بعد الاعتداء الجديد الذي استهدف مسجداً بقلب العاصمة الفرنسية باريس، السبت الماضي، وألحق به أضراراً مادية كبيرة، إضافة إلى سلسلة الاعتداءات التي تستهدف المسلمين وأماكن العبادة المخصصة لهم منذ هجمات باريس 2015م، زادت مخاوف المسلمين والعرب وذلك قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، رغم تطمينات المسؤولين الفرنسيين وقوات الأمن، بالسهر على راحة وأمن نحو 6 ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، وتمكينهم من ممارسة شعائرهم الدينية في أحسن الظروف. واستهدف هجوم السبت، مسجد الدعوة في (بورت دو لافيلات) بالدائرة الباريسية ال 19، حيث أضرم مجهولون النار فيه في وقت متأخر من الليل، ليتلف المبنى بالكامل، ويحترق معه مقر جمعية (شربة للجميع)، التي تساعد المسلمين والعرب المحتاجين، وتقدم لهم وجبات إفطار في رمضان. وقبل الهجوم بيوم واحد، أطلق مسلح النار من بندقية صيد على مسجد قيد الإنجاز في منطقة (كاربونتراس) جنوبيفرنسا، دون وقوع إصابات وسط من كانوا في عين المكان. وفي ال30 من شهر ماي الماضي، تعرض مصلون في مسجد بمدينة ليون وسط فرنسا، إلى تهديدات بالسلاح الأبيض، وشتائم عنصرية من قبل فرنسي ألقي القبض عليه بعدها، كما تعرض مسجد بمنطقة (أولورو) جنوب غربي فرنسا في الرابع من شهر جويلية الجاري، إلى كتابات عنصرية ورموز للنازية على جدرانه وأبوابه الرئيسية، صدمت مشاعر المصلين الذين يرتادونه من أهل المدينة، وكذا المناطق المجاورة التي يفتقر الكثير منها لأماكن عبادة وقاعات للصلاة. ووسط هذا الجو المتوتر، جددت السلطات الفرنسية دعمها ووقوفها إلى جانب (أبنائها) من المسلمين، والتقليل من تخوفاتهم مع اقتراب شهر رمضان، مؤكدة وضع جميع الوسائل من أجل ضمان أمنهم وسلامتهم. وقال رئيس الحكومة مانويل فالس، بأن فرنسا غنية بتنوعها وبثقافاتها المتعددة، معتبراً أن دور الحكومة السهر على أن يعيش جميع الفرنسيين في مجتمع موحد ومنفتح، رغم الاختلافات السياسية والعقائدية، ومؤكداً أن (الجمهورية الفرنسية ستحمي جميع أبنائها مهما كانت معتقداتهم الدينية والسياسية، وستحمي المساجد من كل الأفعال المناهضة للمسلمين). ودعا مانويل فالس، مسلمي فرنسا والجمعيات الدينية، للسعي لمعالجة مشاكلهم بأنفسهم، مؤكداً أن الجمهورية الفرنسية (ستساعدهم وستدعمهم في هذا المسعى). من جهته، كشف وزير الداخلية برنار كازنوف، أن قوات الأمن الفرنسية، تحمي نحو 800 مسجد عبر مختلف المناطق الفرنسية، مشيراً إلى أنه طلب من محافظي المدن، تنظيم لقاءات مع ممثلي المسلمين، لإيجاد صيغ يمكن بموجبها حماية المسلمين والأماكن التي يمارسون فيها عبادتهم. ويعتبر الإسلام هو الدين الثاني في فرنسا، ويتعدى عدد أتباعه ستة ملايين شخص، يستخدمون 2300 إلى ثلاثة آلاف مسجد وقاعة صلاة.