وافقت الحكومة التونسية على مقترح أمريكي سري بشأن نقل محطة استعلامات عسكرية أمريكية، من جزيرة صقلية الإيطالية، إلى مدينة الهوارية جنوبتونس، رغم النفي المتكرر لمسؤولين تونسيين زاروا الجزائر مؤخرا. لقيت محطة الاستعلامات العسكرية الأمريكية اللاسلكية التي تربط جميع الوحدات القتالية الأمريكية في العالم بحلف شمال الأطلسي، التي كان مقرها في جزيرة صقلية الإيطالية، احتجاجات واسعة من قبل السكان، قررت على أثرها الولاياتالمتحدةالأمريكية تغيير مقرها لتكون الوجهة مدينة الهوارية التونسية. ووافقت الحكومة التونسية على مقترح الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال زيارة الباجي قايد السبسي إلى واشنطن الأخيرة، حيث تم توقيع اتفاقية سرية بخصوص تحويل هذه المحطة من صقلية إلى تونس، وتحديدا إلى الهوارية، ضمن جملة الاتفاقيات الأخرى. وحسب تقارير إيطالية، فقد أمضى السبسي على الاتفاقية مقابل 182 مليون دولار، في حين كانت واشنطن ستمنح مبلغا قيمته 780 مليون دولار لإيطاليا في حال موافقتها على استقبال المحطة. وذكر المصدر ذاته أن التقارير الإيطالية أكدت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية شرعت بالفعل في نقل معدات قاعدتها العسكرية للتنصت اللاسلكي من مدينة ”نيشامي” بجزيرة صقلية الإيطالية، إلى مدينة الهوارية من ولاية نابل. ومن شأن قرار الموافقة أن يوتر العلاقات الجزائريةالتونسية مجددا، بعد زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين، حاول أثناءها مبعوثو السبسي تبديد مخاوف إقامة قاعدة عسكرية أمريكية قرب الحدود مع الجزائر وليبيا بحجة مكافحة التنظيمات الإرهابية المتطرفة. وقد رد مساء أول أمس، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، بشكل ضمني على الدول الساعية لاستضافة قواعد عسكرية فوق أراضيها بمنطقة شمال إفريقيا، وقال إن ”الدولة القادرة على مكافحة الإرهاب والتطرف لا تحتاج إلى قاعدة عسكرية أجنبية وهي تعرف كيف تدافع عن مصالحها السياسية والجيو- استراتجية والاقتصادية”. واستبقت أمس، تونس تجدد ”التوتر الصامت” مع الجزائر، بنفي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية المقدم بلحسن الوسلاتي، ”علم وزارة الدفاع بنية توجه تونس إلى إقامة قاعدة عسكرية بمدينة الهوارية من ولاية نابل”.