التعادل قد يُقصي البرازيل تجرى سهرة اليوم مباريات الجولة الأخيرة من دوري المجموعات لبطولة كأس أمريكا اللاتينية (كوباأمريكا) الجارية وقائعها بدولة الشيلي، وشاءت الصدف أن تجرى هاته الجولة من المجموعة الثالثة بشعار ممنوع الخسارة لجميع المنتخبات، ممثلة بالبرازيلوكولومبياوفنزويلا والبيرو، كونها تحتل معا نفس الترتيب بثلاث نقاط، بعد أن حقق كل منتخب انتصار وخسارة، مما يضع جولة مسك الختام من أجل بلوغ الدور ربع النهائي في غاية الإثارة والتنافس، وأي خطأ من أي منتخب سيكلفه الإقصاء المبكر، خاصة المنتخبين البرازيلي والكولومبي، أحد أقوى المنتخبات المرشحة ليس لتجاوز عقبة الدور الأول بل لبلوغ منصة التتويج. البرازيل - فنزويلا المنطق يرشح السيليساو ينتظر أن يحقق المنتخب البرازيلي فوزه الثاني في البطولة، وبالتالي بلوغ الدور الموالي، وطيّ الخسارة التي مني بها في الجولة الماضية حين سقط أمام المنتخب الكولومبي بهدف دون رد، وإعادة البسمة لمحبيه بعد الأداء المخيب لزملاء نيمار المعاقب بأربع مباريات كاملة جراء تلقيه البطاقة الحمراء في المواجهة الأخيرة أمام كولومبيا. وتكتسي هاته المواجهة بالنسبة للمنتخب الفنزويلي أكثر من تاريخية، وهو الذي لم يسبق وأن تفوق من قبل على المنتخب البرازيلي، بالرغم من كثرة المواجهات التي جمعتهما في أكثر من مناسبة، وعليه سيحاول الفنزويليون ضرب عصفورين بحجر واحد خلال هاته المواجهة، لتحقيق نتيجة إيجابية أمام السيليساو وبلوغ الدور ربع النهائي. المنتخب الفنزويلي وبعد البداية الجيدة بفوزه على المنتخب الكولومبي، مني بخسارة غير منتظرة في المواجهة الماضية أمام المنتخب البيروفي بهدف دون رد، فوت على نفسه بلوغ الدور الثاني مبكرا، حيث كان بحاجة إلى نقطة على الأقل لتحقيق حلم الفنزويليين، لكن وبخسارته بات مطالب بعدم التعثر في مواجهة اليوم أمام البرازيل. دونغا مطالب بهزم فنزويلا يخوض المدرب البرازيلي كارلوس دونغا مواجهة اليوم من أجل الفوز ولا شيء آخر، حيث يدرك تمام الإدراك أن أي تعثر أمام المنتخب الفنزويلي قد يرغم بترك المنشفة قبل دخول غمار تصفيات كأس العالم المقبلة (روسيا 2018)، وهو الذي وعد البرازيليين بالعودة بالكأس الغالية من الشيلي، لكن وبعد الخسارة التي مني بها في المواجهة الأخيرة أمام المنتخب الكولومبي بهدف دون رد، باتت مأمورية المدرب دونغا في غاية الصعوبة، ليس لكون المنتخب البرازيلي غير قادر بهزم المنتخب الفنزويلي لإعادة هيبة المنتخب بعد أن اهتزت خلال هاته البطولة. فبالرغم من الفوز المسجل في اللقاء الأول أمام المنتخب البيروفي بهدفين لهدف، إلا أن الأداء الذي ظهر به اللاعبون طرح أكثر من علامة استفهام عن مستقبل منتخب كان عرضة لنتائج كارثية في المونديال الأخير الذي استضافه خلال البطولة الماضية. الصحف البرازيلية غاضبة كعادتها، عقب كل خسارة يمني بها منتخب بلادها، لا تزال الصحف البرازيلية توجه سهامها إلى المدرب كارلوس دونغا، حيث حمّلته مباشرة الوجه المحتشم الذي ظهر به اللاعبون خلال هاته البطولة، حيث انتقدته انتقادات لاذعة أكثر مما انتقدته حين فشل في تخطي عقبة المنتخب الهولندي في مونديال جنوب إفريقيا، بسقوطه آنذاك بهدف لصفر كلفت البرازيل الخروج المبكر من البطولة. اليوم وقد مضت خمس سنوات على تلك الهجمة الشرسة التي تعرض لها دونغا، وبعد أن عبرت أكثر من مرة الصحف البرازيلية معارضتها الشديدة لعودة دونغا الى المنتخب، هاهي تستغل فرصة سقوط الفريق في المواجهة الأخيرة أمام كولومبيا لتزيد من إشعال النار تحت أقدام دونغا، متجاهلة أن هذا الأخير لم يسجل أي خسارة في المباريات الودية التي خاضها منذ تعيينه خلال الصائفة الماضية. نيمار أكبر الغائبين في مواجهة اليوم سيخوض المنتخب البرازيلي مواجهة اليوم في غياب نجمه الأول وقائده نيمار بعد خروجه بالبطاقة الحمراء في المواجهة الأخيرة التي خسرها أمام المنتخب الكولومبي، وهي البطاقة التي كلفت نيمار غاليا، حيث تمت معاقبته من طرف لجنة المنافسات بأربع مباريات كاملة. سيشكل غياب نيمار فيما تبقى من عمر هاته البطولة ضربة مُوجعة لمنتخب السيليساو وهو الذي كان يراه البرازيليون بمثابة القائد الذي قد يعيد البسمة لوجوههم بعد أن افتقدوه في المونديال الماضي، وهو المونديال الذي كاد أن يضع حد لمسيرة نيمار، عقب تعرضه لإصابة خطيرة تسبب فيها اللاعب الكولومبي زونيغا. مدرب فنزويلا يريد تكرار سيناريو كولومبيا حذر مدرب المنتخب الفنزويلي نويل سانفيسنتي لاعبيه من انتفاضة وشيكة للاعبين البرازيليين، وحسب قوله يجب أن نسد كل المنافذ في وجه البرازيليين لتجنب الخسارة قد تبعدنا من البطولة. وأضاف يقول ذات المدرب في ندوة صحفية عقدها سهرة أول أمس (بعد أن حققنا فوزًا مهما في المواجهة الأولى أمام كولومبيا، تعرضنا للأسف إلى خسارة أمام البيرو، الأمر الذي يحتّم علينا عدم تلقي هزيمة ثانية امام البرازيل، لكن مهمتنا لن تكون سهلة أمام فريق سيرمي بكل ثقله نحو الهجوم للفوز علينا، لذا سنحاول استغلال ذلك لتسجيل ولو هدفا واحدا، قد يمنح لنا التفوق ولما لا). وختم نويل سانفيسنتي قوله (لقد فزنا في اللقاء الأول على أحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب ونعني به المنتخب الكولومبي، وسيحفزنا لتحقيق ذلك في مواجهتنا الأخيرة في دور المجموعات أمام البرازيل). البيرو - كولومبيا التعادل قد يؤهل المنتخبين ينتظر أن يعبر المنتخبان البيروفي والكولومبي إلى الدور ربع النهائي في حال تعادلهما، وخسارة فنزويلا امام البرازيل، خاصة وأن صاحب منتخبين من بين الثلاثة التي ستحل ثالثة ستتأهل الى الدور المقبل. لكن حسابيا يوجد كلا الفريقين تحت مقصلة الإقصاء، فالمنتخبين إن أراد معا تجنب كل الحسابات يجب على أحدهما تحقيق الفوز، وعليه فاللقاء قد تطغى عليه إثارة وندية كبيرتين، قد يصعب التكهن بهوية الفائز. على الورق المنتخب الكولومبي مرشح للفوز يرشح الكثيرون المنتخب الكولومبي لهزم المنتخب البيروفي، لكن فوق الميدان حديث آخر، فقبل انطلاقة هاته البطولة أشد المتشائمين لم يتوقعوا خسارة كولومبيا أمام فنزويلا، كما لم يتوقعوا سقوط البرازيل أمام كولومبيا، كما لم يتوقعوا فوز البيرو على فنزويلا خاصة بعد الوجه الرائع الذي ظهر به الفنزويليون أمام المنتخب الكولومبي بالفوز عليه بهدف دون رد، لذا يمكن القول أن كل الاحتمالات تبقى واردة في هاته المباراة. رودريغيز لا يخشى الفنزويليين بدا خاميس رودريغيز وصانع ألعاب ريال مدريد نجم المونديال الأخير بحلوله هدفا للبطولة برصيد خمسة اهداف، وصاحب أجمل هدف في البطولة، واثقًا من أن بإمكان منتخب بلاده تحقيق فوزا كاسحا على فنزويلا بقوله (ضد الشيلي، أتوقع مباراة سهلة نوعا ما أكثر من لقاء البرازيل الأخير، فاللاعبين الفنزويليين ومع احترماني لهم هم أقل مستوى من اللاعبين البرازيليين، صحيح أنهم يلعبون كرة حديثة لكن لا يمكنهم الوقوف في وجهنا). مضيفاّ (لاعبو فنزويلا يتركون الكثير من المساحات، قد تكون مباراة جيدة بالنسبة لنا). مدرب كولومبيا واثق من قدرة فريقه على التأهل أبدى مدرب كولومبيا الأرجنتيني خوسي بيكرمان، تفاؤلا كبيرا من قدرة فريقه في تحقيق الفوز على المنتخب البيروفي وبالتالي بلوغ الدور الثاني بقوله "المنتخب الذي يفوز على منتخب بحجم البرازيل أكيد أنه لا يخشى أي منتخب آخر، ثقتي كبيرة في اللاعبين لتحقيق انتصار ثاني أمام المنتخب البيروفي". مضيفاً: (لن نغير أي شيء في أسلوب لعبنا لأن جميع المنافسين مهمون جدًا بالنسبة لنا، وسننتهج خطة هجومية من أجل هزم المنتخب البيروفي لنبلغ الدور ربع النهائي بجدارة واستحقاق).