كشف، أمس، وزير الداخلية الفرنسي، بيرنار كازنوف، عن توقيعه على اتفاقية مع وزارة الشؤون الدينية، تخص وضع شروط لالتحاق الأئمة الجزائريين بمساجد فرنسا، أهمها إتقان اللغة الفرنسية والإلمام بالقيم الفرنسية، للمساهمة في محاربة التطرف. وتهدف الاتفاقية إلى التكوين التحضيري للأئمة الجزائريين المنتدبين إلى فرنسا، إلى جانب العمل على إعادة الاعتبار لمعهد الغزالي من قبل مسجد باريس فضلا عن تبادل الخبرات الثقافية والجامعية بين البلدين. تطرق وزير الداخلية الفرنسي، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمقر إقامة السفارة الفرنسية بالجزائر، إلى أربعة محاور تعاون من بين 135 ملف شراكة تمت مناقشتها خلال لقائه مع نظيره الجزائري، الطيب بلعيز، وكذا الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الدينية، محمد عيسى. ولخص المسؤول الفرنسي تلك المحاور في تكوين إطارات من وزارة الداخلية، بدءا من الشرطة والحماية المدنية في مجال مكافحة الكوارث الطبيعية والحرائق في الأوساط الحضرية، إلى جانب قدوم أساتذة من فرنسا لإلقاء دروس بالمدرسة الوطنية للإدارة، ثم لتكوين الإطارات العليا في المدرسة الوطنية للحماية المدنية وكل المؤسسات العليا التابعة لوزارة الداخلية. وبخصوص الأعمال العنصرية التي تعرض لها المسلمون الجزائريونبفرنسا، قال بيرنار كازنوف إنه أعطى تعليمات للمسؤولين المحليين بفرنسا لمحاربة الآفة، مؤكدا أن ذلك ليس من قيم دولة فرنسا التي تقوم على الاحترام المتبادل والتسامح. في نفس الإطار، كشف الوزير الفرنسي عن تنصيب لجنة مختلطة، يترأسها الأمينان العامان لوزارتي الداخلية الجزائرية والفرنسية، ستتكفل بإعادة تقرير سنوي حول تقدم ملفات التعاون بين البلدين. وعن التحقيق في قضية رهبان تيبحيرين، أوضح كازنوف أن موقف فرنسا جاء على لسان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الذي أكد “إن الجزائر وفرت كل الإمكانيات التي وضعت تحت تصرف المحققين الفرنسيين”. وفي قضية اغتيال الرعية الفرنسي، هيرفي غوردال، ثمن المجهودات التي قامت بها السلطات الجزائرية لمتابعة هذه القضية. وعن التدخل المسلح الفرنسي المباشر في كل من ليبيا ومالي، قال برنار إن الملف تم التطرق إليه في محادثاته مع نظيره الجزائري، دون الكشف عن فحواها، مؤكدا أن ذلك يبقى من صلاحيات وزارتي الدفاع والخارجية. على صعيد آخر، أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، طيب بلعيز، في تصريح للصحافة، عقب جلسة المحادثات التي جمعته بالسيد كازنوف، “تناقشت مع زميلي على انفراد حول كل المواضيع التي تتعلق بالقضية الأمنية، تنقل الأشخاص، حماية الأشخاص وكل ما يتعلق بالمسألة الأمنية بمعناها الواسع”.