تسريبات تؤكّد موافقتها على احتضان القاعدة الأمريكية ** خبيرة تونسية: (الجزائر متحفّظة... فاحذروا من ردّ فعلها) ** تشير جلّ المعطيات والتسريبات المستقاة من (قصر قرطاج) إلى أن السلطات التونسية تكون قد أمضت رسميا على اتّفاق لإنشاء قاعدة أمريكية للتنصّت على أراضيها بعدما استسلمت لإغراءات المال الأمريكي الذي يبدو أنها آثرته على العلاقات التاريخية مع الجزائر التي ترفض رفضا قاطعا احتضان الجارة الشرقية قاعدة مماثلة لاعتبارات أمنية واستراتيجية. قالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول إنه حسب الدوائر المطّلعة غير الرسمية تمّ الاتّفاق على إنشاء قاعدة أمريكية في تونس فعليا خلال زيارة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى الولايات المتّحدة الأمريكية في ماي الماضي. قاعدة! أوضحت قعلول في حديثها لصحيفة (الصباح الأسبوعي) التونسي في عددها الصادر أمس أن كلّ المصادر غير الرسمية تؤكّد أن مذكّرة التفاهم للتعاون طويل المدى بين تونسوالولايات المتّحدة التي أمضاها محسن مرزوق مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تمّ التعتيم عن محتوياتها ولم تقدّم للعموم وتثير الريبة وتضمّ الاتّفاق على إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية جنوبتونس. وستكون القاعدة المزمع إنشاؤها وفق رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية غير كلاسيكية فالتمويل والسلاح أمريكيان أمّا الموظّفون فتونسيون لتجنّب إثارة الشكّ فهي إذن قاعدة أمريكية بأسماء تونسية. أمّا عن قاعدة التنصّت الأمريكية بالهوارية فقد أكّدت ذات المتحدّثة أنه تمّ الاتّفاق على نقلها من جزيرة صقلية إلى تونس باكتراء مساحة يتمّ إنشاء وكالة تنصّت عليها والمقابل الذي سيدفع لتونس لن يتجاوز ثلث ما كان يدفع مقابل اكتراء مساحة الوكالة في إيطاليا ويمكن الحديث عن وكالة التنصّت -حسب الخبيرة التونسية- بعد المصادقة على قانون الإرهاب. في نفس السياق أوضحت الخبيرة التونسية أن الجزائر عبّرت عن رفضها إنشاء قاعدة أمريكية في شمال إفريقيا وهي ترفض أن تحتضن جارتها تونس قاعدة مماثلة وإن تمّ إنشاء هذه القاعدة فمن المتوقّع أن يكون هناك تحفّظ كبير على العلاقات مع تونس قائلة: (أحذّر من ردّ فعل جزائري فالجزائر جار قوي). ورجحت بدرة قعلول إمكانية إنشاء القاعدة العسكرية في الجنوب ووكالة التنصّت في الشمال الشرقي إلى ما وصفته بضعف الدولة التي تقدّم تنازلات على المستوى الدبلوماسي مشيرة إلى أن (سياسيي تونس للأسف يتبعون التيار لأنهم يعيشون حالة خوف وخوفهم ليس على تونس وإنما على الكرسيّ) وأضافت أن كلّ التسريبات والتصريحات النافية لمصالح السبسي تندرج في إطار تحضير الرأي العام حتى يأتي الوقت المناسب للإعلان عن القاعدة. وكانت تقارير إيطالية أكّدت أن السلطات التونسية أبدت استعدادها لاستقبال مُعدّات أمريكية للتنصّت تمهيدا لإقامة قاعدة عسكرية في مدينة الهوارية من ولاية نابل لتكون بديلة للقاعدة الأمريكية الموجودة حاليا في بلدة نيشامي بجزيرة صقلية الإيطالية بعد أن لقيت احتجاجات واسعة من قِبل سكّان المدينة الإيطالية. وحسب ذات التقارير فقد أمضى الرئيس التونسي اتّفاقية مع واشنطن مقابل 182 مليون دولار في حين كانت أمريكا ستمنح مبلغا قيمته 780 مليون دولار لإيطاليا في حال موافقتها على استقبال المحطة. موقف الجزائر ردّت الجزائر مؤخّرا بشكل ضمني على الدول الساعية لاستضافة قواعد عسكرية فوق أراضيها في منطقة شمال إفريقيا حينما قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إن (الدولة القادرة على مكافحة الإرهاب والتطرّف لا تحتاج إلى قاعدة عسكرية أجنبية وهي تعرف كيف تدافع عن مصالحها السياسية والجيو- استراتجية والاقتصادية). فيما أشارت مصادر صحفية إلى أن السلطات الجزائرية خيّرت تونس بين الإبقاء على علاقاتها الوطيدة مع الجزائر أو قَبول صفة الشريك الأساسي مع أمريكا وهي الصفة التي تمهّد لإقامة قاعدة عسكرية على الأراضي التونسية. يذكر أن تونس نفت على لسان وزير خارجيتها الطيّب البكوش أيّ توتّر أو فتور في العلاقات التونسية-الجزائرية على خلفية الاتّفاقية الأمنية الموقّعة بين بلاده وواشنطن وبعدها منح تونس صفة حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتصبح بذلك الحليف السادس عشر الرئيسي للولايات المتّحدة مؤكّدا أن واشنطن لم تعرض على بلاده مقترح إقامة قاعدة عسكرية على التراب التونسي.