السؤال: رجل عازم على أخذ إجازة يرتاح فيه من متاعب العمل، لكنه كان في وقت الشغل مقصرا في بعض الواجبات الاجتماعية كزيارة والديه وقرابته، بماذا تنصحونه قبل أن يشرع في البرمجة والتخطيط لكيفية قضاء إجازته؟الجواب: مِنْ أحبّ ما أُنفقت فيها الأيام والليالي بر الوالدين، فإن المسلم يحرص في هذه العطلة على السفر للوالدين وزيارة الوالدين وإدخال السرور على الوالدين قال: يا رسول الله؛ أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحيّة أمك؟) قال: نعم. قال: (أتريد الجنة؟) قال: نعم. قال: (الزم رجلها؛ فإنَّ الجنة ثَمَ). يسافر الإنسان إلى والديه ويدخل السرور إليهما ويقضي حوائجهما ويستغل هذه الفترة من الفراغ في القرب من الوالدين؛ وإذا كان الوالدان في مدينة الإنسان نفسها فإنه يحرص أثناء العطلة على أنه لا يعلم حاجة لوالديه إلا فقضاها، ولا يعلم شيئاً يدخل السرور على والديه إلا فعله، وتقدم بر الوالدين بعد أوامر الله، وما أمرك الله من الواجبات والفرائض لا تقدم على بر الوالدين شيئاً، وتحرص على القرب منهما، ولو فاتك الأصحاب والأحباب، ولو فاتتك الزيارات والسفرات، تحرص على إرضاء الآباء والأمهات، فذلك خير لك في الدين والدنيا وفي الممات، فما بر عبد والديه إلا أسعده الله ببره.وخير ما تنفق فيه هذه العطلة زيارة القرابات من الأعمام والعمات والأخوال والخالات، واعلم أن إذ تخرج إلى قرابتك يُنسأ لك في أثرك ويبسط لك في رزقك ويزاد لك في عمرك، وتنال مرضاة الله؛ هي الرحم من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله، ويا لها من سَفْرة طيبة كريمة حينما تخرج من بيتك وأنت تريد أن تصل ذا الرحم، تصله لله وفي الله، معك أبناؤك وبناتك إلى عمة أو خالة، تُدخل السرور عليها وتعلم أن عندها حاجة فتقضيها أو تصلها بمال أو دنيا حتى يبارك الله لك في عمرك ويبارك الله لك فيما يكون من رزقك وما يحصل لك من عيشك.كذلك خير ما تنفق فيه هذه العطل الجلوس مع الصالحين وزيارة الأخيار المتقين، يروى أنه خرج رجل من قرية إلى أخ له في الله يزوره فأرسل الله له ملكاً على مدرجته وطريقه فسأله إلى أين ذاهب؟ فقال: إلى هذه القرية قال : وما لك فيها؟ قال: إن لي فيها أخاً في الله، قال: هل لك عليه من نعمة تردها عليه؟ قال: لا؛ إلا أنه أخي في الله، فقال: إني رسول الله إليك أن الله قد غفر لك بممشاك إليه. فمن خير ما تنفق فيه هذه العطلة زيارة الصالحين وزيارة العلماء ومجالستهم، مع رعاية حرمتهم ومناسبة الأوقات لزيارتهم ونحو ذلك مما يشتمل فيه خير الدين من سؤالهم عن الأمور التي يحتاجها الإنسان في صلاح دينه ودنياه وأخراه، فإن الله يُجل من عبده أن يخرج من بيته لزيارة عالم يستفيد من علمه أو ورعه وتقواه، فذلك خير ينال الإنسان بركته وفضله في دينه ودنياه وآخرته.