باتت المعادلة واضحة للجميع: المسلمون إرهابيّون، والسود مجرمون. لا يُمكن أن يكون هناك معادلة أخرى. فكُلّ ما حصل في الولاياتالمتحدة الأمريكيّة منذ أحداث فيرغسون، وما حدث في أوروبا بعد اعتداءات (شارلي إيبدو) تحديداً، يُظهر ذلك. ومع حدوث خرقٍ بسيط في خطاب الإعلام الغربي، إلا أنّ التعاطي مع هذه الجرائم لا يزال يأخذ الطابع السياسي على الحسّ الإنساني. فالإعلام الذي حصر دوره في التحريض على المسلمين، وذوي الأصول الأفريقية، لم يستنفر طاقاته للإضاءة على انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم العنصريّة في حال كان مرتكبوها من البيض، لتكون العبارة الأكثر تكراراً (حادثة تكسر القلب). قبل أيام، ارتكب رجل أبيض، يُدعى ديلان روف (21 عاماً)، مجزرةً بحقّ تسعة مصلّين سود في كنيسة تشارلستون في ولاية ساوث كارولاينا. الكنيسة التي يعود بناؤها إلى 200 عام تقريباً، دخلها روف ليُمضي ساعة في قراءة الكتاب المقدس مع المصلين ثم فتح النار عليهم. تعاطي الإعلام مع القضية بعد حدوثها لم يختلف كثيراً عن التغطيات للإعتداءات على الأمريكيين الأفارقة، منذ قتل الشاب مايكل براون، وصولاً إلى إريك غارنر وفريدي غراي، وحتى الاعتداء على المراهقين السود من قبل الشرطة أول الشهر الحالي.