المفكر والباحث في التصوف محمد بن بريكة "هكذا نتصدى للتطرف والتعصب" دعا المفكر الجزائري والباحث في التصوف محمد بن بريكة سهرة السبت بوهران إلى ضرورة ربط الرسالة العلمية بالأخلاق لمواجهة التطرف والتعصب. وذكر السيد بن بريكة الذي نشط محاضرة في إطار الطبعة العاشرة من سلسلة الدروس المحمدية عنوانها (التصوف مدرسة الخلق المحمدي) أنه (يجب ربط الرسالة العلمية في المنظومة التكوينية بالرسالة الأخلاقية كوسيلة مثلى لمواجهة مدّ التطرف والتعصب الذي يطال الأمة الإسلامية في وقتها الحاضر). وإعتبر بأن تراجع البعد الأخلاقي في الرسالة العلمية للمجتمع لا سيما في منظومته التعليمية (أدى إلى استطاعة بعض المرجعيات الوافدة غرس أفكارها الهدامة في أدمغة الناشئة مما سهل انتشارها في ظل الشبكات العنكبوتية المفتوحة للأنترنت والتغليط الإعلامي والركود الأخلاقي الذي تعيشه الأمة)، مبينا أن (تلقي العلم لا يجب أن يكون دون رسالة أخلاقية مستمدة من مبادئ الأمة في التربية وتكوين الشخصية). (ولتحقيق الربط ما بين الرسالتين كسلاح وقاية ينبغي العودة إلى المنهج المحمدي) -يشير المحاضر- الذي شدد على أهمية (وجود هذا المنهج في الرسالة التعليمية بشكل ملطف من خلال تلقين أدبياته الكبرى فحسب). كما حث على ضرورة (الاهتمام بالأسرة كمؤسسة فاعلة في التنشئة الاجتماعية ووقايتها من التفكك والتشتت) لافتا إلى أن (تحقيق ذلك يعد وسيلة أيضا لتحصين المجتمع من الأفكار والمرجعيات المتطرفة والمتعصبة إلى جانب حماية المؤسسات الدينية على غرار المساجد من هذه الأفكار والمرجعيات). وفي نفس الصدد إعتبر أن مدرسة التصوف هي إحدى منابع المنهج المحمدي التي يحول الاقتداء بمبادئها دون تأثير هذه الأفكار والمرجعيات "الفاسدة" في المجتمع مبرزا أن (الصوفية تأتي لتربي على قيمة الحب والمودة البشرية ولنبذ التباغض والحقد وكل ما يؤجج العداء ما بين الناس). وذكر بن بريكة بمساهمات علماء المتصوفة عبر التاريخ الإسلامي في ترسيخ الخلق المحمدي كمنهاج يصلح به المجتمع وتقوم به الحضارة. وقد ألقيت هذه المحاضرة التي تندرج في إطار اليوم الثالث من سلسلة الدروس المحمدية في دورتها العاشرة والتي تختص بمحور (المنهج المحمدي والأخلاق والقيم) تحت شعار قوله تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم} أمام جمع من العلماء والباحثين في الفقه الإسلامي من مختلف بلدان العالم الإسلامي. للإشارة فإن الدكتور محمد بن بريكة عضو بالأكاديمية العالمية للتصوف وعضو المركز العالمي لحوار الأديان وهو حائز على جائزة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للبحث العلمي وله عدة مؤلفات حول الصوفية.