(هل تهدف الإصلاحات المزعومة في المدرسة إلى القضاء على العربية؟) فتحت الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللّغة العربية النّار على وزارة التربية الوطنية على خلفية (الإصلاحات المزعومة) التي تحدّث عنها مسؤولو القطاع خلال الأيّام الأخيرة. قالت الجمعية في بيان حمل توقيع رئيسها عثمان سعدي تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه: (فوجئ الجزائريون بأنباء توجّه اعتماد العامّية في التعليم وبخاصّة بعد انعقاد الندوة الأخيرة لوزارة التربية الوطنية. إن اللوبي الفرنكفوني يطبّق سياسة الاستعمار الفرنسي الجديد ففرنسا موحِّدة لغويا لا تؤمن إلاّ بوجود لغة واحدة في فرنسا هي الفرنسية وترفض الاعتراف باللّغات الجهوية معتبرة أن الاعتراف بها معناه بلقنة فرنسا أي تدمير الوحدة الوطنية كما صرّح بذلك سنة 1999 السيّد شوفينمان وزير الداخلية الأسبق لكنها تقول بتعدّد اللّغات في بلدان المغرب العربي ففي رأيها توجد أربع لغات في هذه البلدان: العربية الفصحى العامّية البربرية والفرنسية ويبدو أن وزارة بن غبريط تطبّق السياسة الفرنسية على المدرسة الجزائرية). وتساءلت الجمعية قائلة: (هل الإصلاحات المزعومة في المدرسة الجزائرية تهدف إلى القضاء على اللّغة العربية الفصحى واستبدالها بالعامّية؟ لكن أيّ عاميّة؟ توجد مئات العامّيات في القطر الجزائري هل المطلوب أن يكون المعلّم في الابتدائي من نفس القرية حتى يتمكّن من تلقين أطفالها عامّية قريتهم؟ تساؤلات من حقّ كلّ جزائري أن يطرحها على نفسه قبل طرحها على المسؤولين الجدد على التعليم. الإصلاح الذي أنزل تعليم الفرنسية إلى السنة الثانية ومسّ صيرورة إتقان الطفل الجزائري للغته الوطنية قبل تعلُّم لغة أجنبية كما تفعل سائر البلدان التي تجعل السنوات الستّ الأولى من التعليم مقتصرة على تعلّم الطفل لغتَه الوطنية حتى يلمَّ بها. الإصلاح أنزل تعليم الفرنسية للطفل الجزائري إلى السنة الثانية ابتدائي ونحن نتساءل بأيّ لهجة فرنسية ستدرّس هذه اللّغة؟ في فرنسا لهجات متعدّدة لكن لغة تعليم الفرنسية واحدة بعيدة عن اللّهجات وهذا يتمّ في سائر بلدان العالم في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وغيرها من البلدان اللّغة الوطنية لديها واحدة بعيدة عن اللّهجات. طبعا اللّغة الوطنية تدرّس للطفل بأسلوب بسيط بعيدا عن التعقيد وعن اللّهجات المشوّهة للّغة الوطنية هذه هي البيداغوجيا الحقّة البعيدة عن التغريب والاستلاب والمسخ). وأهابت الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللّغة العربية (بسائر الوطنيين المحبّين لوطنهم أن يتحرّكوا من أجل حماية اللّغة العربية ضد التيّارات المعادية لها) وقالت إن اعتماد العامّية في التعليم الابتدائي معناه تدمير المنظومة التربية وبالتالي الوحدة الوطنية.