من الطرائف المحزنة التي حصلت في الجزائر العاصمة عشية الاحتفال بحلول سنة ميلادية جديدة أن عجوزا فرنسية، مسيحية، تفاجأت بطابور طويل عريض شكّله عشرات الجزائريين قرب محلّ يبيع حلوى لابيش، لكنها لم تحترم طابورهم بعد أن رأت أنها أحقّ ب لابيش منهم فقصدت البائع مباشرة واشترت ما أرادت وخرجت، وحين أبدوا استنكارهم من سلوكها اللاّ حضاري سخرت منهم قائلة: هل زاحمتكم أنا على شراء الكباش في عيد الأضحى لتزاحموني على شراء لابيش؟. هذه الصورة الطريفة المحزنة تلخّص وضعا مؤسفا لمسلمي آخر زمن، مسلمون يحتفلون ويفرحون بأعياد النّصارى أكثر من احتفالهم بأعياد المسلمين، وبطبيعة الحال فإن الوضع ليس مماثلا في الجهة الأخرى، فالنّصارى يحتفلون بأعيادهم فقط ولا يهتمّون بأعيادنا ومعظمهم لا يسمعون بها أصلا. وحين تشاهد الألعاب النّارية المنبعثة من أعلى برج دبي بالإمارات العربية المتّحدة وأبراج أخرى بعواصم عربية أخرى وهي تنافس الألعاب النّارية المنبعثة من برج إيفل بباريس وعواصم غربية أخرى تشعر بأن الإسلام بات فعلا غريبا في أرض المسلمين، وتتمنّى لو أن المسلمين كانوا يحبّون محرّم أول شهور السنة الهجرية بنفس درجة عشقهم لجانفي أوّل شهور السنة الميلادية، أو بدرجة قريبة من ذلك حتى يكون احتفالهم بهجرة النبيّ المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم في مستوى احتفالهم بدخول سنة نصرانية جديدة· وحين يتسابق مسلمون يشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وأن محمدا عبده ورسوله لشراء لابيش ولا يتسابقون للقيام بفرائض اللّه وإحياء سنن الرسول يكون التشاؤم سيّد الموقف في الأمّة الإسلامية· وعندما يشكّل مسلمون طوابير قرب محلاّت بيع الخمور ليحتفلوا بحلول سنة ميلادية جديدة يكون من الصّعب جدّا التفاؤل بأن تكون هذه السنة سنة خير وبركة.