قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الجمعة إن الحكومة الأفغانية ترحب بأي عرض تقدمه تركيا لتسهيل إجراء محادثات مع حركة طالبان يمكن أن يساعد على إنهاء الصراع في أفغانستان. وقتل ما يزيد على 700 جندي أجنبي في أفغانستان منذ مطلع العام أي ما يقرب من ثلث إجمالي عدد قتلى الجنود الأجانب خلال تسع سنوات من الحرب. وفي حين اتبعت قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة استراتيجية تصعيد في مواجهة المقاومة فهي تبحث عن سبل للتوصل إلى حل سياسي مع اقتراب الموعد المحدد للبدء في الانسحاب من أفغانستان. ووعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبدء في سحب القوات الأمريكية في 2011 ووافق حلف شمال الأطلسي على انهاء العمليات القتالية وتسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية بنهاية عام 2014. وقال كرزاي في اسطنبول في ختام قمة ثلاثية بين تركيا وأفغانستانوباكستان إن شخصيات كبيرة مقربة من طالبان اقترحت أن تكون تركيا مكانا لإجراء محادثات اذا سمح لطالبان بانشاء تمثيل من نوع ما هناك. وقال الرئيس الأفغاني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه التركي والباكستاني "نوقشت فكرة أن تكون تركيا مكانا يمكن أن تتم فيه الاجتماعات وحيث يمكن انشاء تمثيل من أجل تيسير اعادة البناء واعادة الاندماج... اذا تكرمت تركيا بتوفير مثل هذا المكان فسوف نكون نحن حكومة أفغانستان سعداء ومسرورين لرؤية هذا التيسير يحدث". وطلب من كرزاي التعليق على مقابلة أجرتها صحيفة ديلي تليغراف البريطانية مع المسؤول السابق في طالبان الملا عبد السلام ضعيف. وأشير في هذه المقابلة إلى اقتراح السماح لطالبان بإنشاء نوع من الوجود الدبلوماسي في تركيا. وقال الرئيس التركي عبد الله غول انه لم يطلع على ما نشرته الصحيفة البريطانية لكنه عبر عن دعمه للفكرة من منظور عام. وأضاف "أيا كان ما يخدم اعادة الاعمار مستقبليا لأفغانستان.. فسنكون هناك". وكانت تلك هي القمة الخامسة في سلسلة من لقاءات القمم الثلاثية بهدف بناء ثقة أكبر بين باكستانوأفغانستان. وفي حين يمكن أن تميل الحكومات الغربية لممارسة ضغوط في التعامل مع الحكومتين الباكستانية والأفغانية يمكن لتركيا العمل على مستوى مختلف دبلوماسيا حيث انها دولة اسلامية تتمتع بعلاقات دافئة مع الدولتين. ولتركيا قوات تقوم بمهام غير قتالية مع قوات حلف شمال الأطلسي في افغانستان كما اقامت علاقات عسكرية جيدة مع باكستان. ويتعاون الجيشان الباكستاني والأفغاني مع قوات حلف شمال الأطلسي في محاربة طالبان والمتشددين الاسلاميين الذي يدورون في فلك تنظيم القاعدة. لكن بعض المحللين يقولون ان أجهزة المخابرات الباكستانية والأفغانية تتبادل الشكوك في أن كل طرف يشجع سرا فصائل متشددة على شن هجمات لضرب استقرار حكومة البلد الآخر على أمل كسب نفوذ أكبر بمجرد رحيل القوات الأجنبية عن المنطقة. ونفى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري دعم المخابرات العسكرية الباكستانية لطالبان لكنه قال ان "جهات لا تمثل الدولة" تساعد المتشددين. وقال زرداري: دعوني أؤكد لكم ان المخابرات العسكرية الباكستانية ليست مرتبطة بطالبان. وأكد غول على الحاجة إلى تعاون وكالات المخابرات معا وقال بيان صدر في ختام القمة ان رؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث اجتمعوا في اسطنبول في الثاني والثالث من ديسمبر.