أصبح الكل يتفادى دخول بعض الأحياء أو »الزنيقات« المنتشرة عبر مقاطعات بالعاصمة لاسيما من الجنس اللطيف لما انتشر فيها من انحرافات فاقت كل التصورات على غرار الاعتداءات والسرقات واستهلاك المخدرات وترويجها، وحتى التحرشات الجنسية، ناهيك عن الدعارة التي تتم بطريقة علنية بعد أن شاعت ممارستها عبر بعض النقاط الحمراء وأضحى من يطأها تلحقه النظرات والهمسات من كل جانب، لذلك يتوانى الكثيرون عن دخولها وتفادي شر تلك المقاطعات التي سوّدت الممارسات المنحرفة المنتشرة على مستواها صورتها لدى الجميع إلى حد اجتناب العبور منها لما شاع عنها من انحرافات واعتداءات بلغت أبعادا خطيرة. سيلاستر، بوفريزي، الكاريار، جيوفيل بعين البنيان، بومعطي، الحراش، لابوانت برايس حميدو، المارشي الكبير ومناخ فرنسا، الجزيرة بباب الزوار، قرية زرالدة، باش جراح، السكالة، حديقة صوفيا، غابة الأقواس..... وغيرها من النواحي التي لا يسعنا المجال إلى ذكرها، أضحت بمثابة نقاط للخطر يتفادى الكل التواجد بها لما انتشر فيها من ممارسات واعتداءات خطيرة وسرقات راحت ضحيتها شرائح من مختلف الأعمار، فلم يعد هناك فرق بين الكبير أو الصغير أو بين الأنثى والذكر من طرف تلك الجماعات المافياوية التي اختارت من العنف والاعتداء السبيل المفضل لديها للاسترزاق من أموال السرقة وخطف الحقائب النسوية وسلخ الأقراط من الأذنين، وسرقة المجوهرات والنقود والهواتف النقالة وراديوهات السيارات. وعادة ما يكون الاعتداء ضد الأغراب عن تلك المقاطعات لعدم كشف هويتهم بعد ذلك للأمن، بحيث يتجرأ اللصوص على سؤال من سقط في قبضتهم عن مقر سكناه وهناك من يغيرون المعطيات ويخبرونهم أنهم من سكان تلك الأنحاء من أجل عدم التعرض لهم إلا أنه عادة ما يكتشف المعتدون أنهم يحاولون تمويههم ويتم الاعتداء عليهم. وغالبا ما يختار هؤلاء اللصوص المقاطعات الموحشة والخالية من الحركة والتي يتفاداها من هم على اطلاع بالاعتداءات المنتشرة على مستواها ويقع في شباك هؤلاء من يجهلون الأمر. بحي »سيلا ستر« التابع لمقاطعة بوزريعة اختار مجموعة من الشباب المنحرفين طريقا آخر للاعتداء بعد ركن كمية من الأحجار، والتي يتوجَّب على السيارات العبور بمحاذاتها بكل تمهُّل وحذر، مما يعطي الفرصة لهؤلاء للتقرب من صاحب السيارة والاعتداء عليه وسرقة ممتلكاته والفرار بعدها في لمح البصر. أما بالسكالة بالأبيار فتوجد حديقة خالية يرعب منها الجميع ويتفاداها أبناء المنطقة ويقع في شباكها الأغراب، بعد أن يهتدوا إلى ذلك المعبر بغرض تقصير المشوار إلا أنهم يتفاجئون بتلك الاعتداءات التي تحدث بصفة روتينية، منها وقوع أحدهم كضحية لاعتداء بعد أن باغتته جماعة من أبناء حي السكالة، وخادعوه بأن طلبوا منه أن يمنحهم سيجارته بغرض الإشعال إلا أنهم بعد ذلك سألوه عن مقر سكناه فأخبرهم أنه يقطن بالأبيار على خلاف الحقيقة كونه يسكن بمقاطعة شوفالي إلا أنه لم يسلم من الاعتداء وسرقت ممتلكاته ليفر اللصوص بعد ذلك. حي الجزيرة بباب الزوار يعدُّ من بين النقاط التي شوهت صورة تلك المقاطعة الإستراتيجية التي تشمل العديد من الأقطاب الرسمية الهامة، خاصة لما يعرف عن البيوت القصديرية المحيطة بالحي من انحراف وانتشار للعنف بكل أنواعه، كما أنه يعد من بين أوكار الدعارة المعروفة في العاصمة والتي تستقطب العديد من اللاهثين وراء إشباع الشهوات بطرق غير مشروعة. بعض الأسواق الشعبية التي تستقطب العديد من المواطنين بالنظر إلى الأسعار المعقولة المنتشرة عبرها هي الأخرى شكلت ملاذا لبعض المنحرفين على غرار سوق باش جراح، سوقي بومعطي ودي 15 بالحراش، بحيث بعد أن يلجها المتسوقون بغرض التبضع والتجوال عبرها، ينغص هدوءهم بعض المعتدين الذين يزرعون في قلوبهم الفزع والخوف، الأمر الذي حرم البعض من دخول تلك الأسواق لاسيما النسوة اللواتي يبتعدن عن المغامرة بحياتهن وممتلكاتهن على الرغم من هوسهن وحبهن للتسوق. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المتخذة لتأمين المناطق الحيوية وإحباط كل تلك المحاولات، إلا أن خداع اللصوص ومكرهم فاق كل تلك التدابير بعد أن انتهجوا كل السبل للاعتداء على المواطنين، وأصبحت بعض النواحي من المناطق محرمة عليهم وإن حدث وأن وطئها البعض فبكثير من الحيطة والحذر.