الأمير والشيخة قد ينتقلان للعيش في بريطانيا يعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة تنحيه عن كرسي الحكم، اليوم، وتسليم السلطة لولي العهد الأمير تميم، ابنه من زوجته الشيخة موزة، حسبما ذكرته قناة الجزيرة القطرية أمس. أرجعت مصادر إعلامية سبب قرار أمير قطر التنازل عن عرش الولاية إلى رغبته في تشبيب الدولة، خاصة وأن قطر تعد من أكبر الدول العربية دعما لثورات الربيع العربي، آخرها “الثورة” في سوريا، فيما يرجعها آخرون إلى “مرض الأمير حمد بن ثاني (61 سنة) بالكليتين ترغمه على التقليل من نشاطه، لكنها لا تؤثر في قدراته على قيادة البلاد”. وكان أمير قطر أعلن أمام عدد من الدبلوماسيين التقى بهم في الآونة الأخيرة عن رغبته في نقل السلطة إلى نجله. وقال أحد هؤلاء إن الشيخ حمد “يرغب عبر القيام بذلك في تسجيل سابقة في العالم العربي”، في حين تدعم بلاده الانتفاضات في وجه الحكام المتسلطين الذين يبقون في مناصبهم لعدة عقود. كما اعتبر الدبلوماسيون أن القرار قد يكون مرتبطا ب«التطورات في المنطقة”، حيث تصطدم سياسة قطر بالسياسة الأمريكية غير القاطعة تجاه سورية، أكثر مما هو مرتبط بالحالة الصحية للأمير. ومن المنتظر، حسب مصادر إعلامية، أن يعلن اليوم الثلاثاء يوم عطلة في قطر لمبايعة الأمير الجديد الذي سيلقي خطابا بالمناسبة بحضور أهل الحل والعقد في قطر، وسيعلن يوم الأربعاء عن تشكيل وزاري جديد يترأسه الشيخ تميم بنفسه، وسيتولى وزارة الخارجية خالد بن محمد العطية خلفا للرجل القوي في الدولة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. مصادر قطرية تروي ل”الخبر” قصة الاستقالة تقول مصادر قطرية بأن الإمارة القطرية مقبلة على تغييرات جذرية، قررها أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، منذ مدة ليست بالوجيزة، بسبب إصابته بمرض الفشل الكلوي. وتضيف نفس المصادر ل”الخبر” أن هذه التغييرات تأتي في سياق تحولات تعرفها قطر منذ قرابة العامين، عندما كشف عن مرض الشيخ حمد، مشيرة إلى أن ابنه الشيخ تميم سوف يتولى قيادة التغييرات التي قد تبدأ بتنحية رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي كان يعتبر إلى غاية يوم أمس الرجل القوي في هذه الإمارة الصغيرة والغنية. وفي نفس السياق، تصف المصادر التغييرات المرتقبة بأنها ستكون الأعمق في تاريخ قطر، نافية ما يتردد حول وجود ضغوط أمريكية على الشيخ حمد من أجل التنحي بسبب سوء تقدير خطر الجماعات المسلحة في دول ما يسمى بالربيع العربي. وتكشف مصادرنا أن الشيخ حمد اختار اقصر الطرق للرحيل عن عرش إمارته، الذي جلس عليه بعد تنحيته لوالد الشيخ خليفة آل ثاني، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، في انقلاب وصف بالأبيض، على خلفية ولائه الكبير للمملكة العربية السعودية. وتروي المصادر أن الشيخ حمد لجأ إلى خدمات صحفي بريطاني، التقى به حول مأدبة غداء بأحد قصوره بالدوحة، قبل أشهر قليلة، وأسر له بأنه ينوي القيام بتغييرات عميقة في بلاده، تبدأ برحيله عن الحكم والتنازل عنه لصالح ولي عهده الشيخ تميم. وسواء بإيعاز منه أو بدونه، انتشر النبأ بسرعة البرق عبر أرجاء المعمورة، بمجرد نشره في وسائل إعلام بريطانية، سارعت إلى إبداء مخاوف من ميولات الأمير الجديد الإسلامية، خاصة وأن الشيخ تميم يحسب على المتعاطفين مع فكر جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وترجح وسائل إعلام بريطانية أن ينتقل الشيخ حمد وزوجته الشيخة موزة بنت المسند للإقامة في بريطانيا، فيما تتحدث نفس المصادر عن اختيار رئيس وزراء ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم نيويورك عنوان إقامته الجديد. وقد تولى الشيخ حمد بن خليفة مقاليد الحكم في دولة قطر في 27 جوان 1995 في انقلاب أبيض على والده، وساهمت السياسة التي انتهجها منذ توليه الحكم في تغيير معالم دولة قطر، التي تحولت إلى دولة عصرية، ودخل الفرد لديها هو الأكبر عربيا. كما أن إنشاء قناة الجزيرة التي تبث من الدوحة زاد في شهرة ونفوذ قطر في العالم، ناهيك عن الجانب الاقتصادي والعمراني، حيث تعد قطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، والخطوط الجوية القطرية فازت بجائزة أفضل خطوط جوية في العالم في 2012، كما فازت قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ولعب أمير قطر أدوارا هامة محليا وإقليميا ودوليا على المستويين الاقتصادي والسياسي. وتجدر الإشارة إلى أن الأمير حمد بن خليفة متزوج من ثلاث نساء، الشيخة مريم والشيخة موزة والشيخة نورة، وله سبعة أولاد، أكبرهم من زوجته مريم ويدعى فهد بن حمد بن خليفة آل ثاني المعروف بورعه وزهده وعدم حبه للظهور، وكان ضابطا، وعمل منذ أعوام بالمجال الدعوي. أما ابنه الثاني فهو الشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني، من زوجته الشيخة موزة كان ولي عهد قطر منذ عام 1996 إلى عام 2003، حيث تنازل لولاية العهد لشقيقه تميم، الذي يأتي بعده الشيخ جوعان (29 سنة) ثم محمد من زوجته الشيخة موزة، وعبد الله وخالد من زوجته نورة، وآخر أبنائه القعقاع من زوجته موزة.