وسط تصعيد متواصل للعمليات الفردية الفلسطينية هكذا ترعب المقاومة "بني صهيون" تصاعدت موجة الغليان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في المدة الأخيرة، فبين كر وفر يواصل الفلسطينيون في كل مرة، إثبات قدرتهم على زعزعة استقرار الصهاينة وبث الرعب في قلوبهم، والذين بدورهم ينتقمون من عجزهم بأعمال انتقامية بشعة ضد الأطفال والنساء. قالت شرطة الاحتلال، إن فلسطينيا طعن شرطيا صهيونيا عند مدخل مدينة القدس القديمة أمس الأحد، قبل أن يطلق الشرطي النار عليه، وقالت خدمة الإسعاف إن الرجلين في حالة خطيرة. وقالت لوبا سامري المتحدثة باسم الشرطة إن الشرطي ويعمل في حرس الحدود أصيب في الرقبة. وتزايدت وتيرة العنف في القدس العام الماضي بعد أن أحرق صهاينة صبيا فلسطينيا حيا في هجوم انتقامي فيما يبدو بعد مقتل ثلاثة شبان صهاينة في الضفة الغربية. وأبدت أطراف صهيونية في دولة الاحتلال، قلقا عميقا من أن تمثل عملية إطلاق النار التي نفذتها خلية تابعة لحركة حماس الجمعة، غرب رام الله وأسفرت عن مقتل مستوطن وجرح آخر، مقدمة لسلسلة من عمليات أكثر خطورة. وذكرت صحيفة (هآرتس)، أن قادة الجيش والأجهزة الاستخبارية يخشون بشكل خاص من خطر خلايا الحركة ذات الطابع المحلي، التي لا تخضع لنظام هيكلي تنظيمي يسهل تتبعه وإحباط عملياته، إلى جانب القلق من العمليات الفردية التي ينفذها أفراد يقررون بشكل مفاجئ تنفيذ مثل هذه العمليات. ونوه المصدر، إلى أن هناك خوفا شديدا من أن يتمكن منفذو العملية الأخيرة من المبادرة مجددا وتنفيذ عمليات ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، قبل أن يتمكن جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) من إلقاء القبض عليهم. ونقل المصدر، عن قيادات عسكرية قولها، إن التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية كان له بالغ الأثر في استقرار الأوضاع الأمنية في الضفة، مستدركة أن أجهزة السلطة ليس بوسعها إحباط عمليات تخطط لها خلايا محلية أو أفراد. وأوضحت المحافل أن آلية عمل خلايا (حماس) المحلية تقوم على استغلال فرص عابرة وتخطيط سريع، وتحديد نقاط الضعف، مثل تجمعات المتنزهين وسكان المستوطنات الذين ينتظرون وسائل النقل العام في الليل. ونوهت المحافل الأمنية إلى أن معظم منفذي العمليات الفردية يكونون في الغالب بدون انتماء تنظيمي، ما يجعل من شبه المستحيل إحباط هذه العمليات قبل تنفيذها. حصار حتى في العالم الافتراضي وفي السياق، نقلت مصادر في دولة الكيان، أمس الأحد عن مصدر في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قوله، إن حركة حماس قررت عدم تنفيذ عمليات تفجيرية داخل دولة الاحتلال لأهداف سياسية، وليس لأن الأمن الصهيوني يحبطها. وأشار المصدر إلى أن حركة حماس توصلت إلى قناعة مفادها أن تنفيذ عمليات تفجيرية في قلب المدن الإسرائيلية يمنح تل أبيب الفرصة لمهاجمة الحركة وعزلها دوليا. من ناحية ثانية، ذكر المعلق العسكري عاموس هارئيل، أن كلا من (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) يقومان بتشديد المراقبة على شبكات التواصل الاجتماعية التي يرتادها الفلسطينيون، ويرصدون بشكل خاص المناشير التي يكتبها الشباب لمحاولة التعرف على نواياهم بشأن تنفيذ عمليات. وأوضح هارئيل في تحليل نشرته (هآرتس) أن باحثين في كل من (الشاباك) و(أمان) يرصدون ويحللون الرسائل غير المباشرة التي يعبر عنها الشباب الفلسطيني والتي قد تدلل على نواياهم بشأن تنفيذ عمليات ضد أهداف صهيونية. يذكر أن شرطة الاحتلال اعتقلت العشرات من الشباب الفلسطيني في القدسالمحتلة ومحيطها، بعد كتابتهم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إنها تدلل على نيتهم تنفيذ عمليات.