أعلنت القوات الأوروبية لمكافحة القرصنة، أمس احتجاز سفينة الشحن الجزائرية ''بليدة'' من طرف قراصنة صوماليين، قرابة السواحل العمانية، حيث كانت السفينة في طريقها من ميناء صلالة العماني إلى ميناء دار السلام في تنزانيا، لوضع حمولتها المقدرة ب26 ألف طن. احتجز قراصنة سفينة شحن جزائرية وطاقمها المؤلف من 27 شخصا من الجزائر وأوكرانيا والفلبين في بحر العرب قبالة سواحل سلطنة عمان. وكانت سفينة ''بليدة'' التي تزن حمولتها 26 ألف طن متجهة إلى ميناء دار السلام في تنزانيا قبل أن يهاجمها القراصنة. وقالت القوة الأوروبية لمكافحة القرصنة ''اتالانت'' أمس إن القراصنة يحتجزون نحو 28 سفينة وطواقمها التي يبلغ عددهم 650 شخص على الأقل. أفادت مصادر موثوقة ل ''الحوار'' أن 17 جزائريا محتجزون في السفينة التي اختطفها القراصنة الصوماليون، أما بقية الرعايا من الفلبين، وحسب نفس المراجع فقد تم تشكيل خلية أزمة مشكلة من وزارة النقل والدفاع الوطني من أجل متابعة القضية. وقد بعث المختطفون رسالة الكترونية إلى السلطات الجزائرية تخبرهم باختطاف السفينة من أجل طلب الفدية للإفراج عن السفينة الجزائرية. وترفض الجزائر دفع الفدية لقراصنة يحتجزون سفينة شحن جزائرية وطاقمها. ومن المحتمل أن تدخل الجزائر في مفاوضات لإطلاق سراح مختطفيها خاصة وأن الجزائر ترفض دائما دفع الفدية ونادت بتجريم هذا الأمر في المحافل الدولية، الأمر الذي يستوجب تدخلها بطرق أخرى غير الفدية. وتقول القوة الأوروبية لمكافحة القرصنة إن القراصنة يحتجزون نحو ثمان وعشرين سفينة وطواقمها التي يبلغ عددهم ستمائة وخمسين شخصا. وتعتبر عملية القرصنة هذه، الأولى من نوعها التي تستهدف السفن الجزائرية، التي لم تعرف من قبل مثل هذه العمليات. ويركز القراصنة الصوماليون أنشطتهم منذ أواخر ديسمبر الماضي حول تنزانيا وجزر القمر ومدغشقر لتجنب البحار الأكثر هياجا في منطقة أبعد إلى الشمال. وقد أصبحت القرصنة على الشواطئ الصومالية وخليج عدن قضية دولية مؤرقة وأخذت أبعادا بعيدة تهدد أمن الدول وتجارتها. فما يمر أسبوع إلا وتسمع في وكالات الأنباء ووسائل الإعلام أن سفينة كبيرة ومهمة قد استولى عليها القراصنة الصوماليون، مما حدا بالأمم المتحدة وحلف الناتو والدول الكبرى إلى التدخل في القضية. وقد بدأت ظاهرة القرصنة منذ انهيار الدولة الصومالية عام 1991 م وسيطرة عصابات أمراء الحرب ومليشياتهم القبلية على أجزاء الصومال المختلفة. ولم يتمكن هؤلاء من ملء الفراغ الذي تركه انهيار الدولة، بل بدأت حرب أهلية مدمرة وفرت فرصة لسفن الصيد الأجنبية لغزو شواطئ الصومال في وقت مبكر لنهب الخيرات الوفيرة في البحر، فساحل الصومال يعد الأطول أفريقيا حيث يقدر ب 3300 كم.