* عمليات نوعية·· القضاء على عشرات الدمويين وتفكيك خلايا الدّعم تميّزت الشهور الأخيرة على الصعيد الأمني بولاية بومرداس وغيرها من ولايات الوطن بتراجع الاعتداءات الإرهابية إلى الحدود الدنيا، حيث عجز تنظيم الجماعة السلفية للدّعوة والقتال بإمارة الإرهابي عبد المالك درودكال عن مواصلة العمل بهذه الاستراتيجية بفعل الخطّة الأمنية المطبّقة ميدانيا والمعتمدة على مطاردة الخلايا الانتحارية ومضاعفة نقاط المراقبة وتشديد الإجراءات الأمنية داخل المدن وعلى مفاصلها الرئيسية، وهي الاستراتيجية التي سمحت للجزائريين بالانتقال من سنة 2010 إلى سنة 2011 بكلّ أمن وآمان وأحبطت كلّ المخطّطات الدموية· وبفضل التجربة التي اكتسبتها القوّات الأمنية في التعاطي مع التكتيك الإرهابي المستحدث، والذي شرع تنظيم درودكال في العمل به منذ نهاية سنة 2006، والمتمثّل في العمليات الانتحارية، ثمّ بفضل التركيز على العمل الاستخباراتي الذي مكّن من تحديد العديد من العناصر الخطيرة وإفشال عمليات نوعية في المهد· ويعدّ العمل الاستخباراتي حسب المتتبّعين للملف الأمني الأهمّ في كلّ الحروب، خاصّة تلك المتعلّقة بالجماعات الإرهابية، كما سمح أيضا بقيام قوّات الأمن خلال سنة 2010 بعمليات نوعية سمحت بالقضاء على العشرات من العناصر الإرهابية الخطيرة العديد منهم أمراء، فضلا عن تفكيك العشرات من خلايا الدّعم والإسناد اللوجستي، وهو الذي مهّد أيضا لأهمّ عملية في سنة 2010، أي العملية العسكرية ضد معاقل الإرهاب بمرتفعات سيدي علي بوناب· وتشكّل العملية العسكرية التي تنفّذها القوّات الأمنية المشتركة يتقدّمها الجيش الوطني الشعبي بغابات سيدي علي بوناب، أهمّ محطّة في مسار المكافحة الميدانية للمجموعات المسلّحة على المستوى الداخلي وإن كنّا لا ندري بالضبط النتائج الذين تمّ تحييدهم أو توقيفهم· وتشير الإحصائيات المستقاة من مصادر أمنية إلى أن عدد العمليات الإرهابية خلال رمضان لهذه السنة تراجع بشكل غير مسبوق وبلغ حدود قصوى لم يسبق تسجيلها منذ اندلاع مسلسل العنف الإرهابي في بداية تسعينيات القرن الماضي· فهناك إجماع على أن الاستقرار والأمن كانا سيّدا الموقف خلال شهر الصيام الذي يتّخذ عادة كمؤشّر لقياس درجة العنف الإرهابي في كلّ عام. وبالتوازي مع هذه الإنجازات الميدانية في التصدّي للمجموعات المسلّحة يسجّل في عام 2010 التراجع اللاّفت في عدد العناصر الجديدة المجنّدة ضمن صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وانحصار الطوق حول النّواة الصلبة في التنظيم الإرهابي الذي يوجد في حالة صراعات محتدمة، وذلك حسب ما أكّده العديد من المسلّحين التائبين، وهو ما دفع على ما يبدو بتيّار مناوئ لزعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود إلى تشكيل تيّار يطالب بفعل النّشاط الإرهابي عن نشاط تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل والاعتماد على البعد المحلّي فقط· ** حصيلة أمنية مشجّعة تميّزت سنة 2010 بولاية بومرداس والمناطق المجاورة لها، على غرار تيزي وزو، البويرة والعاصمة بتعرّض أتباع درودكال لضربات عسكرية موجعة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث توجد 08 سرايا دون أمير معيّن، وهي سابقة في تاريخ التنظيم الإرهابي استنادا إلى النزيف الحادّ الذي يعانيه· وقد عاشت ولاية بومرداس وصولا إلى ولايات تيزي وزو، البويرة والعاصمة سنة 2010 أكثر السنوات أمنا مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث تراجعت العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، إذ سجّلت مصالح الأمن 311 عملية متفرّقة مقابل أكثر من 640 سنة 2008 و587 عملية سنة 2009، وهو ما يوضّح مدى انحصار النّشاط الإرهابي كلّ سنة. وحسب المتتبّعين للشأن الأمني، فإن جلّ العمليات المسجّلة خلال السنة الماضية هي عمليات متفرّقة لم تتعدّ عمليات اغتيالات لمقاولين سابقين أو كمائن بسيطة لدوريات الجيش أو الأمن أفقدت في أكبر حصيلة 04 عناصر أمن في العملية الواحدة، فضلا عن عدم تسجيل أيّ عملية انتحارية بعدما شهدت في السنوات الماضية عدّة عمليات توزّعت نسبتها بين عمليتين و03 عمليات في السنة الواحدة· هذا النّشاط المحدود لأتباع درودكال هي عمليات لا يمكن مقارنتها بالضربات المؤلمة التي تلقّاها تنظيمه في عمليات عسكرية متفرّقة، حيث تمكّنت قوّاتا الجيش والأمن المشتركة في مكافحة الإرهاب من القضاء على 85 إرهابيا من أصل 288 إرهابي قضي عليهم في كلّ من تيبازة، تيزي وزو، البويرة، سكيكدة، الجلفة، البيّض، جيجل، خنشلة وسيدي بلعباس. كما أطاحت مصالح الأمن ب 12 أميرا خطيرا يعتبرون عصب الأمير الوطني درودكال وأقرب الأمراء إليه وسلّم 35 إرهابيا أنفسهم من بينهم أميران وعناصر كانت في قائمة الانتحاريين والمقرّبين، أبرزهم القضاء على الإرهابي حبيب مراد المكنّى نوح والمكلّف بالاتّصال على مستوى المنطقة الثانية للجماعة السلفية للدّعوة والقتال· وفي سياق الضربات الموجعة للتنظيم الإرهابي، سواء من خلال العمليات النّوعية لقوّات الجيش الشعبي الوطني المدعّمة بفرق مكافحة الارهاب أو من توالي حملة التائبين الذين أعلنوا تسليمهم لجهات الأمن، فقد لجأ التنظيم الإرهابي ولأوّل مرّة إلى تقليص عدد السرايا وإلغاء الكتائب بعد تعرّضها للاستنزاف· فكتيبة الأنصار تقلّصت من 11 سرية إلى 09 سرايا، أهمّها سرية الشام المتكوّنة من 07 عناصر برئاسة أميرها الإرهابي دلسي عيسى المكنّى أبو هشام النشطة بمنطقة أقونيسكر ببلدية شعبة العامر جنوب شرق ولاية بومرداس، سرية برج منايل بإمارة الإرهابي عمروس علي المكنّى أبو العباس، سرية يسر بإمارة الإرهابي الهاشمي الهاشمي المكنّى صهيب وفي كتيبة الأرقم تمّ تفكيك سرية أولا علي النشطة ببلدية الثنية وضمّها إلى سرية بوظهر بسي مصطفى، أمّا كتيبة الفاروق فقد تمّ تفكيكها بعد اختراق معقلها ما بين بومرداس والبويرة. ** القضاء على 50 إرهابيا في أضخم عملية عسكرية تمكّنت قوّات الجيش الشعبي الوطني في العملية العسكرية الكبيرة التي تدخل أسبوعها الثالث من القضاء على 50 إرهابيا بغابات سيدي علي بوناب أقصى شرق ولاية بومرداس، حيث تمّ نقل جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث ببلديتي الثنية وبرج منايل لتحديد هويتهم، أين تستعمل تحاليل الحمض النّووي لمعرفة هل يوجد من بينهم أمير التنظيم الإرهابي عبد المالك درودكال. وتوجد هذه العملية العسكرية داخل المعاقل مدعّمة بمضلّيين من الجيش الوطني، ويشارك في العملية في الإجمال ما بين 5000 و7000 رجل، حيث تمّ التخطيط لهذه العملية منذ عدّة أسابيع انطلقت بشكل تلقائي بعد تلقّي مصالح الأمن معلومات تفيد بعقد اجتماع هامّ لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بهذه المنطقة. ومنذ أكثر من 15 يوما لايزال إرسال الهاتف النقّال لمختلف المتعاملين مشوّشا بهدف منع الجماعات الإرهابية المسلّحة من تفجير القنابل بالتحكّم عن بعد لعرقلة تقدّم وحدات الجيش، وكذا لمنع الاتّصالات بين عناصر تنظيم درودكال الذي يبدو مصيره مجهولا.