طالبت محافظة الغابات بولاية البويرة الجهات المعنية بدعمها ماليا والتكفّل بالعجز المسجّل في ميزانية التسيير الذي تعاني منه المديرية بهدف تدعيم الفِرق المتنقّلة بعمّال إضافيين لضمان العمل المستمرّ لدوريات الكشف والتدخّل بما يتماشى وصعوبة تضاريس الولاية. تقول المديرية إن طول فترة الجفاف التي تمتدّ إلى أزيد من 6 أشهر يقابله غطاء نباتي سريع الالتهاب يصعّب من مهمّة التدخّل ومكافحة الحرائق التي اِلتهمت خلال السنوات الممتدّة من 2005 إلى 2014 ما يزيد عن 960 هكتار سنويا أغلبها عبر غابات الأخضرية. وكشفت مصالح الغابات من خلال تقريرها لحرائق سنة 2014 عن تسجيل 196 حريق خلال السنة المنصرمة، ممّا تسبّب في إتلاف أزيد من 370 هكتار، منها 169 هكتار من الغابات، 158 هكتار من الأدغال و46 هكتارا من الأحراش، وهي الحرائق التي تتوزّع عبر الامتداد الغابي للأطلس التلّي انطلاقا من غابات الأخضرية وقاديرية مرورا بحيزر وتكجدة السياحية وصولا إلى بشلول بشرق الولاية، حيث عرف الموسم الأخير تسجيل إتلاف الحرائق لمساحة فاقت 90 هكتارا بالأخضرية، 64 هكتارا بقاديرية و46 هكتارا بحيزر، بالإضافة إلى 40 هكتارا ببشلول شرقا نحو الحدود الجنوب شرقية للولاية. وعن حملة مكافحة حرائق الغابات لهذا الموسم كشفت محافظة الغابات بولاية البويرة عن مخطّط وقائي للحدّ من الحرائق انطلق التحضير له منذ الثلاثي الأوّل من السنة الجارية عبر ثلاثة محاور، يتعلّق الأوّل بالإعلام والتحسيس والثاني بأشغال الوقاية، فيما ركّز المحور الثالث على إحصاء الوسائل المادية والبشرية المسخّرة لمكافحة الحرائق، إلى جانب تنظيم حملة غرس وتوزيع أزيد من 21310 نباتات غابية وتزيينية على مستوى المؤسسات والمرافق العامّة والمواطنين. كما ركّزت مصالح الغابات على ضرورة توعية السكّان المجاورين للغابات وزائريها بخطورة الظاهرة التي استنزفت عشرات الهكتارات من الأشجار الغابية الآيلة للانقراض كالصنوبر الحلبي والفلّين التي تزيّن غابات الولاية وتضمن دوام إخضرارها على مساحة غابية تزيد عن 112,250 هكتار بنسبة 26 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية موزّعة عبر 4 كتل غابية. كما سبق مخطّط مكافحة الغابات لهذا الموسم عدّة أشغال وقائية، حيث تمّ فتح 140 كلم من المسالك وتهيئة 140 مسلك لتسهيل عمليات إخماد الحرائق، تنظيف 446 هكتار من الغابات وصيانة المسالك وتهيئة 50 هكتارا من الخنادق المضادّة لانتشار النيران وإنجاز نقاط مائية تحسّبا لأيّ حريق طارئ، بالإضافة إلى تنصيب 10 أبراج مراقبة لتغطية كافّة الإقليم الغابي بالولاية مدعّمة بوسائل وأجهزة اتّصال لا سلكي وتجنيد 34 عونا غابيا و24 فرقة متنقّلة، منها 14 فرقة موزّعة عبر نقاط حسّاسة لاكتشاف الحرائق وضمان التدخّل الأوّلي المستعجل، إلى جانب 10 فِرق أخرى مدعّمة بسيّارات الإطفاء الخفيفة وشاحنات الإطفاء المتوسّطة، ناهيك عن فِرق التدخّل الخاصّة بالحظيرة الوطنية لجرجرة، وهي الفِرق التي تدعّم بوسائل الحماية المدنية ومختلف اللّجان العملياتية للوقاية والتدخّل والمشاركة في حماية الثروة الغابية للولاية.