من المرتقب أن تفتح محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة خلال الأيّام القليلة القادمة ملف عناصر الشبكة الإرهابية السرّية التي يديرها الإرهابي غ· رابح المكنّى أبو هريرة الناشطة بباش جرّاح، والتي تضمّ 13 متّهما أسندت إليهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تعمل على نشر التقتيل والتخريب من بينهم أستاذ لغة فرنسية الوحيد الموجود تحت الرقابة القضائية وقد تغيّب آخر مرّة عن جلسة المحاكمة واتّخذت ضده إجراءات التخلّف· تمّ تفكيك هذه الشبكة التي خطّطت لتنفيذ اعتداء دموي ضد عمّال الميترو من طرف قوّات مكافحة الإرهاب في شهر ديسمبر من السنة الفارطة، حيث تمكّنت من الإطاحة بعنصرين ينشطان لصالح الإرهابي المعروف المكنّى أبو هريرة وهما ب·ه 30 سنة، من حي باش جرّاح بالعاصمة، المعترف بأن الجماعات الإرهابية كلّفته بالترصّد للرّعايا الأجانب المكلّفين بإنجاز مشروع ميترو الجزائر بالعاصمة لتنتهي مهمّته بعد أربعة أيّام من تولّيه إيّاها بسبب إلقاء القبض عليه. ويبدو أن عمّال الميترو نجوا من مذبحة حقيقية بفضل يقظة أجهزة الأمن، أمّا المتّهم الثاني فهو ح·م·ص 27 سنة، من حي الكاليتوس. وقد استغلّت مصالح الأمن اعترافات الاثنين للإطاحة بالبقّية الذين تمّ إلقاء القبض عليهم تباعا ،ما عدا أربعة متّهمين لازالوا في حالة فرار على رأسهم قائد الجماعة أبو هريرة. وقد اعترف المتّهم الأوّل بأنه تعرّف على أبي هريرة عند انتقاله إلى ولاية جيجل من أجل البحث عن أولاد أخيه الإرهابي المقضى عليه سنة 2001، حيث التقى إرهابيا آخر قضي عليه أيضا سنة 2006 ساعده على الاتّصال ب أبي هريرة، ومن ثمّة بدأ نشاط هذا الأخير في صفوف الجماعة سنة 2006. وأضاف المتّهم في أهمّ اعترافاته أنه شكّل جماعة من أربعة أشخاص في البداية من أجل العمل لصالح جماعة أبي هريرة الذي أضاف أنه التقى به أوّل مرّة في شهر جويلية 2006 ببلدية مفتاح أين اقترح عليه تولّي مشروع استثماري لتمويل الجماعات الإرهابية، وقد منحه أبو هريرة خلال نفس اللّقاء مبلغا قدره 30 مليون سنتيم مكّنه من فتح محلّ للمأكولات الخفيفة، وقد عمل على نقل المؤونة إلى معاقل الإرهابيين بمنطقة تاشت بدائرة الأربعاء ولاية البليدة· كما اعترف المتّهم بقيامه بإيواء أبي هريرة وبعض أتباعه في إحدى الشقق بباب الزوار عند قدومهم إلى العاصمة في إطار نشاطهم الإرهابي، كما أكّد أنه موّل بأمر من المكنّى أبو هريرة جماعة إرهابية بتيزي وزو بالمؤونة، وقد تولّى متّهم آخر في القضية المهمّة، كما تلقّى في المقابل مبلغا ماليا أرسله له أبو هريرة من أجل السفر إلى ليبيا بغرض ربط الاّتصال ببعض أتباعهم هناك· أمّا المتّهم الثاني المقبوض عليه فقد اعترف بالعمل لصالح الجماعات الإرهابية، وأنه ممّن كانوا ينوون السفر إلى العراق بغرض الجهاد، وأضاف أنه خلال تردّده على مسجدي النّور بحي ديار الجماعة والوفاء بالعهد بالقبة تعرّف على أخوين أحدهما متابع في القضية وهو من عرض عليه العمل مع الجماعة، ومن ثمّة ربط الاتّصال بالإرهابي أبي هريرة، هذا الأخير كلّفه بتجنيد الشباب الرّاغبين في الانضمام، إضافة إلى البحث له عمّن يمكّنه من تزوير الوثائق الإدارية التي يتحرّك بها أتباعه كبطاقات التعريف ورخص السّياقة· متّهم أخر اعترف بأنه وإثر تواجده في البقاع المقدّسة تعرّف على أشخاص من جنسيات مختلفة تونسية وسعودية لهم اتّصالات مع المقاومة العراقية، والذين حاول ربط الاتّصال بهم بغرض التنسيق مع جماعة أبي هريرة بطلب من هذا الأخير·