احذر هدر الوقت.. مساهمة: الشيخ جلول قسول مع بداية الإجازة الصيفية لأبنائنا الدارسين في مراحلهم المختلفة وبعد انتهاء امتحانات شهادة البكالوريا وامتحانات المتوسط والإبتدائي وبعد انتهاء الدراسات في مختلف التخصصات حتى عند الفلاحين وجني ثمارهم وعلى مستوى الجنسين يفكر كل منهم في كيفية قضاء إجازته التي ينتظرها من عام لآخر ويتفاوت التفكير لدى كل منهم تجاه هذا الشأن فهذا يفكر في الالتحاق بزيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم وذاك يرغب في الاشتراك مع الكشافة وثالث يخطط لعمل نافع له ولمجتمعه وأغلب الجزائريين كذلك بحيث يقومون في عطلهم بصيانة منازلهم وأشجارهم في البادية من أجل هذا كان لابد أن يكون للوالدين دور أساسي في توجيه الأبناء نحو الاستفادة من هذه الأوقات حتى لا تمر من دون فائدة أو تذهب سدى أو تذهب سدى في ما لا طائل من ورائه ويمكن أن يكون ذلك من خلال أن يغرس الوالدان في أبنائهم أهمية المحافظة على الوقت لأنه عمر الإنسان وحياته والشاعر يقول: دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثوان وإذا ما فطن الأبناء لأهمية الوقت فإنهم لن يضيعوه هباءً أو يقضونه في غير منفعة والفراغ نعمة من نعم اللّه أسبغها على كثير من خلقه ففي الحديث الصحيح نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها فراغك قبل شغلك وبعد انتهاء العام الدراسي بما فيه من مذاكرة وتحصيل وسهر وتعب امتحان يجلس الوالدان مع أبنائهم للتشاور في كيفية استثمار الوقت الطويل لتلك العطلة لأنه إذا لم يحدث ذلك فإن الأبناء قد ينحرفون عن جادة الصواب بسبب رفاق السوء أو بسبب اتباع الهوى. والأنشطة النافعة كثيرة فقد يرشد الوالدان أبناءهم إلى ممارسة نوع ما من الرياضة شرط أن تعود بالنفع على أبدانهم وعقولهم بعيداً عن الرياضات التي تضر من يمارسها أكثر ما تنفعه كذلك لابد من التنبيه إلى البعد عن المقامرة والميسر وكل أشكال المحرمات التي قد ترتبط بممارسة الرياضة في كثير من الأحيان وبعض الأبناء تكون لديهم الرغبة في التنزه والاستجمام وهذا ليس ممنوعاً بل واجبا لمعرفة وطنهم ومدى شساعة سهوله وجباله كجبال جرجرة والونشريس والهقار وارتباطهم بأرضهم وعرضهم وامتدادهم التاريخي وتراثهم المجيد فكلها آيات تدل على الوحدة الوطنية والمواطنة وربط هذه الأجيال بترابها وتراثها وتعلم كيفية التعاون وآداب السياحة والتنزه والمعاملة الحسنة. _ ولا بأس بالترويح المشروع فقد ثبت في كتب الصحاح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -مارس أنواعاً عدة من الرياضات منها العدو (الجري) والمصارعة التي لا تضر بالخصم والسباحة وعدم الاتكال على الغير أما أفضل استثمار لأوقات الفراغ فهو حفظ القرآن الكريم وإن كان هذا لابد منه طوال العام بل طوال حياة المرء المسلم إلا أنه أكد في أوقات الفراغ ولابد أن ينبه الوالدان أبناءهم إلى أن حفظ القرآن الكريم ينقي الذهن ويقوى الذاكرة ويزيد الإيمان ويبعد الإنسان عن الشيطان ومكره وقبل كل ذلك يكون دليلاً على رضا الله - تعالى - وبجانب القرآن الكريم يدرس سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبة الأبرار وكذا سيرة السلف الصالح - رضوان الله عليهم- كي يتعلم منها ما يصلح حياته وينفعه بعد مماته ولدراسة تلك السير فضائل جمة يتدرب على فعلها الأبناء ليشبوا صالحين متبعين والدعاء والاستغفار وحفظ الأناشيد الوطنية مثل قسما وبعض الإسعافات الأولية وتعريفهم بمخاطر الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها من الآفات تعليمهم دروسا في الوقاية من حوادث المرور تعليمهم خطر إشعال النار وكيفية إطفائها ولابد أن ينبه الوالدان أبناءهم إلى أن حفظ القرآن الكريم ينقي الذهن ويقوى الذاكرة ويزيد الإيمان ويبعد الإنسان عن ِ الشيطان ومكره وقبل كل ذلك يكون دليلاً على رضا الله - تعالى - وبجانب القرآن الكريم يدرس سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبة الأبرار وكذا سيرة السلف الصالح - رضوان الله عليهم- كي يتعلم منها ما يصلح حياته وينفعه بعد مماته ولدراسة تلك السير فضائل جمة يتدرب على فعلها الأبناء ليشبوا صالحين متبعين. إن أوجه المنفعة كثيرة من أجل قضاء إجازة نافعة وعطلة مثمرة بعيداً عن القيل والقال وإضاعة المال وبعيداً عن كل ما يغضب اللّه - تعالى - ويعود بالضرر على صاحبه. فلينتبه الوالدان إلى ذلك جيداً ولا يتركوا لأبنائهم الحبل على الغارب بحجة أنها عطلة أو إجازة حتى لا ينحرف الأبناء ويفاجأ الآباء بما لا تحمد عقباه.