تسعى مليشيا (الحشد الشعبي) لإحراق مدينة الفلّوجة التابعة لمحافظة الأنبار غربي العراق بحجّة وجود تنظيم (الدولة الإسلامية.. داعش) فيها، فيما تقدّم إيران الدعم اللوجستي للمليشيات للقيام بمهمّتها. كشف مصدر في (التحالف الوطني) أن (الحشد الشعبي معزّز بالقوّات الأمنية يركّز جهده على فرض حصار شديد على مدينة الفلّوجة بشكل كامل، وأنه يعمل على قطع جميع منافذها لشنّ حملة واسعة لتطهيرها من داعش). وأضاف أن (الحشد نشر حتى يوم أمس 300 صاروخ زلزال إيراني الصنع في محيط الفلوجة، وأنّه ينتظر ساعة الصفر لدكّها). من جهته، أكّد القيادي في إحدى العشائر المتصدّية لتنظيم (داعش) في محافظة الأنبار عمار العيساوي أن (المليشيات تسعى لإحراق مدينة الفلوجة عن بكرة أبيها، غير آبهة بما قد يحدث للمدنيين وللبنى التحتية)، وأشار إلى أن (الحشد يسعى اليوم لإحراق مدينة الفلوجة وبدأ بنشر قطعات مكثّفة في محيطها بعد أن رفض أيّ تواجد لقوات العشائر معه حتى لا تكشف مخططه)، مضيفا أن (الحشد عازم على تنفيذ أجندته بإحراق الفلوجة، وأن إيران وفّرت له الدعم اللاّزم وبموافقة حكومة بغداد). بدوره، حذّر مجلس عشائر الأنبار من (إقدام مليشيا الحشد على ضرب الفلوجة ومحاولة إحراقها). وقال عضو المجلس الشيخ علي الفهداوي إن (أي خطوة تقدّم عليها مليشيا الحشد خارج سياق المعارك ضد داعش لا يمكن القَبول بها من قِبلنا)، لافتا إلى (أننا قبلنا بدخول الحشد إلى الأنبار بعد أن تعهّد رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يعملوا تحت إمرته حصرا)، وأشار إلى أن (الحشد يريد أن يعيد تجربته في محافظة صلاح الدين، والتي أحرق بيوتها وهدم الزرع والضرع فيها في مدينة الفلوجة)، معتبرا أيّ (خطوة بهذا الاتجاه هي تصعيد طائفي قد تكون له أثار سلبية على الواقع الأمني والسياسي العراقي، والذي يجب على الحكومة أن تحذر منه)، وأكّد أن (أيّ تصرّف غير مسؤول نحو مدينة الفلوجة سيتحمّل تبعاته العبادي، فضلا عن أن عشائر الأنبار لن تسكت على ذلك). يشار إلى أن قائد (الحشد الشعبي) هادي العامري أكّد في وقت سابق أن (تحرير الفلوجة سيسمح لنا بالدخول إلى الرمادي من دون قتال، وبالتالي فإن المعركة التي نستعدّ لها هي استعادة الفلوجة، وأن الهجوم عليها بات وشيكا).