تنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في الأيّام القليلة القادمة في واحدة من أغرب قضايا القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، التي راح ضحيتها شابّ تمّ العثور على جثّته في حالة متقدّمة من التعفّن مدفونة في أحد المحلاّت في (بلكور)، حيث تمّ تجبيسها ودفنها منذ سنة 2007، وبعد عامين من التحرّيات تمّ توجيه أصابع الاتّهام إلى صاحب المحلّ المدعو (ب.ع. عمر). التحقيق في القضية جاء عقب الشكوى التي قدّمها صاحب محلّ في (بلكور) عثر على جثّة أثناء إعادة ترميمه المحلّ الذي اشتراه من عند أحد الأشخاص، هذا الأخير بدوره اشتراه من عند أحد الأقارب وهو محلّ المتابعة، حيث ورد في الشكوى أنه وجد كيسا بلاستيكيا بداخله هيكل عظمي بشري ملفوف ببطانية مردوم داخل سلالم محلّة الكائن ببلكور، اشتراه من عند والد المشتبه فيه المدعو (ب.ع). إثرها تنقّلت مصالح الأمن إلى مكان الجريمة ببلكور وأجرت تحاليل على بقايا الهيكل العظمي الذي ثبت خلال المعاينة الطبّية للهيكل أنه توفي بين 18 و24 شهرا من تاريخ الإبلاغ عن الجريمة التي كانت بتاريخ 03 أفريل 2008، وأنه يعود لجنس ذكر، في وقت لم تحدّد فيه ذات المصالح إلى حدّ الساعة هوية الضحية وتمّ لفّه ببطّانية ووضعه داخل كيس بلاستيكي من الحجم الكبير، بعدها قام القاتلون بحفر له حفرة تحت سلالم المحلّ أين تمّ دفنه ووضع عليه طبقة من الرمل وأخرى من الجبس ثمّ من الإسمنت المسلّح لكي لا يتمّ العثور عليه. مواصلة للتحقيق تمّ اتّهام المدعو (ب.ع. عمر) بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، ارتكاب أعمال وحشية وإخفاء جثّة شخص من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة باب الوادي، بعد أن ثبت أن المتّهم كان يستغلّ المحلّ منذ سنوات الستّينيات إلى غاية فترة بيعه في سنة 2007، كما صرّح بأنه قام بترميمه في سنة 1986 في وقت توصّلت فيه مصالح الأمن إلى أن الجثّة ردمت 24 شهرا قبل بيع المحلّ في الزاوية الخلفية للسلالم أين بُني جدار من أجل استغلال المكان في إخفاء الصناديق وأغراض أخرى بحكم أن المتّهم كان مرّة يستغلّه في بيع البطاطا وأخرى للطباعة. تقرير الطبيب الشرعي أكّد أن الجثّة عثر عليها على شكل هياكل منفصلة ومغطّاة بقطعة قماش داخل كيس بلاستيكي مغلق بشريط لاصق، وهو ما أكّد تعرّضه لأعمال وحشية بطريقة متعمّدة، في حين أكّدت الشهادات أن صاحب المحلّ كان يتردّد عليه لتناول الخمر رفقة عدد من الأصدقاء والأقارب، كما أقام هناك مدّة من الزمن. المتّهم بدوره صرّح خلال التحقيق بأن الترميمات في المحلّ كانت في 1986، كما أشار إلى وجود ثقب بينه وبين الشقّة التي تقع فوق محلّه على إثر زلزال 2003، ما يرجّح -حسبه- وجود أشخاص يدخلون إلى المحلّ عن طريق الثقب، إلاّ أن صاحب الشقّة أكّد أن الثقب صلّح بعد حوالي شهر من حدوثه.