بعد ليلة مشوبة بالخوف والحزن في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، أعلنت السلطات أنها اعتقلت شابّا أبيض يشتبه في ارتكابه مجزرة في كنيسة للسود نكأت جرحا للعنصرية بدا غائرا في بلد يحلو أن يطلق على نفسه في مفارقة (أرض الأحرار). فقد ذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على الشابّ الأمريكي ديلان روف (21 عاما) الذي ظهر على صفحته في (الفايس بوك) مرتديا قميصا يحمل علمين عنصريين لدولتي جنوب إفريقيا وروديسيا الجنوبية (زيمبابوي الآن) إبّان عهود التمييز العنصري في القرن الماضي. وتولّت طائرة نقل روف إلى مركز اعتقال في مدينة تشارلستون بكارولينا الجنوبية التي ارتكب فيها مجزرته يوم الأربعاء، حيث أردى ستّ نساء وثلاثة رجال -بينهم راعي الكنيسة- قبل أن يولي هاربا. وقال قائد الشرطة غريغوري مولين إن مسؤولي إنفاذ القانون ألقوا القبض على المسلّح المزعوم ديلان روف بعد توقّفه في إشارة مرور في شلبي بكارولينا الشمالية التي تبعد ب 350 كلم شمالي تشارلستون. وقال مولين للصحفيين إن (هذا الشخص ارتكب جريمة شنعاء مأساوية اللّيلة الماضية). ويأتي حادث إطلاق النّار هذا في عام شهد مظاهرات على مدى أشهر في أنحاء الولايات المتّحدة احتجاجا على مقتل رجال سود. وقالت وزيرة العدل لوريتا لينش إن مكتبها يبحث توجيه الاتّهام إلى روف بارتكاب جريمة كراهية بدوافع عنصرية. ومثل هذه الجرائم تنطوي على عقوبات صارمة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما للصحفيين إن (هذه الجريمة التي وقعت في كنيسة للسود تثير بالطبع تساؤلات إزاء جزء أسود من تاريخنا).