استطاع تنظيم (الدولة الإسلاميّة) (داعش) أن يعيد ترتيب صفوفه بعد معركة تكريت، التي فقد خلالها السيطرة على المدينة وضواحيها، وكبدته خسائر كبيرة دفعته إلى تعزيز مواقعه في الأنبار ونينوى، خوفا من خسارة أي منهما خلال الفترة المقبلة. وكشف مصدر محلّي في محافظة الأنبار، غرب العراق، عن أنّ (تنظيم داعش نقل أخيراً نحو 800 مقاتل من أشرس عناصره من سورية إلى محافظة الأنبار، لتحريك القتال فيها)، مبيّنا أن (المقاتلين مجهزون بأسلحة ومعدات حديثة، وهم على درجة عالية من الخبرة في قتال الشوارع، وتمكنوا من فتح جبهات ثانوية في المحافظة أربكت قوات الأمن بشكل واضح). وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن (المقاتلين حركوا ساحة الأنبار، واستطاع التنظيم من خلالهم أن يحقق خروقات كبيرة، مستغلا الخلل الكبير الناجم عن قلة التسليح لأبناء العشائر والشرطة المحليّة، وعدم التنسيق العسكري بين القطعات العسكريّة، الأمر الذي يُنذر بتحقيق التنظيم تقدما أكبر في الأنبار). وأضاف: (داعش يسعى إلى تحريك جبهة الأنبار لإبعاد أي خطر يقترب نحو الموصل، وتحويل وضعية الجيش العراقي من الهجوم إلى الدفاع عن مناطق خاضعة لسيطرة الدولة بالأنبار). من جهته، قال أحد قادة العشائر المتصدية لتنظيم (داعش) بمحافظة الأنبار، عمار العيساوي، إن (المعركة في محافظة الأنبار ستطول بسبب عدم اهتمام الحكومة المركزية بالمحافظة). وأوضح العيساوي، أن (هناك إهمالاً حكومياً واضحاً وخطيراً تجاه القطعات العسكرية والعشائر والشرطة المحليّة في المحافظة)، مبينا أن (التقصير الحكومي لم يقتصر على جانبي التسليح والتجهيز فقط، وإنما حتى من خلال عملية التنسيق والخطط العسكرية والإسناد). وأشار إلى أنه (لولا صمود أبناء العشائر بوجه داعش لكان اجتاح المحافظة كلها)، منتقدا (تجهيز أبناء الحشد الشعبي بسلاح بقيمة 8 مليارات دولار مقابل عدم تجهيز القوات الأمنيّة والعشائر في المحافظة بسلاح يوازي سلاح داعش). وحذّر العيساوي من (مغبة استمرار الإهمال الحكومي للمحافظة وملفها الأمني). بدوره، قال النائب عن محافظة الأنبار، عذّال الفهداوي، إنّ (الشرطة المحلية التي تمسك أغلب قواطع المحافظة، الرمادي والعامرية والخالدية، لم تدعم من قبل وزارة الداخلية ولم تسلّح ولم تجهز بالعتاد أبداً)، مشيراً إلى أنّها (تعتمد على الحصول على العتاد من السوق السوداء ومن هنا وهناك، ما أدى إلى ضعف كبير في أدائها). وانتقد الفهداوي، (ضعف الإجراءات الأمنية المتّخذة في المحافظة)، مؤكّداً أنّها (على مستوى المساحة الكبيرة لمحافظة الأنبار لا توازي تحركات داعش)، مشيراً الى أنّ (أعداداً كبيرة من عناصر التنظيم انسحبوا من صلاح الدين ودخلوا الأنبار، الأمر الذي زاد الزخم بشكل كبير وقوّى داعش في المحافظة وشتت القوات الأمنية). وتسعى الحكومة العراقية، والأحزاب الشيعية إلى دخول مليشيا الحشد الشعبي إلى محافظة الأنبار بكل السبل، على الرغم من رفض أهالي ومسؤولي الأنبار دخول الحشد، بسبب تورطه بانتهاكات كبيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر في بابل