من السُّنَّة أن نُذَكِّر بعضنا بعضًا بالخير العميم في رمضان، فهو شهر يمرُّ سريعًا بما فيه من الفضل، وهو شهر يَسْعَد فيه المسلمون في الدنيا، وسيُسْعِدهم صيامُه وقيامُه يوم القيامة، وما أجمل أن نتبادل مع المسلمين هذه المعاني في بداية الشهر الفضيل. فقد روى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ)، وفي رواية الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ). فما أروع أن نتواصل مع أهلنا، وأصدقائنا، وجيراننا، في أول ليالي رمضان، ونتكلم معهم في هذه المعاني التي تكلَّم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابته في نفس التوقيت، ولنا بإذن الله أجرٌ مع كل إنسان أبلغناه وصايا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.