فضيحة كبرى تهزّ باريس هكذا (تنصّتت) أمريكا على 3 رؤساء فرنسيين ندّدت باريس أمس الأربعاء بما وصفته (تجسّسا غير مقبول بين حلفاء) بعدما كشفت وسائل إعلام فرنسية أن الولايات المتّحدة تنصّتت على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، في وقت قالت فيه واشنطن إنها لا ولن تستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي. صعّدت الرئاسة الفرنسية من لهجتها اتجاه الإدارة الأمريكية بعد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع القومي جرى أمس الأربعاء. وقال الرئيس فرانسوا هولاند، الذي ترأس اجتماع أمس الأربعاء إن بلاده (لن تسمح بأيّ سلوك يعرّض أمنها للخطر). وشارك في الاجتماع الاستثنائي رئيس الوزراء مانويل فالس ووزراء الدفاع جون إيف لودريان والداخلية برنار كازنوف والخارجية لوران فابيوس، فضلا عن رئاسة أركان الجيش الفرنسي ومدراء أجهزة الاستخبارات الخارجية والداخلية. وأكّدت الرئاسة أن على الولايات المتّحدة الالتزام بتعهّداتها التي أعلنت الالتزام بها عام 2013، كما أعلنت عن استدعاء السفيرة الأمريكية جاين هارتلي إلى مقرّ الخارجية الفرنسية للاستفسار حول القضية ومن المتوقّع تبليغها احتجاجا رسميا. في المقابل، أكّد البيت الأبيض أنه لا ولن يستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي إثر تسريب وثائق أمريكية سرّية تؤكّد أن الاستخبارات الأمريكية تنصتّت على هولاند وسلفيه ساركوزي وشيراك. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، نيد برايس: (نحن لا نستهدف ولن نستهدف اتّصالات الرئيس هولاند). وحسب صحيفة (ليبراسيون) وموقع (ميديابارت) فإن التجسّس الأمريكي استمرّ من 2006 وإلى غاية 2012، استنادا إلى وثائق (سرّية للغاية) تتضمّن خمسة تقارير لوكالة الأمن القومي الأمريكي. وتبعا لوثائق ويكيليكس فإن هولاند وافق منذ العام 2012 على عقد اجتماعات سرّية للتباحث في ما يمكن أن يحصل في حال خرجت اليونان من منطقة اليورو. وحسب الوثائق فإن هولاند سعى من دون علم المستشارة الألمانية أنغيلا مريكل إلى تنظيم اجتماعات في باريس مع أعضاء من الحزب (الاشتراكي الديمقراطي)، حزب المعارضة الرئيسي في ألمانيا في حينه. وأوضح تقرير ويكيليكس، الذي نشرته صحيفة (ليبراسيون) تحت عنوان (التجسّس على الإليزيه) إلى أن (عمليات التنصت لم تطل رؤساء فرنسا فقط [شيراك وساركوزي]، بل طالت وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى والعديد من موظّفي قصر الإليزيه). وأضاف التقرير أن التجسّس على فرنسا (تمحور حول عدّة قضايا، منها الأزمة المالية اليونانية واللّقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي والعلاقات الفرنسية الألمانية وقضية فلسطين وقضايا التجسّس بين فرنساوالولايات المتّحدة الأمريكية). وادّعت (ليبراسيون) وجود مركز للتجسّس في الطابق الأخير للسفارة الأمريكيةبباريس يحتوي على شبكة اتّصال خاصّة يتمّ التجسّس من خلالها على قصر الإليزيه ومباني وزارات الداخلية والخارجية والدفاع والعدل والمجلس الوطني الفرنسي القريبين من موقع السفارة.