بقلم: الشيخ قسول جلول تعوّد بعض الأشخاص على أن يذهبوا إلى البقاع المقدسة كل عام ويبذلون جهدهم للوصول إلى ذلك بطرق ووسائل مختلفة بالمحسوبية والجاه وشراء الذمم والمال وحتى شراء هذه الجوازات والتصريحات الكاذبة والتزوير وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويلجؤون إلى طرق ملتوية للحج كل عام يعرفون بأن هذا حقا لغيرهم ممن لم يحجوا لأن التأشيرات الخاصة بالحج وعدد الحجاج تعطى من طرف السلطة السعودية على حسب عدد المسلمين فلا يجوز ولا يصح ولا يقبل أن يتصرف أي إنسان في هذه الجوازات الخاصة بالحج لأنها حق الجميع فإذا أعطاك إياها أيا كان فليس من حقه لأنه تصرف في حق الغير((الجميع)) هذا لمن أعطى الجواز ومن أخذه وخاصة بعد أدائهم الفرض((ركن الحج)) ظانين أنهم بحرمانهم من لم يحج في حياته ولا مرة أنهم يتقربون إلى الله تعالى لايتقرب إلى الله تعالى بمعصيته والذي أفقد حاجا حقه في الحج للمرة الأولى عصى الله عز وجل إذ كيف يقبل الله تعالى منه هذه الطاعة وقد تسبب بألم وحسرة وشعور بالظلم لشخص يتمنى ويحلم كل عام أن يصل المشاعرالمقدسة ويزور الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. بعض المواطنين يتاجرون في هذه الجوازات ويبيعون حقوق الآخرين ويأكلون بذالك مالا حراما وبعضهم يسجل للحج ويدخل في القرعة وهو لايريد الحج إنما يريد فيما لو فاز بالقرعة أن يبيع مقعده أو يتنازل عليه بمقابل هذا المواطن أكل مالا حراما لأنه بفعله كلف المواطن الذي اشترى مقعده أكثر من السعر الرسمي والذي من حقه أن يدفع السعر الرسمي فقط. أما المواطن الذي يريد الحج وسجل للحج ولم تقع عليه القرعة فنقول له لايحزن فإن من نوى الحج فحبسه حابس فله أجره عند ربه...((إنماالأعمال بالنيات )) والحج لمن استطاع إليه سبيلا كما هو معروف فقها فهل يجوز للأغنياء أن يأخذو المساهمة التي تقدمها للحجاج كمساعدة ودعم للحجاج من ميزانية الدولة وبأي حق تعطى لهم كل عام علما أن من استفاد من الدعم يحرم منه في المرة الثانية كالسكن الاجتماعي مثلا وهؤلاء يسألون عن كل شيء إلا هذه ولو سألوا لأجابهم العلماء أنه ليس من حقكم ولا يجوز أخذها لأنكم أغنياء وهي تعطى لمن يحتاجها مرة واحدة في العمر وليس لمن يحج كل عام ولو سألوا عن شرائها والحصول عليها بطرق مختلفة لأجبناهم أن الله عز وجل طيب لايقبل إلا طيبا ولا يجوز شراؤها ولا يجوز بيعها لأنها ملك الجميع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) رواه مسلم. ونقول لهؤلاء إن في هذا الأشهر الحرم التقرب إلى الله عز وجل في جميع المجالات مطلوب ومن أدى فريضة الحج مرة واحدة فله أن ينال الأجرالكثير في إنفاق ما تعود أن يذهب به إلى الحج في مجلات أخرى كأن يجهز عروسا أو أن يتكفل بيتيم أو يرمم بيت فقير أو يزوج شابا فقيرا يفتح مدرسة قرآنية يسجل وقف لله صدقة جارية وأبواب الخير كثيرة ومشاريع الخير كثيرة لأن من تعود الحج كل عام يدخل في الرياء والسمعة كما أقر السادة الفقهاء 05 سنوات من حجة إلى أخرى ويحرك مشاعر الألم والغبن عند من لم يحج ويغذي فيه الكراهية والحقد كما أن هناك مظاهر لاينبغي لها أن تكون في هذه الشعيرة أن بعض الوكالات السياحية وبعض الأشخاص يتاجرون بالحجاج هؤلاء يكسبون الوزر والحجاج يتاجرون مع الله ويكسبون الأجر.. حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور.