عبر تسليح وتسهيل مرور المقاتلين بين الحدود هكذا تشعل أمريكا (فتيل) الحرب من العراق إلى سوريا خمسة آلاف مقاتل موال لبارزاني إلى سوريا أفادت مصادر كردية بإقليم كردستان العراق بأن أكثر من خمسة آلاف مسلّح جميعهم من أبناء أُسر اللاّجئين السوريين المقيمين في الإقليم اِلتحقوا بمقاتلين كرد يواجهون تنظيم (داعش) بعدما تلقّوا تدريبات عسكرية في الفترة الماضية وجرى تسليحهم بشكل جيّد. قالت أسبوعية (BAS) التي تصدر باللّغة الكردية في مدينة أربيل في تقرير بعددها الأخير الصادر أمس الثلاثاء إن إقليم كردستان العراق وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والذي يملك مليشيا مسلّحة في شمال وشرق سوريا اتّفقا برعاية أمريكية على انتقال قوّات من أبناء اللاّجئين السوريين في الإقليم إلى سوريا لقتال مسلّحي تنظيم (داعش) وأوضح أن الاتّفاق الذي رعته الولايات المتّحدة يدعّم انتقال 11 فوجا من الجنود الذين أعدّوا كقوّة نظامية منذ أكثر من ثلاث سنوات من العراق إلى الأراضي السورية للمشاركة في القتال الدائر هناك بين القوات الكردية ومسلحي تنظيم (داعش). (PYD) يصنّف على أنه فرع سوري لحزب العمّال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة وهو الذي يتحكّم في المناطق الكردية في سوريا. وبيّن التقرير أن أفراد تلك الأفواج تلقّوا التدريبات العسكرية على أيدي مدرّبين تابعين لحكومة إقليم كردستان العراق كما تمّ تسليحهم أيضا من قبلها وبدأوا بالتوجّه إلى سوريا عبر منفذ حدودي بين العراقوسوريا عند ناحية ربيعة التابعة لمحافظة نينوى بشمال العراق. * خطّة أمريكية داعشية من جهته أكّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن (يكثّف) حملته للتصدّي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا محذّرا من أن المعركة ستستغرق وقتا. وتحدّث أوباما مع الصحفيين بعد لقاء في (البنتاغون) مع كبار القادة العسكريين وأعضاء فريقه للأمن القومي خصّص لبحث جهود التصدّي للتنظيم الجهادي الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراقوسوريا. ونفّذ التحالف الذي تقوده واشطن في الأيّام الأخيرة غارات جوّية غير مسبوقة على الرقّة معقل التنظيم في شمال سوريا ملحقا أضرارا بالبُنى التحتية التي يستخدمها جهاديوه. وأكّد الرئيس الأمريكي: (إننا نكثّف جهودنا ضد قواعد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وستواصل ضرباتنا الجوّية استهداف منشآت النفط والغاز التي تموّل العديد من عملياتهم) وتابع: (إننا نستهدف قيادة الدولة الإسلامية في سوريا وبناها التحتية صميمها الذي يضخّ المال والدعاية إلى أفراد حول العالم) وأشار إلى أن التحالف نفّذ أكثر من خمسة آلاف غارة جوّية في العراقوسوريا مؤكّدا أنها مكّنت من القضاء على (آلاف المقاتلين بينهم قادة كبار في تنظيم الدولة الإسلامية) وأضاف أنه ينبغي بذل جهود إضافية لتدريب القوّات الحكومية ومقاتلي العشائر في العراق والمعارضين السوريين المعتدلين وأعلن عن غارات الائتلاف في الرقة بعد أن بثّ تنظيم الدولة الإسلامية شريط فيديو يظهر مراهقين ينفّذون عملية إعدام ل 25 جنديا سوريا في مدرج أثري في مدينة تدمر السورية. في وقت سابق أفاد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بأن الغارات الأمريكية لا تستهدف بشكل خاص شخصيات معيّنة في التنظيم الجهادي بل ترمي أوّلا إلى دعم تقدّم القوّات الكردية و(الحدّ من حرّية تحرّك تنظيم الدولة الإسلامية). وخلّفت هذه الغارات 30 قتيلا من عناصر التنظيم على الأقل حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتّخذ مقرّا في بريطانيا. وتخوض القوّات الكردية منذ أشهر معارك ضارية ضد التنظيم الإسلامي المتشدّد. وأضاف أوباما: (في السنة المنصرمة شهدنا كيف أنه يمكن صدّ تنظيم الدولة الإسلامية حين يكون هناك شريك فاعل على الأرض) مشيرا خصوصا إلى استعادة مدينة تكريت في العراق نهاية مارس. وبعد عام على سيطرة مقاتلي التنظيم على مساحات كبرى في العراق تواجه الولايات المتّحدة وحلفاؤها صعوبات في ترجيح كفّتهم من خلال غارات عملية (العزم الصلب). وتكلّف العمليات يوميا 9 2 مليون دولار وبلغت كلفة الحملة 2 91 مليار دولار منذ 18 جوان حسب وزارة الدفاع. ومن المقرّر أن يدلي كارتر بشهادة أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء بخصوص هذه الحملة التي تواجه انتقادات جديدة في الكونغرس. وأعلن البنتاغون في الشهر الفائت أنه سيرسل 450 جنديا إضافيا بدور استشاري إلى العراق لمساعدة قوّاته على استعادة السيطرة على مدينة الرمادي (غرب) من المقاتلين