الدكتور عثمان سعدي يكتب: الجدل حول العامّية وما يخفيه * مساهمة: الدكتور عثمان سعدي + صورة صغيرة للدكتور سبق للجمعية الجزائرية للدفاع عن اللّغة العربية وأن أصدرت بيانا باللّغة العربية تحت عنوان (سطوة اللوبي الفرنكفوني تمتدّ إلى المدرسة قلعة الوطنية). وقد رأت الجمعية أن توجّه رسالة إلى قرّاء اللّغة الفرنسية نشرها موقع (Le Quotidien d_Algèrie) وإلى القرّاء ترجمة هذه الرسالة: (... هكذا يحاول من جديد مناهضة العامّيات للعربية الفصحى من أجل زرع الشكّ في وضع اللّغة الفصحى في المنظومة التربوية الجزائرية. لقد نُشر تكذيب من طرف وزيرة التربية لكنه غير مقنع تماما والتحرّك الحيّ الذي حدث من الرأي العام هو الذي أدّى إلى هذا التراجع لكنه تراجع مظهري فقط لأن تلك القرارات للندوة الوطنية لم تصدر بالصدفة إنها تؤكّد أنه يوجد مشروع يهدف إلى زعزعة وضع اللّغة العربية الفصحى في التعليم. ويتستّر هذا المشروع وراء حجج تقنية وبيداغوجية تحت عنوان [جزأرة التعليم] كما ورد في قرارات الندوة المذكورة التي جرت لتمريرها مع اختيار زمن العطل وتعمد إلى عدم مشاركة ممثّلي غالبية الأسرة التعليمية مع إعطاء حصّة الأسد للإطارات ذات الحساسية الفرنكفونية. إن الشعار الداعي إلى مناهضة مزعومة للعامّية للّغة الفصحى تعود إلى العهد الاستعماري الذي حاول بدافع خوفه من القوّة الحضارية والثقافية للعربية الفصحى فهو يرى أن الفصحى هي القادرة وحدها على مواجهة اللّغة الفرنسية في الميادين الاجتماعية والإدارية والاقتصادية واللوبي الفرنكفوني الجزائري عمل منذ الاستقلال على رفع شعارات وحجج المستعمرين الفرنسيين. إن حجّة استعمال العامّية [كاللّغة الأمّ] لتسهيل تعلّم العربية ما هي إلاّ مغالطة خبيثة. فالعربية الدارجة والعربية الفصحى يعودان إلى العربية وليستا لغتان كما يحاول بثّه اللوبي الفرنكفوني وذلك من أجل هدف واحد وهو تثبيت اللّغة الفرنسية كلغة ثالثة في الجزائر. إن التحدّث بالعربية الدارجة في المنزل ما هو إلاّ إعداد طبيعي لعربية المدرسة لكنه ليس إعدادا لتعلّم الطفل الجزائري للّغة الفرنسية ومن الغريب أن هؤلاء يصيرون فجأة مناصرين لتعليم اللّغة الفرنسية الفصيحة دون المرور على دارجتها. في بلدان العالم بما فيها فرنسا تقول الحجج البيداغوجية إن لغة المدرسة هي الأفضل مستوى فهم يرون أن تعليم اللّغة الأدبية هو الأفضل وذلك بتعميمها ودمقرطتها في المجتمع من أجل رفع المستوى الثقافي كما يتمّ في سائر البلدان المتقدّمة. إن بلدنا يعرف في ميدان التربية وضعا غير مسبوق سواء على المستوى الوطني أو العالمي والمتمثّل في وزيرة التربية التي لا تعرف لغة المدرسة وهذا هو الذي يفسّر تصرّفاتها. وفي هذا المستوى لا يمكن لنا أن نتكلّم عن كفاءة تقنية تكون معزولة عن الكفاءة الثقافية إنه ببساطة عبارة عن عنصر أساسي يتمثّل في اللاّ كفاءة المتجسّمة في عدم قدرة هذه الوزيرة على تسيير المنظومة التربوية الوطنية وعلى محاورة سائر عناصرها إن تخلّيها عن الوزارة يأتي كضرورة منطقية. على كلّ حال هذه المرحلة من مسيرة الحصار الدائم الذي تعاني منه لغتنا الوطنية يتطلّب الضرورة العاجلة لوضع حدّ للتدهور المستمرّ الذي يمثّل عدوانا على الدستور لقد لفتنا في عدّة مناسبات انتباه السلطات إلى هذا العدوان المتمثّل في إبعاد اللّغة العربية عن الحياة الاقتصادية والتهميش الجماعي والدفع إلى البطالة لحاملي الشهادات باللّغة العربية وإلى بث لغة مشوّهة عربية-فرنسية في وسائل الإعلام وعدم احترام الوزراء أنفسهم للوضع الدستوري للّغة العربية كلغة رسمية إلى آخره. من أجل كلّ هذا فإننا نطلق نداء إلى سائر الأحزاب والمؤسّسات والشخصيات الوطنية الغيورين على الثوابت الوطنية سواء أكانت بالسلطة أو بالمعارضة أن يهبّوا لعقد [ندوة وطنية للدفاع عن اللّغة العربية والرقيّ بها]). الجزائر تمنح مساعدات إنسانية للنيجر منحت الجزائر 30 طنّا من المساعدات الإنسانية لصالح سكّان مدينتي أغاديز ونيامي بالنيجر تضمّ خاصّة مواد غذائية وصيدلانية حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس. وجاء في البيان أن (الجزائر الوفية لتقاليدها إزاء البلدان الشقيقة والمجاورة منحت مساعدة إنسانية بحوالي 30 طنّا من المواد الغذائية والصيدلانية لصالح سكّان أغاديز ونيامي بالنيجر). وأضاف المصدر ذاته أن (هذه الإعانة التي سبقت زيارة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة يوم 27 جويلية الفارط إلى نيامي تمّ إيصالها انطلاقا من القاعدة الجوّية لبوفاريك على متن طائرات عسكرية للجيش الوطني الشعبي وسلّمت للسلطات النيجيرية).