تجارة رائجة قبيل العيد مال العديد من الشبان في هذه الآونة إلى عرض ألعاب الأطفال وكانوا قد بدأوا هذه التجارة منذ أيام لغرض الربح بحيث هجروا طاولات الديول والمطلوع وعرضوا ألعاب الأطفال التي تعرف رواجا واسعا قبل العيد ويبلغ الإقبال ذروته في أيام العيد فمن المسدسات إلى الأقنعة الى الدمى وغيرها من المقتنيات التي تجذب الأطفال إليها عبر الأزقة والشوارع بحيث انتشر هؤلاء الباعة في أزقة كبرى على غرار باب الوادي ساحة الشهداء وغيرها من النواحي. نسيمة خباجة لا يمكن تخيل اجتياز العيد دون اصطفاف العشرات من تلك الطاولات كظاهرة اجتماعية عهدنا عليها لكن بالرغم من ميزتها الخاصة هذا لا ينفي حملها للعديد من السلبيات ولا نخص بالذكر الألعاب العادية كالدمى والبالونات المنتفخة بل بعض الألعاب الخطيرة على الأطفال كالمسدسات الملحقة بحبيبات من البلاستيك والتي يستعملها الأطفال في ملء تلك المسدسات وإطلاقها من بعيد بصوب أقرانهم مما قد يسبب لهم عاهات مستديمة لاسيما على مستوى العيون وهو ما تشهده المستشفيات في كل سنة. إقبال كبير من طرف الأطفال تجولنا ببعض الطاولات عبر شوارع عديدة في العاصمة فوجدنا إقبالا كبيرا من طرف الأطفال لاسيما في الفترات الليلية التي تتزامن وتنقل العائلات في السهرة الرمضانية فالتوقف أمام طاولة الألعاب أمر مفروغ منه ليختار الطفل لعبة خطفت أنظاره من بعيد التقينا بإحدى العائلات على مستوى طاولة بباب الوادي بحيث كانت الأم تهم باقتناء مسدس لابنها وطلبت من البائع تسليم تلك الحبيبات البلاستيكة التي تستعمل كطلقات فسلمها علبة تحوي الكثير منها بالنظر إلى استعمالها الواسع من طرف الأطفال تحدثنا إليها وسألناها إن كانت تعلم بخطورة ما تقتنيه لطفلها ليس عليه فقط بل الخطر يزحف إلى غيره من الأطفال فقالت إنها تشتري له في كل سنة مسدسا لكن لم تقف على تلك الحوادث بحيث تنصح ابنها باللعب بالمسدس في حدود المعقول وتحت رقابتها. أقنعة مخيفة تشجع على العنف ما رأيناه أثناء جولتنا هو الانتشار الكبير لبعض الأقنعة البلاستيكية المخيفة التي يحبذها الأطفال بكثرة في العيد وهي وإن كانت لعبة بسيطة إلا أنها تحمل أبعادا خطيرة في زرع بذرة العنف والتخويف في الأطفال والغريب في الأمر أن كل الأطفال انجذبوا إلى تلك الأقنعة التي لم تخفهم بل خطفت انتباههم في زمن الرعب والعنف وهم في ذلك السن ولعل أن كل ما يدور من حولهم من عالم مليء بالعنف والدماء ولّد فيهم تلك الرغبة رغم صغرهم. التقينا بوليد في سن العاشرة حمل قناعا مخيفا وأخفى به وجهه سألناه لماذا اختار تلك اللعبة فرد أنه شاهد اللعبة عند ابن الجار فطلب من أمه اقتنائها له فكان له ذلك وعن كيفية اللعب بها قال إنه سيستمتع بها خلال السهرات الرمضانية في إخافة أصدقائه بعدها يخبئها ليوم العيد من أجل التقاط صور بها بملابس العيد فأخبرناه أن وجهه أجمل من ذلك القناع البشع والمخيف فما كان عليه إلا إطلاق ابتسامة وودعناه بعد ذلك.
حوادث مؤلمة تعكّر فرحة العيد على الرغم من استسهال البعض للأمر إلا أن تلك الألعاب أدت في الكثير من المرات إلى حوادث أليمة عكرت فرحة العيد فإلى جانب أنها ألعاب غير صحية وتؤدي إلى زرع الرعب والخوف فإنها أيضا تؤدي إلى حوادث أليمة تمس فئة الأطفال بسبب سوء استعمال بعض الألعاب على غرار المسدسات واستعمال تلك الحبوب البلاستيكية التي تخترق العيون وتؤدي إلى كوارث ومصائب وهو ما كانت المستشفيات شاهدة عليه قي السنوات الماضية إلا أن السيناريو نفسه يتكرر في كل سنة دون أدنى رقابة. ما أكده بائع مختص في بيع الألعاب بمحل نظامي إذ قال أن أصحاب الطاولات عادة ما يغيّبون معايير الشروط الصحية في عرض منتجاتهم ويقتنون ألعابا بخسة يكون منشأها الصين في العادة ويروجونها بين الأطفال مما يؤدي إلى المخاطرة بصحتهم ففي العادة ما تكون المادة المستعملة في صنع اللعبة غير صحية مما يؤدي إلى المخاطرة بجلد الأطفال هذا وناهيك عن طريقة استعمال بعض اللعب التي قد تؤدي إلى مخلفات سلبية على الطفل وعلى غيره من الأطفال لذلك فالحذر هو جد مطلوب وما على الأولياء إلا انتقاء الجيد من السيء والابتعاد عن بعض الأنواع الخطيرة من الألعاب.