الذكرى ال56 لمعركة جبل قديل بأولاد تبان في سطيف عندما شارك الحلف الأطلسي في قتل عشرات الجزائريين تمر هذه الأيام الذكرى السادسة والخمسون لمعركة جبل قديل الشهيرة ببلدية أولاد تبان جنوب غرب ولاية سطيف مرور الكرام دون أن تولي لها السلطات المحلية أدنى اهتمام على الرغم من أهميتها التاريخية الكبرى. المعركة وقعت بجبل قديل الذي يعتبر من أهم قلاع ثورة التحرير نظرا لموقعه الاستراتيجي حيث يربط سلسلة جبال بوطالب مع جبال الأوراس من الجهة الشرقية ويربط جبال البيبان وجرجرة من الجهة الغربية فهو طريق لقوافل المجاهدين من الولاية الثالثة والرابعة لتونس لجلب السلاح. وعن أسباب المعركة يروي باحثون في التاريخ أنه وردت معلومة تشير أن العدو يريد القيام بعملية تمشيط لمنطقة أولاد تبان بمشاركة الحلف الأطلسي وذلك بعد ترحيل سكانها إلى محتشد بازر سكرة بدائرة العلمة في شهر جوان 1958 ومن حسن الحظ كانت عدة كتائب متواجدة بالمنطقة هي كتيبة بقيادة الشهيد علي حملة تابعة للناحية الرابعة من المنطقة الأولى والولاية الأولى كتيبة بقيادة أحمد علاوة تابعة للناحية الثالثة للمنطقة الأولى بالولاية الأولى كتيبة بقيادة الضابط الأول الطاهر عمروش تابعة للولاية الثالثة ودورية للولاية الرابعة بقيادة الضابط الأول سي محمد كانت في مهمة لجلب الأسلحة من الحدود الشرقية وكان عدد المجاهدين 150 وكلمة السر هي الاستشهاد بينما ورد في مصادر أخرى اسم قائد آخر يسمى محمد الحوراني ولم يتسن لنا التأكد إن كان هو نفسه الضابط الأول سي محمد أو أنه قائد آخر. وكانت الكتائب الأربع قد تموقعت جيدا في جبل قديل منتظرة وصول جيش العدو هذا الأخير بدأ بالنزول بتاريخ 07 جويلية 1959 بسلسلة جبال الحضنة المحاذية وفي صباح يوم 09 جويلية زحفت فيالق الجيش الفرنسي والحلف الأطلسي نحو مواقع جيش التحرير مدعمة بالطائرات المروحية التي كانت تقوم بإنزال قواتها في المرتفعات لإحكام الحصار أما القوات البرية الأخرى فكانت تزحف من عدة جهات واندلعت المعركة بمنطقة جنان بلصفر بدوار لبعاطيش وامتدت إلى واد بونصرون ودامت ثلاثة أيام كاملة بلياليها وكان عدد القوات الاستعمارية يقدر بحوالي 1200 فرد وتم إسقاط طائرتين وثلاث حوامات وقتل أكثر من 300 جندي فرنسي مما دفع بالجيش الفرنسي لاستعمال قنابل النابالم المحرقة التي أدت لنشوب حرائق كبيرة بجبل قديل واستشهاد كل أفراد جيش التحرير المقدر عددهم ب150 شهيد حسب الباحث في تاريخ المنطقة ننو رشيد بن السعيد في حين تشير روايات أخرى إلى استشهاد 150 شهيد وجرح 20 جنديا وأسر البعض الآخر وإسقاط طائرتين وحوامتين.