احتجز قراصنة صوماليون أوّل أمس سفينة شحن جزائرية وطاقمها المؤلّف من 27 شخصا من رعايا الجزائر، أوكرانيا والفلبين قبالة سواحل سلطنة عمان· وكانت السفينة "بليدة" التي تبلغ حمولتها 26 ألف طنّ في طريقها من ميناء صلالة العماني إلى ميناء دار السلام في تنزانيا قبل أن يهاجمها القراصنة· وتقول القوّة الأوروبية لمكافحة القرصنة إن القراصنة يحتجزون في الوقت الحاضر 28 سفينة وطواقمها التي يبلغ عدد أفرادها 654 شخص، وأعلنت القوّة التابعة للاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة المنتشرة على سواحل الصومال قيام قراصنة صوماليين بشنّ هجوم على سفينة حربية إسبانية· وأفادت مصادر إعلامية أن القراصنة استعملوا سفينة يابانية كان قد تمّت قرصنتها في العاشر من شهر أكتوبر الفارط للقيام بالعملية، مشيرين إلى أنه في الوقت الذي يحتجز فيه القراصنة سفينة جزائرية فإن السفينة الإسبانية وهي سفينة الدورية أنفانتا كريستينا نجحت في الفرار من مهاجميها· وقالت القوّة الأوروبية إن القراصنة وضعوا رهائن على متن السفينة اليابانية واستخدموهم كدروع بشرية، وأضافت: لقد تمّ إحباط هجوم القراصنة دون تعريض حياة هؤلاء الرهائن للخطر· وكانت السفينة الإسبانية ترافق سفينة شحن تابعة لقوّات حفظ السلام الإفريقية في الصومال عندما وقع الهجوم، ولم تصب سفينة الشحن لأيّ أضرار واستأنفت طريقها إلى مقديشو· وينشط القراصنة الصوماليون في هذه المنطقة وهم يحتجزون الآن 19 سفينة و428 رهينة، حسب تقديرات القوّة البحرية الأوروبية التي تقوم بواجبات الدورية في المنطقة· وأوضحت القوّة البحرية الأوروبية أن السفينة كانت على مبعدة 900 ميل بحري عن الشواطئ الصومالية بعد خروجها من خليج عدن، عندما أرسلت إنذار خطر إلى الشركة اليونانية التي تعمل لحسابها· وأضاف بيان القوّة الأوروبية أنه بعد فترة قصيرة غيّرت السفينة مسارها لتبحر نحو الشاطئ الصومالي ولم يعد ثمّة أيّ اتّصال مع السفينة· في سياق ذي صلة، خطف قراصنة صوماليون سفينة صيد من الموزمبيق على بعد 370 كيلومتر جنوب غربي جزر القمر في المحيط الهندي، حسب ما قالته القوّة البحرية الأوروبية المكلّفة بمكافحة القرصنة· ويعتبر الاستيلاء على السفينة فيجا 5 التي تزن 140 طنّ وعلى متنها طاقم مكوّن من 14 شخصا من جنسيات غير معروفة، ثاني هجوم ناجح للقراصنة في أسبوع قبالة الطرف الشمالي لمدغشقر· وقال رئيس برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا أندرو موانغورا: يركّز القراصنة الصوماليون أنشطتهم منذ أواخر ديسمبر الماضي حول تنزانيا وجزر القمر ومدغشقر لتجنّب البحار الأكثر هياجا في منطقة أبعد إلى الشمال· وذكر موقع إلكتروني لمكافحة القرصنة تابع لحلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي أن سفينة الصيد التايوانية (إف في شيوه فو 1) التي خطفت يوم 25 ديسمبر كانت تعمل كسفينة قيادة رئيسية قبالة ساحل مدغشقر· من جهة أخرى، نجت سفينة سين الصهيونية من السقوط في أيدي القراصنة الصوماليين أثناء إبحارها من الهند إلى إسرائيل· وذكرت إذاعة الجيش الصهيوني أن القبطان الإسرائيلي لاحظ وجود قارب القراصنة يقترب من السفينة وكانوا يحاولون السيطرة على السفينة فأوعز إلى الطاقم بزيادة السرعة، وهكذا تمكّن من الهرب دون ضرر· وأشارت الإذاعة الصهيونية إلى أن السفينة المذكورة كانت تحمل على متنها حاويات تحتوي على معدّات إلكترونية من الهند إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة· وتعرف سواحل سلطنة عمان نشاطا متنامية للقراصنة الصوماليين، حيث تمّت قرصنة العددي من السفن التي تعبّر السواحل، وكانت آخر سفينة تمّ حجزها هي سفينة يونانية على متنها 12 بحّارا أوكرانيا· وكانت قوى بحرية دولية قد نشرت عشرات السفن الحربية منذ عام 2008 في محاولة لتأمين الملاحة في خليج عدن الذي يمثّل ممرّا بحريا رئيسيا يقود إلى قناة السويس التي يمر عبرها آلاف السفن التجارية سنويا، وعلى الرغم من ذلك مدّ القراصنة تدريجيا منطقة عملياتهم لاحتجاز السفن في عمق البحر حتى المياه الإقليمية لجزر المالديف شرقا وقنال الموزمبيق جنوبا· وقد عزّزت الإرساليات البحرية المتواجدة في المنطقة وتضمنها قوّة الاتحاد الأوروبي نجاحها في كبح جماح الهجمات، بيد أن عدد السفن المختطفة والبحّارة المحتجزين مازال مرتفعا وظل في أعلى مستوياته منذ زيادة القرصنة الصومالية عام 2007·