انتشرت مؤخرا وبوتيرة سريعة الأغذية مخففة السكر والدهون أو "اللايت" كما يطلق عليها الجميع وهي مخصصة لمرضى السكري وكذا مرضى الكولسترول، إلا أن الإقبال عليها يبقى محتشما بالنظر إلى نقص الثقافة الصحية للبعض إضافة إلى أسعارها التي بلغت الأسقف في المتاجر والمحلات والتي لا تتوافق مع محدودية دخل المرضى والميزانية الكبيرة التي يتطلبها الدواء. على الرغم من ظهورها منذ سنوات إلا أن هناك الكثيرون ممن لا يبالون بها وما زاد من ابتعادهم عنها هي الأسعار الباهظة التي تتداول بها، وكذا الخطورة التي تشكلها تلك المواد في حالة الإفراط في استهلاكها خاصة وأنها مخففة السكر والدهون بنسب كبيرة، ومن شان الإفراط في استهلاكها أن ينقلب بالعكس على مستهلكيها، إلا أن ثقافة استهلاك تلك المواد هي غائبة نوعا ما عن الجزائريين ويفضل الأغلبية الخضوع إلى حمية طبيعية بدل استعمال تلك المواد بالنظر إلى عدم تأقلمهم معها. وما زاد من بلة الطين هي أسعارها المرتفعة جدا والتي تفوق القدرة الشرائية للكثيرين ذلك ما يظهر في المتاجر على غرار السكر من نوع اللايت الذي يعادل ثمن 400 غرام منه 200 دينار، وكذا بعض أنواع الأغذية الأخرى من نوع اللايت والتي تخصصت شركات في إنتاجها على غرار القاطو والبسكويت الخاص بمرضى السكري، والمشروبات والعصائر المخففة السكر...، إلا أننا نجد أن اغلب الجزائريين يبتعدون عن تلك المواد وما أبعدهم عنها هو نقص جعبتهم المعلوماتية حول تلك المواد ضف إلى ذلك أسعارها الخيالية التي لا يقوى على استيفائها الكثيرون. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول استعمال تلك الأغذية التي شاع عنها أنها أغذية صحية من دون التطرق إلى مقاييس وشروط استهلاكها التي يجهلها الكثيرون. قالت السيدة مروة أنها على الرغم من إصابتها بمرض السكري إلا أنها لا تلجأ إلى استعمال تلك المواد اللايت التي ظهرت في السنوات الأخيرة وتنوعت بين العصائر والبسكويت وحتى السكر، وأضافت أنها تفضل اللجوء إلى حمية طبيعية بدل استعمال تلك المواد خاصة وأنها تجهل طريقة استعمالها ضف إلى ذلك أسعارها الباهظة على مستوى المتاجر، والتي لا تتوافق مع القدرة الشرائية للكثيرين لذلك عمدت محدثتنا على حمية طبيعية تخلصها من عدة عوائق على غرار مخاطر الاستهلاك السلبي وكذا الميزانية الباهظة لتلك المواد. أما السيدة وردة فقالت أنها كانت تعتمد عليها كثيرا إلى درجة أنها أثرت عليها سلبا فنصحها الطبيب بعقلنة استهلاك تلك المواد، إلا أنها قررت عدم استعمالها نهائيا والاعتماد على الحمية الطبيعية بإنقاص السكر والملح في الأطعمة ومداومة الدواء. تقربنا من صيدلي على مستوى العاصمة والذي كان يعرض مجموعة من أغذية اللايت فقال أن الإقبال على مواد اللايت هو نسبي من طرف الزبائن، بالنظر إلى جهل الكثيرين لطريقة الاستهلاك مما ينقلب بالسلب على صحتهم ضف إلى ذلك الغلاء الذي تشهده الأسعار،ويرى مختصون في الصحة أن اللجوء إلى منتجات اللايت واستهلاكها بطريقة غير عقلانية قد يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تبدأ بصداع بسيط وزيادة الوزن وربما مضاعفة الإصابة بمرض السكر لذلك وجب التدقيق وعدم الإفراط في استهلاكها بطريقة قد تنقلب سلبا على المرضى .