بقلم: مغازي البدراوي* صدق من سمّاها (القارّة العجوز)، فقد شاخت أوروبا وباتت مسلوبة الإرادة، وهذا ما أثبته القرار الذي اتخذه مجلس الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الاثنين 22 جوان بتمديد عقوباته الاقتصادية على روسيا لمدّة 6 أشهر أخرى. ما يبعث على الدهشة والسخرية أن سبب التمديد كما جاء على لسان المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي سوزان كيفر أن الاتحاد الأوروبي مدد عقوباته على روسيا حتى تلتزم باتفاقات مينسك حول وقف القتال في شرق أوكرانيا، هذه الاتّفاقات التي بذلت موسكو جهدا كبيرا للتوصل إليها. بينما السلطة الانقلابية في كييف لم تلتزم بها والدليل على ذلك أن القصف مازال مستمرّا على شرق أوكرانيا ويسقط ضحايا يومياً، بينما لا يوجد أي قصف في اتجاه الغرب، فأيّ التزام بالاتّفاقات يطالبون به موسكو أم أن روسيا هي التي تقصف حلفاءها وسكان شرق أوكرانيا الروس؟ السبب الوحيد لتمديد العقوبات على روسيا هو أن واشنطن تريد ذلك وتضغط على الأوروبيين بشدّة، ليس من أجل أوكرانيا، بل من أجل المزيد من زرع الخلافات بين روسيا وأوروبا، لأن واشنطن تخشى تماما أن تسحب روسيا البساط من تحت أقدامها في أوروبا، ولهذا نجدها تدعم السلطة الانقلابية في كييف وتمدّها بالمال والسلاح حتى تزيد من إشعال الحرب في أوكرانيا لتجبر روسيا على الانجرار لها، ثمّ تتّهمها بإشعال الحروب في القارة الأوروبية. الأوروبيون يعلمون جيّدا نوايا وأهداف واشنطن، ومع ذلك يخضعون لها في تمديد العقوبات التي سببت وتسبّب أضرارا كبيرة للدول الأوروبية قبل روسيا فقد تعدت خسائر الأوروبيين من العقوبات، حسب معلومات رسمية، أكثر من مئة مليار أورو، وتسبّبت في ضياع مئات الآلاف من فرص العمل، ومازالت أضرارها تتوالى على دول أوروبا الكبيرة والصغيرة التي حرمت شركاتها من العمل في السوق الروسية. أوروبا العجوز تشكو وتولول من العقوبات ضد روسيا، ثمّ توافق على تمديدها، أمّا روسيا التي لم تضعف ولم تنهر بسبب هذه العقوبات كما كان يتوقّع أوباما، فقد فتحت لها عقوبات الغرب آفاقاً جديدة للتنمية جعلت رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف يوجّه الشكر للأوروبيين على هذه العقوبات.