قال عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية إن النخبة الفرانكفونية ''النافذة في الدولة'' مسؤولة عن تجميد قانون تعميم استعمال اللغة العربية الصادر سنة 0991، منتقدا موقف الرئيس الراحل محمد بوضياف من لغة الضاد، واعتبره أشد رؤساء الجزائر عداء للعربية، وأشاد سعدي بموقفي الرئيسين السابقين الشاذلي بن جديد واليامين زروال، معتبرا أن اللوبي الفرانكفوني أنهى مهام الرئيس بن جديد لأنه وقّع قانون تعميم استعمال اللغة العربية، وجمّد مهام الرئيس اليامين زروال لأنه ألغى تجميد القانون المذكور. وعن صحة الأخبار التي تفيد بأن الجزائر تتعرض لضغوط خارجية لمنع استعمال العربية كلغة تتداول في الوسط الإداري والمؤسسات والهيئات، أكد أن اللوبي الفرانكفوني بالجزائر، يحارب التعريب والعربية. وأفاد المتحدث بأن الساسة الجزائريين استنكروا القانون الفرنسي الصادر بتاريخ 32 فيفري 5002، والذي يصف الاستعمار الفرنسي بالإيجابي والخالي من الشرور. واستغرب المتحدث الهجمة التي يشنها الفرنسيون على اللغة العربية في الوقت الذي يتقيدون فيه بقانون لحماية اللغة الفرنسية الصادر في 4991، والذي وضع لمواجهة غزو اللغة الإنجليزية، وفي سياق مغاير، يعمل الفرنسيون الموحدون لغويا على تعدد اللغات بالمغرب العربي، ويقولون إن في الجزائر وفي أقطار المغرب العربي أربع لغات هي: العربية الفصحى والعربية الدارجة والأمازيغية والفرنسية. أما في فرنسا التي توجد بها ست لغات جهوية أكثر عراقة من اللغة الفرنسية، فالدولة ترفض الاعتراف بها، مستدلا بآخر قرار صدر من مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 81 جوان 8002، الرافض لمبدأ الاعتراف باللغات الجهوية التي تهدد، في رأيه، الوحدة الوطنية الفرنسية التي تكون حمايتها من وحدانية اللغة. في سياق آخر، اشتكى عثمان سعدي من التضييق الذي يستهدف جمعية الدفاع عن اللغة العربية، حيث صار منزل رئيسها مقرا لها بعد أن صودر بكل موجوداته، وصار ملكا لجمعية التبادل العالمي للشباب، إلى جانب انقطاع المساعدة المالية السنوية التي تخصصها وزارة الثقافة للجمعيات الثقافية، إذ صارت الجمعية تنشط بإمكانيات أعضائها القلائل. وأشار سعدي في الحوار الذي أجرته معه جريدة ''الشرق الأوسط'' السعودية، إلى نشاط الجمعية الذي يتمحور حول البيانات والرسائل المفتوحة التي تصدر في مواجهة الحرب على العربية والتعريب. وتناول المصدر مؤلفات الجمعية سنة 5002 والمتمثلة في كتاب معنون ب''الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية''، تحمل ميزانيته بعض المحبين للغة الضاد، وهو يضم كل نشاط الجمعية، وفهرسا للأعلام يسرد الأسماء من رؤساء الدولة ووزراء ومسؤولين، وموقفهم من اللغة العربية والتعريب بالمواقف والحقائق.