرارا وتكرارا ففهمت بعدها أنه قصد ذلك عمدا، فقد اندهشت من ذلك كيف يخطر ببال شاب في سن حفيدي أن يقوم بالتحرش بي وأنا عجوز هرمة، ورغم أني حاولت أن أضربه بساقي حتى يكف بلاه عني، إلا أن هذا الأخير لم يتوقف عن ذلك، وواصل فعلته المشينة فخفت كثيرا أن يقوم أحدهم بالاقتراب من حفيدتي الصغيرة التي تبلغ من العمر 15 سنة ويتحرش بها فقمت بإيقافها ورائي وحصرها بيني وبين باب المقطورة حتى أتأكد أنه لن يقترب منها أحد، وفضلت أن أقع أنا ضحية تلك التحرشات عوض حفيدتي الصغيرة التي شاهدت بعينها كيف كان شاب يتحرش بفتاة وسط زحمة الناس.