هاجمت (الجزيرة).. واتّهمتهما بإراقة دماء العرب (الأهرام) تهاجم والد ووالدة أمير قطر ش. ح اتّهمت صحيفة (الأهرام) المصرية الموالية لرئيس الانقلاب عبد الفتّاح السيسي والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الشيخة (موزة بنت ناصر المسند) بدعم الإرهاب في المنطقة وحمّلتها وزوجها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مسؤولية الدماء التي تسيل في الشارع العربي. خصّصت (الأهرام) افتتاحيتها في عددها الصادر أمس الاثنين تحت عنوان (اعترافات الشيخة موزة والإرهاب) للتعليق على حوار الشيخة موزة مع صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية. وقالت الصحيفة: (لا أحد الآن يمكنه أن يلوم مصر في اتّهامها دولة قطر بالوقوف وراء ما تمرّ به البلاد من إرهاب وها هي الشيخة موزة والدة الشيخ تميم أمير قطر تكشف في حوار لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أنها أيّدت وبشدّة جهود زوجها وحاكم قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدعم الإسلاميين خلال اندلاع ثورات الربيع العربي خصوصا مصر). وقالت الأهرام: (تأتي اعترافات الشيخة موزة لتقدّم الدليل لكلّ الذين رفضوا أن يصدّقوا أن قطر متورّطة وللآخرين الذين كانوا ولا يزالون يرفضون بعناد أن يتقبّلوا أن دولة صغيرة مثل قطر بإمكانها إلحاق الأذى ببلدان العالم العربي وفي مقدّمتهم مصر إلاّ أن الشكوى من أفعال قطر الخطيرة تكرّرت ليس فقط من مصر بل ومن بلدان أخرى مثل ليبيا وتونس وسوريا وغيرها من الدول) حسب (الأهرام). وأبدت الصحيفة دهشتها من أن (السيّدة القوية في أروقة الحكم القطرية تصرّ على الانزعاج من الانتقادات الموجّهة لبلادها) كما قالت. وتساءلت الصحيفة: (هل يجب على الآخرين أن يصفّقوا لقطر وهي تقدّم الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي للجماعات الإرهابية؟ وهل يجب على مصر أن تهلّل للتحريض الإعلامي السافر والتبرير الدائم لأعمال العنف والإرهاب؟). وأضافت (الأهرام): (من سخريات الأمور أن تخرج قناة الجزيرة البوق الإعلامي للإرهاب والإرهابيين لتنتقد الإفراط في القوة ضد الإرهابيين من تنظيم داعش). وأشارت الصحيفة إلى أنه (في الوقت الذي كشفت فيه وثائق ويكيليكس السرّية عن جهود دبلوماسية للشيخة موزة واستعانتها بزوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فإنها لا تحترم عقول القرّاء وتدّعي البراءة بتأكيدها أنها لم تكن لها كلمة في السياسة التي كان يقرّها زوجها الشيخ حمد). ووصفت (الأهرام) ذلك بأنه (مجرّد أكذوبة أخرى من أكاذيب النّظام القطري الذي ما زال يدّعي أنه لم يتورّط في أعمال فساد للفوز بتنظيم كأس العالم) حسب الصحيفة. واستطردت (الأهرام): (يبقى في النّهاية الاعتراف الأخير للشيخة موزة بشأن أفعال قطر وعبثها في الشؤون الداخلية للدول العربية فقد أعربت عن استيائها من الحال الذي أصبح عليه الشارع العربي). وخلصت افتتاحية (الأهرام) -غير المسبوقة في الإساءة إلى دولة قطر وفق مراقبين- إلى أن (موزة وزوجها حمد عليهما أن يدركا أنهما يتحمّلان مسؤولية الدماء التي سالت وما تزال تسيل في الشارع العربي). وعلى الرغم من هجوم الأهرام على قناة (الجزيرة) ووصفها لها بأنها (البوق الإعلامي للإرهاب والإرهابيين) إلاّ أنها خصّصت مانشيتها الاثنين للحوار الذي أجرته القناة مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ونشرته مع تنويه واضح بالقناة إذ جاء العنوان كالتالي: (لا سلام في المنطقة دون مصر.. رئيس وزراء إيطاليا للجزيرة: السيسي زعيم كبير والوحيد القادر على إنقاذ بلاده). وتمرّ العلاقات المصرية-القطرية من وقت إلى آخر بشدّ وجذب وفي خطوة تؤكّد غلق كلّ محاولات إعادة السفير المصري مرّة أخرى إلى الدوحة أصدر وزير الخارجية سامح شكري قرارا قبل أيّام بنقل سفير مصر في قطر محمد مرسي عوض الذي تمّ استدعاؤه إلى القاهرة قبل عام لمنصب قنصل مصر العام في مدينة مومباي في الهند. وكانت وسائل الإعلام المصرية صعّدت من نبرتها في شهر فيفري الماضي في مهاجمة قطر بعد حادث ذبح 21 مسيحيا مصريا بيد تنظيم الدولة ووجّهت الدعوات علنا إلى ضرب قطر جوّا باعتبارها سبب المشكلات الحاصلة في الدول العربية والداعم الرئيس لتنظيم الدولة. ودعا عدد من الإعلاميين المصريين المقرّبين من السيسي إلى ضرب قطر وقطع العلاقات السياسية معها بل ومحاكمة أميرها ووجّه بعضهم السباب لها بألفاظ فاحشة وطالبوا بطرد سفيرها من القاهرة فيما استضاف عدد منهم أشخاصا مناوئين لقطر تحدّثوا عن مؤامرة قطرية على مصر انطلاقا من ليبيا تزامنا مع الغارات الجوّية التي شنّتها الطائرات المصرية على مدينتي سرت ودرنة الليبيتين. وكان السيسي حذّر في أوت الماضي ممّا وصفه ب (مؤامرات دولتي قطر وتركيا للنيل من استقرار مصر) من خلال بثّ قنوات فضائية ومواقع إخبارية على حدّ قوله.