الباراغواي أو البرازيل لإكمال عقد المربّع الذهبي تكتمل اللّيلة هوية المنتخب الرّابع الذي سيكون له شرف إكمال أضلاع المربّع الذهبي لنصف نهائي (كوباأمريكا) الواقعة بالشيلي، من خلال المباراة المنتظرة بين المنتخبين البرازيلي والباراغواياني المقرّرة على ملعب (إستر روا) بمدينة كونسيبسيون الواقعة جنوب البلاد، والذي افتتحته رئيسة الشيلي ميشال باشيلي أوّل أمس الخميس بعد انتهاء أعمال التوسعة والتعديل، وسيواجه المتأهّل من هذه المواجهة الفائز من لقاء فجر اليوم الذي نشّطه المنتخبان الأرجنتيني والكولومبي. تتطلّع البرازيل إلى الثأر لهزيمتها أمام الباراغواي في الدور الثاني من (كوباأمريكا) 2011، وعلى الجانب الآخر يدخل منتخب الباراغواي المواجهة بثقة عالية رغم أن العديد من الشكوك كانت تحوم حوله قبل انطلاق البطولة الحالية، والتي خاضها تحت قيادة مديره الفنّي الجديد رامون دياز. فالمنتخب الباراغواياني لم يغب فقط عن نهائيات كأس العالم 2014 بعد أربع مشاركات متتالية في المونديال، لكنه أنهى تصفيات أمريكاالجنوبية في المركز الأخير. وقبل هاتين المواجهتين تمّ التعرّف على اللّقاء الأوّل من الدور نصف النّهائي، حيث سيلتقي مستضيف البطولة الشيلي مع حامل لقب عام 1975 منتخب البيروفي، الأوّل تأهّل على حاسب الأوروغواي بهدف دون ردّ والثاني على حساب بوليفيا بنتيجة لا تقبل أيّ جدل (3 - 1). البرازيل - الباراغواي (اللّيلية سا 00.30) (السيليساو) للثأر والباراغواي للتأكيد ينتظر أن يكمل المنتخب البرازيلي أضلاع المربّع الذهبي ل (كوباأمريكا) من خلال مواجهته لمنتخب الباراغواي في لقاء على الورق يبدو في متناول اللاّعبين البرازيليين. فرغم غياب نيمار بسبب الإيقاف بعد الذي صدر منه خلال مباراة كولومبيا، إلاّ أن عامل المفاجأة يبقى واردا طالما أن مباريات كرة القدم لا تخضع للمنطق. نيمار أكبر الغائبين في مواجهة اليوم اللّعب الجماعي سلاح المنتخب البرازيلي ستواصل البرازيل الاعتماد على سلاح اللّعب الجماعي، فقد شهد دور المجموعات ضربة قوّية للمنتخب البرازيلي وجماهيره بعد إيقاف أبرز لاعبيه نيمار، نجم هجوم برشلونة الإسباني، لأربع مباريات لينتهي مشواره في البطولة عند المباراة الثانية التي انتهت بالهزيمة أمام كولومبيا (صفر-1). وفي غياب نيمار اعتمد المنتخب البرازيلي على التعاون الفعّال بين عدد من المهاجمين ذوي القدرات الأقلّ أمثال روبرتو فيرمينو وفيليبي كوتينيو ودييغو تارديللي وكذلك المخضرم روبينيو، حيث أدرك الفريق أنه لم يعد لديه سوى سلاح اللّعب الجماعي ليحلّ مكان مهارات النّجم الواحد. وسارت الأمور جيّدا بالشكل الكافي للوصول إلى دور الثمانية، ففي أوّل مباراة للمنتخب البرازيلي بعد إيقاف نيمار تغلّبت على فنزويلا (2 - 1) بعدما سجّل تياغو سيلفا وفيرمينو لتتأهّل إلى دور الثاني من صدارة المجموعة الثالثة برصيد ستّ نقاط. يريد تكرار سيناريو 2011 منتخب الباراغواي فنّد كلّ التوقّعات قبل البطولة كانت ترشيحات منتخب الباراغواي ضعيفة لكنه حقّق نتائج جيّدة، حيث تغلّب على جامايكا وتعادل مع الأرجنتين وصيفة بطل العالم والأوروغواي حاملة لقب (كوباأمريكا)، كما أن البرازيل تدرك مدى خطورة لاعبي الباراغواي طوال القامة في الكرات العالية. تمثّلت كبوة منتخب الباراغواي في البطولة في فقدان جهود لاعب خطّ الوسط نيستور أورتيغوزا الذي أصيب في ثالث مباريات الفريق بدور المجموعات ويتوقّع أن يغيب حتى نهاية البطولة، بينما يمكن للفريق الاستفادة من جهود نجمي الهجوم المخضرمين روكي سانتا كروز ونيلسون هايدو فالديز. تطمح الباراغواي إلى تفجير مفاجأة مثل التي حقّقتها قبل أربعة أعوام، لكن دياز حذّر قائلا إن المنتخب البرازيل: (دائما ما يشكّل منافسا قوّيا) بغض النظر عن أسماء اللاّعبين المشاركين. تحمل مباراة اللّيلة أكثر من حافز للمنتخب البرازيلي، حيث أنه في حال تحقيق الفوز لن يثبت فقط استعادة توازنه وبريقه بعد الهزيمة القاسية أمام نظيره الألماني (1 - 7) في الدور قبل النّهائي في مونديال 2014 وإنما سيثبت أيضا أن الفريق أكثر من نجمه الغائب نيمار. كذلك سيضمن المنتخب البرازيلي في حال الفوز على الباراغواي خوض مباراتين أخريين في البطولة (مباراة الدور قبل النّهائي ثمّ خوض النّهائي أو مباراة تحديد المركزين الثالث والرّابع)، وهو ما يسمح لنيمار بالمشاركة منذ بداية التصفيات المؤهّلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في أكتوبر المقبل. مباراة اللّيلة أكثر من حافز للمنتخب البرازيلي روبينيو يعوّض نيمار يبدو المخضرم روبينيو مرشّحا لشغل مكان نيمار الموقوف إلى نهاية البطولة، فيما ينتظر أن تكون هناك العديد من التعديلات الخططية للقضاء على مكامن الخطورة في الباراغواي. وقد يدفع دونغا بالمدافع ديفيد لويز في خطّ الوسط إلى جانب فرناندينيو أمام قلبي الدفاع تياغو سيلفا وجواو ميراندا. فيما وصف ويليان منتخب الباراغواي بالقوي تياغو سيلفا لا يسعى للثأر من الباراغواي يقول تياغو سيلفا، قائد منتخب البرازيل: (الجميع رأى منذ 4 سنوات كيف أقصانا منتخب الباراغواي وتأهّل إلى اللّقاء النّهائي للبطولة ولسنا هنا من أجل الثأر في هذا اللّقاء، لكن الأمر سيحمل معاني أبعد من ذلك). وقال البرازيلي ويليان، لاعب خطّ وسط تشيلسي الإنجليزي: (إنه فريق تنافسي يكافح طول ال 90 دقيقة، أطاح بنا في بطولة 2011، ونتمنّى أن يختلف الوضع هذه المرّة)، وأضاف: (نعرف قدراتنا وندرك أننا بإمكاننا الوصول إلى نهائي كوباأمريكا وبالتالي التتويج باللّقب). درّب لاعبيه على ركلات الترجيح مدرّب الباراغواي لا يخشى البرازيل قال دياز في تصريحات لوسائل الإعلام الباراغوايانية: (الكثيرون توقّعوا عودتنا إلى بلادنا بعد ثلاثة أيّام، لكن هؤلاء اللاّعبين أثبتوا مدى براعتهم في هذه المباريات الصعبة أمام الفِرق الكبيرة، لقد واجهنا الأرجنتين والأوروغواي، ومواجهة البرازيل هي القادمة). تدرّب لاعبو المنتخب الباراغواياني على ركلات الترجيح خلال التدريبات وأمر مدرّب الفريق رامون دياز لاعبيه بالتدرّب على ركلات الترجيح تحسّبا لتكرار سيناريو نسخة 2011، والتي تواجه فيها المنتخبان في ربع النّهائي واحتكما إلى ركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبيا وفازت بها الباراغواي. فرض السرّية على التدريبات دونغا (مدرّب البرازيل): (جاهزون للثأر من الباراغواي) قال دونغا، مدرّب المنتخب البرازيلي، إن فريقه جاهز للثأر من المنتخب الباراغواياني الذي كان قد أزاحه في مثل هذا الدور من البطولة الماضية في الأرجنتين. تأتي تصريحات دونغا في وقت فرض فيه سياجا من السرّية حول تدريبات فريقه استعدادا لمباراة اللّيلة. وتدرّب الفريق البرازيلي في العاصمة سانتياغو دون حضور الجماهير ووسائل الإعلام قبل سفر الفريق إلى مدينة كونسيبسون التي يخوض فيها المباراة. ولم يكشف دونغا عن التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها الفريق مباراة الباراغواي، لكن من المنتظر أن يدفع مجدّدا بنفس التشكيلة التي خاض بها المباراة أمام فنزويلا، والتي فاز فيها الفريق في ختام مبارياته في الدور الأوّل من البطولة، حيث اعتمد في الهجوم على الثنائي روبينيو-فيليب كوتينيو نظرا لاستمرار غياب زميلهما نيمار دا سيلفا بسبب عقوبة الإيقاف التي فرضت عليه مؤخّرا. المواجهة الثانية من الدور ربع النّهائي البيرو تهزم بوليفيا وتبلغ المربّع الذهبي فرض مهاجم البيرو المخضرم باولو غيريرو نفسه نجما لمباراة منتخب بلاده ضد فنزويلا وقاده إلى الفوز (3-1) وبلوغ الدور نصف النّهائي من بطولة (كوباأمريكا). وجاءت أهداف غيريرو الذي يلعب في الدوري البرازيلي في الدقائق ال 20 وال 23 وال 74، أمّا هدف بوليفيا الوحيد فسجّله مارسيلو مارتينز (84 من ركلة جزاء). وتلتقي البيرو في نصف النّهائي مع الشيلي المضيفة التي كانت تغلّبت على الأوروغواي (1-0)، وغالبا ما تطلق على مباريات المنتخبين الجارين لقب (كلاسيكو ديل باسيفيكو)، علما بأن عداوة تاريخية تفرّق بينهما منذ حرب الباسيفيك بين عامي 1879 و1883. كما أن نزاعا طويلا وقع بين الدولتين على الحدود البحرية بينهما. أشاد بآداء لاعبيه مدرّب البيرو سعيد بالفوز وبلوغ المربّع الذهبي قال ريكاردو غاريسا، مدرّب البيرو: (يجب تهنئة جميع اللاّعبين وليس فقط باولو غيريرو أو جيفرسون فارفان، لقد كانت مباراة صعبة، لكنّي أعتقد أننا استحقّينا الفوز)، وأضاف: (يتعيّن علينا الآن تحليل أسلوب لعب الشيلي التي أكّدت أنها أبرز المرشّحين لإحراز اللّقب بعد أن قدّمت عروضا لافتة منذ بداية البطولة). أمّا مدرّب بوليفيا مارويسيو سوريا فقال: (للأسف ارتكبنا الكثير من الأخطاء، خصوصا في الشوط الأوّل، حيث مُنيت شباكنا بهدفين من هجمتين مرتدّتين)، وأضاف: (عزائي الوحيد أننا أثبتنا قدرتنا على مقارعة أيّ منتخب، وهذا أمر إيجابي قبل خوض غمار تصفيات أمريكاالجنوبية المؤهّلة إلى روسيا 2018). مدرّب بوليفيا: (الحكَم سبب الهزيمة) ألقى ماوريسيو سوريا، مدرّب منتخب بوليفيا، باللّوم على التحكيم في خسارة فريقه أمام البيرو (1 - 3) بقوله: (قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة عندما كان منتخب البيرو متقدّما 2 - صفر طالبنا بضربة جزاء بعد التدخّل العنيف للحارس البيروفي، لكن الحكَم الكولومبي ويلمار رولدان أشار إلى استمرار اللّعب). وقال سوريا عقب المباراة: (عندما كنّا في أفضل مستوياتنا تغاضى الحكَم عن احتساب ضربة جزاء مستحقّة لنا في لعبة كان يجب طرد حارس بيرو بسببها)، وأضاف: (بعدها بقليل ارتكبنا خطأ تسبّب في الهدف الثالث في شباكنا، وبعدها لم يكن بإمكاننا فعل أيّ شيء). وبعيدا عن المباراة تحدّث سوريا عن مشكلات كرة القدم في بوليفيا، حيث يرى أن تلك المشكلات تقلّص القدرة على المنافسة بقوّة على المستوى القارّي. وأوضح سوريا: (يجب أن نعمل كثيرا على الجوانب الفنّية والبدنية، ونحتاج إلى بُنى أساسية أفضل وكذلك إلى دعم الدوري المحلّي ليصبح أكثر قوّة).